.
حدود ما يمنح للشيطان من سلطان وحجم مسؤولية الإنسان
تذكير
إذا، بسند ما تم إظهاره في المقالات السابقة موجودة ثلاث سبل يتبعها إبليس وجنوده:
1ـــ سبيل النزغ بدون مس منهم؛
2ــــ سبيل النزغ في حالة المس منهم الذي يزيده في قوة النفاذ؛
3ــــ وسبيل الإستعمار النسبي لكيانه وقبيله شبه الكلي.
تعريف تذكيري بشأن السبيل الثالث
قد تقدمت بتفسير مشهد الحيات التي تسعى وهي في الأصل غير موجودة. قد ذكرت أن الشياطين هم من كانوا في الأصل يرون في عالمهم هذا المشهد حقيقيا ونقلوه في لحظة معينة من خلال حواسهم وبفضل المس منهم إلى النبي موسى عليه السلام وفرعون وملإه. وهذا هو السبيل الذي مكنهم من الفلاح في مهمتهم ولأنهم لو نهجوا غيره لما أفلحوا مع كل الحاضرين. أي أنهم لو نهجوا فقط الإيحاء المركز الذي هو أقوى نفاذا في حالة المس لما أفلحوا. وذكرت كذلك ضمن التفسير أنهم لما مكنوهم من المشهد إياه من خلال حواسهم هم قد ألغوا حواسهم المستقبلة. وأضيف هنا علاقة بالموضوع المفتوح أنهم ألغوا فقط حواسهم دون عقولهم التي جعلوها تتصل عوضها بحواسهم. ولو أنهم أقصوا عقولهم لما رأوا المشهد وبطبيعة الحال. وأن يقصوا عقولهم فذاك إقصاء لكل أنفسهم ويقع بذلك إستعمار شبه كلي لكل كيانهم. وهذا هو السبيل الثالث المتوفر لإبليس وجنود حين حالة المس منهم. وكذلك وضحت حقيقة أنه من بين ما يطمع الشياطين في الحصول على المس منهم رغبتهم في التمتع بشيء من متع عالم الإنس وذلك من خلال حواس المصابين به؛ وتباعا لتكتمل في ذلك حريتهم شبه التامة هم يقصون عقولهم الواعية وأنفسهم العاقلة.
ومن باب الإضافة في البيان ومن باب التشبيه البياني، وانطلاقا من حقيقة أن كيان الإنسان يؤلفه جسد غير عاقل ونفس عاقلة تملكه، وبتشبيه الجسد بسيارة والنفس بمالكها وسائقها:
1* أشبه الحالة بالسبيل الثاني باستعمار نسبي من طرف الشيطان للسيارة ومالكها حيث يصبح بإمكانه أن يجلس فيها كالسيد ويأمره فيطيع؛
2* وأشبه الحالة بالسبيل الثالث باستعمار شبه كلي من طرف الشيطان للسيارة ومالكها حيث يصبح بإمكانه أن يقصيه من مكان القيادة ويقودها هو بنفسه مكان نفسه.
حدود ما يمنح للشيطان من سلطان
عموما في الحالات الثلاثة تظل حدود ما يمنح للشيطان من سلطان بقدر المناعة الإعتيادية المتوفرة لدى المصاب بالمس منه كما هي الحقيقة المظهرة بتفصيل في المقال الذي عنوانه "عن صحيح مفهوم ذكر الذكر وصحيح مفهوم الإستعاذة بالله". ولعل ملخص البيان الجوهري المعروض في المقال من باب التذكير يتمثل في قوله سبحانه من سورة الأعراف " إن الذين إتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون201" صدق الله العظيم.
ولفهم أكثر للمراد تبيانه بشأن المناعة الإعتيادية وحدود ما يمنح للشيطان من سلطان أعرض هذه القصة من فصل تدريسي في علم النفس والسلوك والطباع البشرية كان يدرس فيه موضوع التنويم المغناطيسي ومدى نفاذ الإيحاء في ذهن الإنسان وهو في حالة لاوعي:
فبعدما شرح وفسر الأستاذ إستدعى متطوعة من الطلبة لينومها تنويما مغناطيسيا وليرى أصدقاؤها مدى طاعة الإنسان بلاوعيه فيما يملى عليه وهو منوم وعقله الواعي شبه مغيب. فنومها ودعى الطلاب أن يملوا عليها بفعل شيء. وطالب مشاغب دعاها إلى أن تنزع لباسها فراحت تستجيب لكنها توقفت بعد فتح الأزرار الأولى لكسوتها الخارجية واستيقظت من نومها وخرجت من الفصل غاضبة منفعلة.
فما الذي جعلها تسترجع وعيها وتستيقظ وترفض ما أملي عليها وهي في حالة لاوعي ؟؟؟
الجواب بين ويقول أن ذلك من خلق الله الذي لا تبديل له ويجعلنا لا نفعل إلا ما نميل غليه ويجعلنا تباعا مسؤولين عن كل ما يصدر منا من أفعال بحضرة فتنة الشياطين.
الجواب يقول أنها ليست من المتبرجات اللائي لهن القابلية لفعل ما طلب منها وقبيله. يقول أنه من مناعتها الإعتيادية ضد إتيان المحرمات أن لا تفعل ذلك. ولو طلبوا منها فعل ما لا يعارض ويستفز مناعتها لفعلت. ولو أن التي دعيت إلى فعل ذلك هي من المتبرجات ولها القابلية لفعل ذلك لفعلت وهي في حالة لاوعي ولما إستيقظت واسترجعت وعيها.
ويخبر تباعا هذا العرض العلمي:
1ـــ بأن المناعة الإعتيادية توثق في اللاوعي وتظل فاعلة حتى في حالة اللاوعي؛
2ــــ وأن الشيطان وسواء بالإيحاء وحده أو بالإيحاء وهو في حالة المس منه لا يمكنه أن يجعل الإنسان يفعل ما تمنعه نفسه وذلك بقضاء مناعته الإعتياديه؛
3ـــــ وأنه حتى لما يقصي الشيطان وعي الإنسان ونفسه العاقلة وهو في حالة المس منه لا يمكنه أن يفلح في أن يفعل مكانه ما تمنعه مناعته الإعتيادية؛
4ــــ أنه لما يحاول فعل شيء من ذلك مكانه توقظه مناعته الإعتيادية التي هي دوما فاعلة في اللاوعي وتجعله يسترجع وعيه وزمام عقله.
والإختبار إياه العلمي البياني يظهر ويثبت إذا ثبات مسؤولية المرء عموما تجاه كل ما يفعله به الشيطان مهما كان السبيل.
وقد يستغرب القارئ ويتساءلك:
فإذا ما الفرق بين أن يكون الإنسان حرا رجلا سلما لرجل وبين أن يكون في حالة مس من الشيطان ؟؟؟
والجواب يستدعي التوضيح التالي في رحاب المعلوم تمهيدا والذي يقول:
1* أن المناعة الإعتيادية لدى المرء لا يعلم حدودها تمام العلم إلا الله الحق وصاحبها ومن يعرفونه تمام المعرفة بحكم العشرة الطويلة وبطبيعة الحال، وأنها تباعا ليست التي يظهر بها لدى عموم الناس والتي هي دوما منمقة. أي أن الذي مثلا يراه الناس من حوله دون المعرفة الدقيقة به لا يكذب وإن يوضع في ظروف معينة إستثنائية تستدعيه للكذب فيكذب هو ليس من مناعته الإعتيادية أن لا يكذب؛ وإنما الذي هو من مناعته أن لا يكذب هو من لا يكذب مهما كانت الظروف التي تستدعيه أو تضطره للكذب؛
2* وأن الحيز الحقيقي لمناعة الإنسان الإعتيادية هو دوما أقل من حيزها الذي يظهر لعموم الناس وحيث الفارق بينهما لا يظهره إلا الظروف الإستثنائية الإختبارية التي قد لا تحيط به وقد لا يشهد منها في معيشته إلا القليل وقد لا يشهدها كذلك إلا هو وحده.
وبسند هذا المعلوم فإن ماهية الفارق إياه أن الشيطان بالذي يغري به الإنسان عموما سواء في حالة مس منه أو بدونها هو يضعه في الظروف الإستثنائية الغختبارية وبوتيرة متسعة. هو بذلك يختبر في الأصل من عند ربه الحق فيما يدعيه لدى عموم الناس. هو يختبر فيما يعلم من الحق ويختبر أساسا في نسبة طاعته فيه المشهرة لدى الناس من حوله.
عن ضراوة الحال الراقية على مستوى المجتمع بقدر رقي ضعف المناعة الإعتيادية لدى المرء منه
من الحقائق الربانية المخلوقة بالسنن التي لا تبديل لها علاقة بالإمتحان الدنيوي والتي نحن غافلون عنها كذلك الحقائق التي تقول:
1* أن سلم إجمالي المناعة المطروح خلقة لنرقى فيه هو سلم مناعة ضد المحرمات أو الكبائر بدءا من أعظمها (كممارسة الفتنة التخريبية بالتخطيط والعمد وكممارسة القتل العمد وكالكفر الخالص) تجاه أصغرها (كالتهاون الطفيف في القيام بواجب ثانوي صغير لا يضر تركه إلا صاحبه وبالحثيث الذي يكاد لا يبين)؛
2* أن كل ما نكتسبه من هذه المناعة هي التي أسميها "المناعة الإعتيادية"؛
3* أنه كلما ضعفت المناعة الإعتيادية إتسع باب القابلية للإقدام على إقتراف ما هو أضر من المحرمات، وكلما علت أقصي الإقبال على أعظمها الأضر فلا يبقى إلا ما هو أقل ضراوة؛
4* وأنه لما يشيع ضعف المناعة في المجتمع فالمآل أن يتكبد المجتمع ضراوات عظيمة مخربة قابلة للرقي في كل يوم جديد، ولما يشيع فيه شيء من جودة المناعة يتحصن من هذا المآل ويتلقى عوضه مآلا مرضيا يدعو للتفاؤل واعدا برقي جانبه الطيب وتقلص جانبه السلبي في كل يوم جديد؛
5* وأنه لا سبيل لتثبيت وحفظ المناعة الفطرية التي نخلق بها رحمة من عند الله وللزيادة عليها بالإكتساب إلا السبيل المتمثل فيما أنزل الله من البينات والهدى في الكتاب تبصرة ورحمة؛
6* وأنه بدون الإستعانة بهذا السبيل تغلبنا عيوبنا التي وراءها إبليس حاضنها ونحط بما لا مرد له في الجاهلية وفي مسار الجاهلية الذي يفضي إلا الفناء المحتوم كما هي الحقيقة الوارد ذكرها مثلا في قوله سبحانه في الآية رقم40 من سورة الروم:
ـــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــ
"ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون"
ــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــ
-------------------------------
"الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب"
صدق الله العظيم
أبوخالد سليمان؛
الحجيج بالقرآن والغالب المنصور بالله تباعا في رحاب المحاججة ضد كل الفقهاء و"العلماء" ومواليهم بشأن جل ما يقولون به ويبلغون به على أنه من عند الله وهو في الأصل ليس من عند الله وإنما هو من عند الشيطان يناصره مناصرة عظيمة ليس لها مثيل.
-------------------------------------
أنصروا الله لصالح أنفسكم وكل الناس ولا تناصروا رزمة من الناس والشيطان ضد الله وأنفسكم وكل الناس
حدود ما يمنح للشيطان من سلطان وحجم مسؤولية الإنسان
تذكير
إذا، بسند ما تم إظهاره في المقالات السابقة موجودة ثلاث سبل يتبعها إبليس وجنوده:
1ـــ سبيل النزغ بدون مس منهم؛
2ــــ سبيل النزغ في حالة المس منهم الذي يزيده في قوة النفاذ؛
3ــــ وسبيل الإستعمار النسبي لكيانه وقبيله شبه الكلي.
تعريف تذكيري بشأن السبيل الثالث
قد تقدمت بتفسير مشهد الحيات التي تسعى وهي في الأصل غير موجودة. قد ذكرت أن الشياطين هم من كانوا في الأصل يرون في عالمهم هذا المشهد حقيقيا ونقلوه في لحظة معينة من خلال حواسهم وبفضل المس منهم إلى النبي موسى عليه السلام وفرعون وملإه. وهذا هو السبيل الذي مكنهم من الفلاح في مهمتهم ولأنهم لو نهجوا غيره لما أفلحوا مع كل الحاضرين. أي أنهم لو نهجوا فقط الإيحاء المركز الذي هو أقوى نفاذا في حالة المس لما أفلحوا. وذكرت كذلك ضمن التفسير أنهم لما مكنوهم من المشهد إياه من خلال حواسهم هم قد ألغوا حواسهم المستقبلة. وأضيف هنا علاقة بالموضوع المفتوح أنهم ألغوا فقط حواسهم دون عقولهم التي جعلوها تتصل عوضها بحواسهم. ولو أنهم أقصوا عقولهم لما رأوا المشهد وبطبيعة الحال. وأن يقصوا عقولهم فذاك إقصاء لكل أنفسهم ويقع بذلك إستعمار شبه كلي لكل كيانهم. وهذا هو السبيل الثالث المتوفر لإبليس وجنود حين حالة المس منهم. وكذلك وضحت حقيقة أنه من بين ما يطمع الشياطين في الحصول على المس منهم رغبتهم في التمتع بشيء من متع عالم الإنس وذلك من خلال حواس المصابين به؛ وتباعا لتكتمل في ذلك حريتهم شبه التامة هم يقصون عقولهم الواعية وأنفسهم العاقلة.
ومن باب الإضافة في البيان ومن باب التشبيه البياني، وانطلاقا من حقيقة أن كيان الإنسان يؤلفه جسد غير عاقل ونفس عاقلة تملكه، وبتشبيه الجسد بسيارة والنفس بمالكها وسائقها:
1* أشبه الحالة بالسبيل الثاني باستعمار نسبي من طرف الشيطان للسيارة ومالكها حيث يصبح بإمكانه أن يجلس فيها كالسيد ويأمره فيطيع؛
2* وأشبه الحالة بالسبيل الثالث باستعمار شبه كلي من طرف الشيطان للسيارة ومالكها حيث يصبح بإمكانه أن يقصيه من مكان القيادة ويقودها هو بنفسه مكان نفسه.
حدود ما يمنح للشيطان من سلطان
عموما في الحالات الثلاثة تظل حدود ما يمنح للشيطان من سلطان بقدر المناعة الإعتيادية المتوفرة لدى المصاب بالمس منه كما هي الحقيقة المظهرة بتفصيل في المقال الذي عنوانه "عن صحيح مفهوم ذكر الذكر وصحيح مفهوم الإستعاذة بالله". ولعل ملخص البيان الجوهري المعروض في المقال من باب التذكير يتمثل في قوله سبحانه من سورة الأعراف " إن الذين إتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون201" صدق الله العظيم.
ولفهم أكثر للمراد تبيانه بشأن المناعة الإعتيادية وحدود ما يمنح للشيطان من سلطان أعرض هذه القصة من فصل تدريسي في علم النفس والسلوك والطباع البشرية كان يدرس فيه موضوع التنويم المغناطيسي ومدى نفاذ الإيحاء في ذهن الإنسان وهو في حالة لاوعي:
فبعدما شرح وفسر الأستاذ إستدعى متطوعة من الطلبة لينومها تنويما مغناطيسيا وليرى أصدقاؤها مدى طاعة الإنسان بلاوعيه فيما يملى عليه وهو منوم وعقله الواعي شبه مغيب. فنومها ودعى الطلاب أن يملوا عليها بفعل شيء. وطالب مشاغب دعاها إلى أن تنزع لباسها فراحت تستجيب لكنها توقفت بعد فتح الأزرار الأولى لكسوتها الخارجية واستيقظت من نومها وخرجت من الفصل غاضبة منفعلة.
فما الذي جعلها تسترجع وعيها وتستيقظ وترفض ما أملي عليها وهي في حالة لاوعي ؟؟؟
الجواب بين ويقول أن ذلك من خلق الله الذي لا تبديل له ويجعلنا لا نفعل إلا ما نميل غليه ويجعلنا تباعا مسؤولين عن كل ما يصدر منا من أفعال بحضرة فتنة الشياطين.
الجواب يقول أنها ليست من المتبرجات اللائي لهن القابلية لفعل ما طلب منها وقبيله. يقول أنه من مناعتها الإعتيادية ضد إتيان المحرمات أن لا تفعل ذلك. ولو طلبوا منها فعل ما لا يعارض ويستفز مناعتها لفعلت. ولو أن التي دعيت إلى فعل ذلك هي من المتبرجات ولها القابلية لفعل ذلك لفعلت وهي في حالة لاوعي ولما إستيقظت واسترجعت وعيها.
ويخبر تباعا هذا العرض العلمي:
1ـــ بأن المناعة الإعتيادية توثق في اللاوعي وتظل فاعلة حتى في حالة اللاوعي؛
2ــــ وأن الشيطان وسواء بالإيحاء وحده أو بالإيحاء وهو في حالة المس منه لا يمكنه أن يجعل الإنسان يفعل ما تمنعه نفسه وذلك بقضاء مناعته الإعتياديه؛
3ـــــ وأنه حتى لما يقصي الشيطان وعي الإنسان ونفسه العاقلة وهو في حالة المس منه لا يمكنه أن يفلح في أن يفعل مكانه ما تمنعه مناعته الإعتيادية؛
4ــــ أنه لما يحاول فعل شيء من ذلك مكانه توقظه مناعته الإعتيادية التي هي دوما فاعلة في اللاوعي وتجعله يسترجع وعيه وزمام عقله.
والإختبار إياه العلمي البياني يظهر ويثبت إذا ثبات مسؤولية المرء عموما تجاه كل ما يفعله به الشيطان مهما كان السبيل.
وقد يستغرب القارئ ويتساءلك:
فإذا ما الفرق بين أن يكون الإنسان حرا رجلا سلما لرجل وبين أن يكون في حالة مس من الشيطان ؟؟؟
والجواب يستدعي التوضيح التالي في رحاب المعلوم تمهيدا والذي يقول:
1* أن المناعة الإعتيادية لدى المرء لا يعلم حدودها تمام العلم إلا الله الحق وصاحبها ومن يعرفونه تمام المعرفة بحكم العشرة الطويلة وبطبيعة الحال، وأنها تباعا ليست التي يظهر بها لدى عموم الناس والتي هي دوما منمقة. أي أن الذي مثلا يراه الناس من حوله دون المعرفة الدقيقة به لا يكذب وإن يوضع في ظروف معينة إستثنائية تستدعيه للكذب فيكذب هو ليس من مناعته الإعتيادية أن لا يكذب؛ وإنما الذي هو من مناعته أن لا يكذب هو من لا يكذب مهما كانت الظروف التي تستدعيه أو تضطره للكذب؛
2* وأن الحيز الحقيقي لمناعة الإنسان الإعتيادية هو دوما أقل من حيزها الذي يظهر لعموم الناس وحيث الفارق بينهما لا يظهره إلا الظروف الإستثنائية الإختبارية التي قد لا تحيط به وقد لا يشهد منها في معيشته إلا القليل وقد لا يشهدها كذلك إلا هو وحده.
وبسند هذا المعلوم فإن ماهية الفارق إياه أن الشيطان بالذي يغري به الإنسان عموما سواء في حالة مس منه أو بدونها هو يضعه في الظروف الإستثنائية الغختبارية وبوتيرة متسعة. هو بذلك يختبر في الأصل من عند ربه الحق فيما يدعيه لدى عموم الناس. هو يختبر فيما يعلم من الحق ويختبر أساسا في نسبة طاعته فيه المشهرة لدى الناس من حوله.
عن ضراوة الحال الراقية على مستوى المجتمع بقدر رقي ضعف المناعة الإعتيادية لدى المرء منه
من الحقائق الربانية المخلوقة بالسنن التي لا تبديل لها علاقة بالإمتحان الدنيوي والتي نحن غافلون عنها كذلك الحقائق التي تقول:
1* أن سلم إجمالي المناعة المطروح خلقة لنرقى فيه هو سلم مناعة ضد المحرمات أو الكبائر بدءا من أعظمها (كممارسة الفتنة التخريبية بالتخطيط والعمد وكممارسة القتل العمد وكالكفر الخالص) تجاه أصغرها (كالتهاون الطفيف في القيام بواجب ثانوي صغير لا يضر تركه إلا صاحبه وبالحثيث الذي يكاد لا يبين)؛
2* أن كل ما نكتسبه من هذه المناعة هي التي أسميها "المناعة الإعتيادية"؛
3* أنه كلما ضعفت المناعة الإعتيادية إتسع باب القابلية للإقدام على إقتراف ما هو أضر من المحرمات، وكلما علت أقصي الإقبال على أعظمها الأضر فلا يبقى إلا ما هو أقل ضراوة؛
4* وأنه لما يشيع ضعف المناعة في المجتمع فالمآل أن يتكبد المجتمع ضراوات عظيمة مخربة قابلة للرقي في كل يوم جديد، ولما يشيع فيه شيء من جودة المناعة يتحصن من هذا المآل ويتلقى عوضه مآلا مرضيا يدعو للتفاؤل واعدا برقي جانبه الطيب وتقلص جانبه السلبي في كل يوم جديد؛
5* وأنه لا سبيل لتثبيت وحفظ المناعة الفطرية التي نخلق بها رحمة من عند الله وللزيادة عليها بالإكتساب إلا السبيل المتمثل فيما أنزل الله من البينات والهدى في الكتاب تبصرة ورحمة؛
6* وأنه بدون الإستعانة بهذا السبيل تغلبنا عيوبنا التي وراءها إبليس حاضنها ونحط بما لا مرد له في الجاهلية وفي مسار الجاهلية الذي يفضي إلا الفناء المحتوم كما هي الحقيقة الوارد ذكرها مثلا في قوله سبحانه في الآية رقم40 من سورة الروم:
ـــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــ
"ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون"
ــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــ
-------------------------------
"الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب"
صدق الله العظيم
أبوخالد سليمان؛
الحجيج بالقرآن والغالب المنصور بالله تباعا في رحاب المحاججة ضد كل الفقهاء و"العلماء" ومواليهم بشأن جل ما يقولون به ويبلغون به على أنه من عند الله وهو في الأصل ليس من عند الله وإنما هو من عند الشيطان يناصره مناصرة عظيمة ليس لها مثيل.
-------------------------------------
أنصروا الله لصالح أنفسكم وكل الناس ولا تناصروا رزمة من الناس والشيطان ضد الله وأنفسكم وكل الناس