.
ــــــــــــــــــ منقول من موقعي التبليغي البياني الأول ــــــــــــــــــــــ
المقال رقم12
إلى أهل القرآن
حدث القرن21 بامتياز
***** هام جدا وجاد جدا *****
ما تشهد به ضدها الفرق المذهبية وقبيلها
~ 1 ~
تذكير بالمعلوم سندا للمراد إظهاره
1 - الحالة البيانية الأولى
لو يتلق فلان رسالة يسيرة في الفهم تهدي إلى مقصد معين، ويتعذر عليه فهمها لأنه غير متمكن من القراءة والكتابة، ويستعن بشخص آخر ليقرأها له واسمه مثلا سهيل، ما عساها تكون النتيجة ؟؟؟
سيقرأ له هذا المسئول مضمون الرسالة، وباللغة العامية التي يفهمها سيترجم له ما لا يفهمه منها، وبذلك يكون قد أخبره بمضمون الهدي الذي تحتويه، وبعد ذلك سيذهب إلى حال سبيله مشكورا. والسائل باتباع هديها الذي صار يعلمه سيبلغ مقصده يقينا.
ولو يسأله أحد عن نفس المقصد الذي هو قاصده ما عساه سيكون رده عليه ؟؟؟
سيدلي له بنفس الهدي الذي هو في رسالته ولن يلحق جوابه بالقول حسب فهم سهيل.
ولو يستعن صاحب الرسالة بشخص ثان وثالث ورابع ليشرحوا له مضمون رسالته، ما عساه يكون فهم كل منهم من حيث التوافق أو عدمه ؟؟؟
سيبلغون فهما واحدا بطبيعة الحال لأن مضمون الرسالة يسير في الفهم.
2 - الحالة البيانية الثانية
لو يتلق هذا الفلان غير المتمكن من القراءة والكتابة رسالة غامض مضمونها ومحرر بالتفلسف والألغاز، ويستعن بشخص إسمه مثلا سهيل ليشرحها له، فما عساها تكون النتيجة ؟؟؟
سيخبره في بادئ الأمر يقينا بأن مضمونها غامض ومحرر بالتفلسف والألغاز وأن شرحها عسير. ولئن يمده بشرح فإنه سيلحقه بالقول "حسب ما فهمته".
ولو يستعن بشخص ثان إسمه أحمد مثلا وثالث إسمه ناصر ورابع إسمه يوسف ليشرحوا له مضمون رسالته، ما عساه يكون فهم كل منهم من حيث التوافق أو عدمه ؟؟؟
بطبيعة الحال سيدلي كل منهم بشرح مختلف وفهم مختلف، وصاحب الرسالة سيحير أي الشروح يتبع. وكل شرح يتبعه ستظل شكوكه بشأن صحته قائمة.
ولو يسأله أحد يرغب عن نفس مقصده، ما عساه يكون رده عليه ؟؟؟
سيخبره بما تلقاه من شروح ملحقة بأصحابها تعريفا ويترك له الإختبار، أو قد يرجح له إحداها على أنه الشرح الصحيح أو الشرح الأقرب للشرح الصحيح من باب الإحتمال وحسب ظنه.
ولو نفترض أن مجموعة من الناس رغبوا في نفس المقصد وألقيت عليهم تلك الرسالة والشروح الأربعة مثلا، ما عساها تكون النتيجة ؟؟؟
بطبيعة الحال ستقسمهم هذه الشروح إلى أربعة فرق وسيتبع كل فريق ما إختار من شرح. وليميزوا في الذكر كل فريق من حيث إعتقاده بالشرح الصحيح المختار سيقولون مثلا ذاك فريق سهيلي وذاك فريق أحمدي وذاك فريق ناصري وذاك فريق يوسفي.
وماذا عن الشرح الصحيح ؟؟؟
سيظل البحث عنه قائما بطبيعة الحال متى ظلت الحاجة إلى يقين المعرفة بسبيل المقصد المرغوب فيه قائمة، وستكثر الشروح على مدى الزمان وستوقع بقدر عددها المزيد من الإنقسامات والمزيد من الفرق.
وماذا لو يظهر الشرح الصحيح البين اليقين ؟؟؟
سيتبعه الكل بطبيعة الحال وستزول التفرقة وسيشكل الكل فريقا واحدا ساعين إلى نفس المقصد المرغوب فيه عبر نفس السبيل.
~ 2 ~
فما هي الحالة التي يقول بها الفقهاء و"العلماء" وموجودة فعلا على أرض الواقع علاقة بمسألة يسر أو عسر فهم القرآن كموضوع هداية ؟؟؟ ؟؟؟
هي الحالة الثانية بطبيعة الحال وبامتياز.
هي الحالة التي يقول فيها الفقهاء و"العلماء" بأن القرآن بحر من المعرفة والأسرار وغير مشروح بذاته وعسير في الفهم؛ وأن شرحه موجود في الحديث؛ وأن تأويله اليقين من حيث الصحة هو من علم الغيب الذي يعلمه الله وحده؛ وأن الإختلاف في فهمه بين "العلماء" قد جعله الله رحمة للناس ومن التيسير في الدين؛ وأن وساطة الفقهاء و"العلماء" الأوائل في شخص العلم الفقهي الموروث عنهم ضرورية لفهمه من خلال "الحديث"؛ وأن وساطة الفقهاء و"العلماء" المعاصرين للمتلقي في زمنه ضرورية كذلك لفهمه من خلال "الحديث" وهذا العلم الفقهي الموروث؛ وأن الله قد قضى بالظهور من بينهم بعد كل مائة عام من يجدد للناس دينهم.
هي الحالة التي أفضت إلى عدة شروح مختلفة وإلى عدة فرق مذهبية قضى الفقهاء و"العلماء" بأن أهمها الرسمية هي أربعة: الفريق المالكي والفريق الشافعي والفريق الحنبلي والفريق الحنفي.
هي الحالة التي تقضي بأن يعين وينعت كل فهم مختلف باسم صاحبه.
هي الحالة التي يحير الراغب في هدي الله القرآني أي الشروح المذهبية يتبع.
هي الحالة التي يظل الشك في صحة الشروح المتواجدة قائما.
هي الحالة التي تفرقت فيها أمة أهل القرآن بقدر عدد الشروح المتواجدة.
هي الحالة التي يظل فيها الإنقسام قائما على مدى الزمان متى يظل الفهم الصحيح مغيبا.
هي الحالة التي أفضت إلى فرق حزبية ثم إلى فرق مذهبية ثم إلى فرق طرائقية ثم في زمننا إلى فرق جماعاتية. ولم يبق من أبعاد التفرقة إلا التفرقة الأحادية التي من شأنها أن تخلق فرقا أحادية، والتي نحن في طور ولوجها فعلا مادام الكثير من الفقهاء و"العلماء" قد صاروا يملون على المتلقين باختيار ما يروق لهم من الشروح ويطمئنونهم بالقول أن وزر الخطإ المحتمل وجوده على مستواها ووزر تضليلها ووزر تبعاتها يحمله أصحابها ولا يحملون هم منه شيئا.
هي الحالة التي أفضت في زمننا لدى أهل السنة مثلا إلى رباعية الإنتساب الديني الرسمي المخبر في حد ذاته بتاريخ التفرقة وعظمتها. فالمؤمن من أهل القرآن هو إما من حزب السنة أو من حزب الشيعة. والسني هو إما من المذهب المالكي أو الشافعي أو الحنبلي أو الحنفي أو غير ذلك، ثم هو على طريقة فلان أو فلان أو فلان ...، ثم من جماعة فلان أو فلان أو فلان ... . وعلى سبيل المثال هناك من هو سني حنفي تيجاني سلفي.
هي الحالة التي يشهد فيها كل فريق على نفسه أنه يجهل الكثير من صحيح الفهم والمعرفة بدين الإسلام وبهديه القرآني وبحزب الله تباعا.
هي الحالة التي يشهد فيها كل فريق على نفسه أن الكثير الذي يجهله من هذه المعرفة يجعل حاصل هديه الخالص سلبيا يهدي إلى حزب الشيطان وليس إلى حزب الله.
هي الحالة التي يشهد فيها تواجد الفرق على تغييب فريق حزب الله الواحد التوحيدي.
هي الحالة التي موعود لها أن تنقلب يقينا إلى الحالة الأولى لما تظهر المعرفة الصحيحة بدين الإسلام وبهديه القرآني وبحزب الله.
وملخص الحقيقة المظهرة يقول إذا أن الفرق المذهبية تشهد على نفسها من خلال أساميها وتواجدها بأنها تجهل أغلب صحيح المعرفة بدين الإسلام وبهدي القرآن وبحزب الله الواحد التوحيدي، وأن حاصل هديها الخالص هو موال لحزب الشيطان الغرور الغبي الملعون، وأنها حاجبة لهدي الله القرآني الصحيح ولفريق حزب الله القرآني الحق الواحد التوحيدي.
وهل موجود في القرآن ما يخبرنا من خلاله علام الغيوب بهذا الحال ؟؟؟
بطبيعة الحال موجود يقينا ما يخبر به.
والموجود هو جد كثير.
ومن هذا الموجود خاصة قوله سبحانه الجامع في الآية رقم100 من سورة آل عمران:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين"
ـــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ـــــــــــــــــــــــــ
ففي هذه الآية الكريمة يقول سبحانه عن كل فريق من الذين أوتوا الكتاب أنه يرد متبعيه بعد إيمانهم كافرين، ويخبر عز وجل جلاله تباعا ضمنيا بأن حزبه الواحد التوحيدي الذي من شأنه أن يزيل الفرق ويوحد الكل هو مغيب ومحجوب بها.
وموجود قوله سبحانه في الآية رقم40 من سورة الروم:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون"
ــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ـــــــــــــــــــــــ
وفي هذه الآية الكريمة يخبر سبحانه علام الغيوب بالفساد العظيم المتسع الذي عم في زمننا البر والبحر والجو بسبب ما إقترفه الناس بأيديهم، والذي ما كان ليكون له وجود في رحاب العلم بنوره القرآني كاملا أو حتى في رحاب العلم بأكثره. ويخبر سبحانه إذا ضمنيا بقيمة الصريح بأن المعلوم على أرض الواقع عن هذا النور الجليل هو فقط الحثيث منه الذي يهيمن عليه نقيضه ويجعله وكأنه غير موجود.
وموجود كذلك قوله سبحانه:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
"هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيدا 28" س. الفتح.
"يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم، والله متم نوره ولو كره الكافرون 8 هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون 9 " س. الصف.
"يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون 32 هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون 33" س. التوبة.
ـــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ـــــــــــــــــــــــــ
وفي هذه الآيات الكريمة إخبار كذلك بأن نور الله القرآني ظاهر منه الحثيث فقط؛ وأن الدين الحق غير ظاهر تباعا؛ وأن ظهور كل هذا النور موعود في أجله؛ وأن ظهور هذا الدين الحق موعود تباعا لما يظهر هذا النور القدسي الذي يخبر بصحيح تعريفه النافذ إقناعه في كل العقول.
وماذا عن الذكر الكريم الذي يحذرنا فيه سبحانه من التفرقة على إختلاف أشكالها بدون إستثناء ؟؟؟
موجود منه وفرة كقوله سبحانه:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين 30 من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا، كل حزب بما لديهم فرحون 31" س. الروم.
"وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه، ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله، ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون 154 ... 159 إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء، إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون 160" س. الأنعام.
"وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، واصبروا إن الله مع الصابرين 47" س. الأنفال.
"وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون 53 فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا، كل حزب بما لديهم فرحون 54" س. المؤمنون.
"شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى، أن أقيموا الدين ولا تفرقوا فيه، كبر على المشركين ما تدعون إليه، الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب 11" س. فصلت.
"قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن وتبغونها عوجا وأنتم شهداء، وما الله بغافل عما تعملون 99 يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين 100 وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله، ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم 101 يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون 102 واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها، كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون 103 ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وأولئك هم المفلحون 104 ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات، وأولئك لهم عذاب عظيم 105" س. آل عمران.
"الذين إتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل، وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى، والله يشهد إنهم لكاذبون 108" س. التوبة.
ــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــــ
وجوهر مضمون الإخبار الرباني الوارد في هذه الآيات الكريمة أنه سبحانه يتبرأ من كل الفرق "الدينية" على إختلاف أنواعها وأشكالها ويتبرأ منها تباعا رسوله المصطفى الأمين.
كلمة ودوعة ونداء
تقدمت إذا في هذا المقال أيضا بحجج قرآنية لا غبار عليها وأخرى من أرض الواقع موصولة بها وصلا وثيقا بينا تثبت كلها صحة وواقعية ما أدعيه كله. فاستجيبوا لي يا معشر الفقهاء و"العلماء" فيما أدعوكم إليه من مقام تخصصكم الجليل.
------------------------------------
"الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب"
صدق الله العظيم
أبوخالد سليمان؛
الحجيج بالقرآن والغالب المنصور بالله تباعا في رحاب المحاججة ضد كل الفقهاء و"العلماء" ومواليهم بشأن جل ما يقولون به ويبلغون به على أنه من عند الله وهو في الأصل ليس من عند الله وإنما هو من عند الشيطان يناصره مناصرة عظيمة ليس لها مثيل.
------------------------------------
أنصروا الله لصالح أنفسكم وكل الناس ولا تناصروا رزمة من الناس والشيطان ضد الله وأنفسكم وكل الناس
المقال رقم12
إلى أهل القرآن
حدث القرن21 بامتياز
***** هام جدا وجاد جدا *****
ما تشهد به ضدها الفرق المذهبية وقبيلها
~ 1 ~
تذكير بالمعلوم سندا للمراد إظهاره
1 - الحالة البيانية الأولى
لو يتلق فلان رسالة يسيرة في الفهم تهدي إلى مقصد معين، ويتعذر عليه فهمها لأنه غير متمكن من القراءة والكتابة، ويستعن بشخص آخر ليقرأها له واسمه مثلا سهيل، ما عساها تكون النتيجة ؟؟؟
سيقرأ له هذا المسئول مضمون الرسالة، وباللغة العامية التي يفهمها سيترجم له ما لا يفهمه منها، وبذلك يكون قد أخبره بمضمون الهدي الذي تحتويه، وبعد ذلك سيذهب إلى حال سبيله مشكورا. والسائل باتباع هديها الذي صار يعلمه سيبلغ مقصده يقينا.
ولو يسأله أحد عن نفس المقصد الذي هو قاصده ما عساه سيكون رده عليه ؟؟؟
سيدلي له بنفس الهدي الذي هو في رسالته ولن يلحق جوابه بالقول حسب فهم سهيل.
ولو يستعن صاحب الرسالة بشخص ثان وثالث ورابع ليشرحوا له مضمون رسالته، ما عساه يكون فهم كل منهم من حيث التوافق أو عدمه ؟؟؟
سيبلغون فهما واحدا بطبيعة الحال لأن مضمون الرسالة يسير في الفهم.
2 - الحالة البيانية الثانية
لو يتلق هذا الفلان غير المتمكن من القراءة والكتابة رسالة غامض مضمونها ومحرر بالتفلسف والألغاز، ويستعن بشخص إسمه مثلا سهيل ليشرحها له، فما عساها تكون النتيجة ؟؟؟
سيخبره في بادئ الأمر يقينا بأن مضمونها غامض ومحرر بالتفلسف والألغاز وأن شرحها عسير. ولئن يمده بشرح فإنه سيلحقه بالقول "حسب ما فهمته".
ولو يستعن بشخص ثان إسمه أحمد مثلا وثالث إسمه ناصر ورابع إسمه يوسف ليشرحوا له مضمون رسالته، ما عساه يكون فهم كل منهم من حيث التوافق أو عدمه ؟؟؟
بطبيعة الحال سيدلي كل منهم بشرح مختلف وفهم مختلف، وصاحب الرسالة سيحير أي الشروح يتبع. وكل شرح يتبعه ستظل شكوكه بشأن صحته قائمة.
ولو يسأله أحد يرغب عن نفس مقصده، ما عساه يكون رده عليه ؟؟؟
سيخبره بما تلقاه من شروح ملحقة بأصحابها تعريفا ويترك له الإختبار، أو قد يرجح له إحداها على أنه الشرح الصحيح أو الشرح الأقرب للشرح الصحيح من باب الإحتمال وحسب ظنه.
ولو نفترض أن مجموعة من الناس رغبوا في نفس المقصد وألقيت عليهم تلك الرسالة والشروح الأربعة مثلا، ما عساها تكون النتيجة ؟؟؟
بطبيعة الحال ستقسمهم هذه الشروح إلى أربعة فرق وسيتبع كل فريق ما إختار من شرح. وليميزوا في الذكر كل فريق من حيث إعتقاده بالشرح الصحيح المختار سيقولون مثلا ذاك فريق سهيلي وذاك فريق أحمدي وذاك فريق ناصري وذاك فريق يوسفي.
وماذا عن الشرح الصحيح ؟؟؟
سيظل البحث عنه قائما بطبيعة الحال متى ظلت الحاجة إلى يقين المعرفة بسبيل المقصد المرغوب فيه قائمة، وستكثر الشروح على مدى الزمان وستوقع بقدر عددها المزيد من الإنقسامات والمزيد من الفرق.
وماذا لو يظهر الشرح الصحيح البين اليقين ؟؟؟
سيتبعه الكل بطبيعة الحال وستزول التفرقة وسيشكل الكل فريقا واحدا ساعين إلى نفس المقصد المرغوب فيه عبر نفس السبيل.
~ 2 ~
فما هي الحالة التي يقول بها الفقهاء و"العلماء" وموجودة فعلا على أرض الواقع علاقة بمسألة يسر أو عسر فهم القرآن كموضوع هداية ؟؟؟ ؟؟؟
هي الحالة الثانية بطبيعة الحال وبامتياز.
هي الحالة التي يقول فيها الفقهاء و"العلماء" بأن القرآن بحر من المعرفة والأسرار وغير مشروح بذاته وعسير في الفهم؛ وأن شرحه موجود في الحديث؛ وأن تأويله اليقين من حيث الصحة هو من علم الغيب الذي يعلمه الله وحده؛ وأن الإختلاف في فهمه بين "العلماء" قد جعله الله رحمة للناس ومن التيسير في الدين؛ وأن وساطة الفقهاء و"العلماء" الأوائل في شخص العلم الفقهي الموروث عنهم ضرورية لفهمه من خلال "الحديث"؛ وأن وساطة الفقهاء و"العلماء" المعاصرين للمتلقي في زمنه ضرورية كذلك لفهمه من خلال "الحديث" وهذا العلم الفقهي الموروث؛ وأن الله قد قضى بالظهور من بينهم بعد كل مائة عام من يجدد للناس دينهم.
هي الحالة التي أفضت إلى عدة شروح مختلفة وإلى عدة فرق مذهبية قضى الفقهاء و"العلماء" بأن أهمها الرسمية هي أربعة: الفريق المالكي والفريق الشافعي والفريق الحنبلي والفريق الحنفي.
هي الحالة التي تقضي بأن يعين وينعت كل فهم مختلف باسم صاحبه.
هي الحالة التي يحير الراغب في هدي الله القرآني أي الشروح المذهبية يتبع.
هي الحالة التي يظل الشك في صحة الشروح المتواجدة قائما.
هي الحالة التي تفرقت فيها أمة أهل القرآن بقدر عدد الشروح المتواجدة.
هي الحالة التي يظل فيها الإنقسام قائما على مدى الزمان متى يظل الفهم الصحيح مغيبا.
هي الحالة التي أفضت إلى فرق حزبية ثم إلى فرق مذهبية ثم إلى فرق طرائقية ثم في زمننا إلى فرق جماعاتية. ولم يبق من أبعاد التفرقة إلا التفرقة الأحادية التي من شأنها أن تخلق فرقا أحادية، والتي نحن في طور ولوجها فعلا مادام الكثير من الفقهاء و"العلماء" قد صاروا يملون على المتلقين باختيار ما يروق لهم من الشروح ويطمئنونهم بالقول أن وزر الخطإ المحتمل وجوده على مستواها ووزر تضليلها ووزر تبعاتها يحمله أصحابها ولا يحملون هم منه شيئا.
هي الحالة التي أفضت في زمننا لدى أهل السنة مثلا إلى رباعية الإنتساب الديني الرسمي المخبر في حد ذاته بتاريخ التفرقة وعظمتها. فالمؤمن من أهل القرآن هو إما من حزب السنة أو من حزب الشيعة. والسني هو إما من المذهب المالكي أو الشافعي أو الحنبلي أو الحنفي أو غير ذلك، ثم هو على طريقة فلان أو فلان أو فلان ...، ثم من جماعة فلان أو فلان أو فلان ... . وعلى سبيل المثال هناك من هو سني حنفي تيجاني سلفي.
هي الحالة التي يشهد فيها كل فريق على نفسه أنه يجهل الكثير من صحيح الفهم والمعرفة بدين الإسلام وبهديه القرآني وبحزب الله تباعا.
هي الحالة التي يشهد فيها كل فريق على نفسه أن الكثير الذي يجهله من هذه المعرفة يجعل حاصل هديه الخالص سلبيا يهدي إلى حزب الشيطان وليس إلى حزب الله.
هي الحالة التي يشهد فيها تواجد الفرق على تغييب فريق حزب الله الواحد التوحيدي.
هي الحالة التي موعود لها أن تنقلب يقينا إلى الحالة الأولى لما تظهر المعرفة الصحيحة بدين الإسلام وبهديه القرآني وبحزب الله.
وملخص الحقيقة المظهرة يقول إذا أن الفرق المذهبية تشهد على نفسها من خلال أساميها وتواجدها بأنها تجهل أغلب صحيح المعرفة بدين الإسلام وبهدي القرآن وبحزب الله الواحد التوحيدي، وأن حاصل هديها الخالص هو موال لحزب الشيطان الغرور الغبي الملعون، وأنها حاجبة لهدي الله القرآني الصحيح ولفريق حزب الله القرآني الحق الواحد التوحيدي.
وهل موجود في القرآن ما يخبرنا من خلاله علام الغيوب بهذا الحال ؟؟؟
بطبيعة الحال موجود يقينا ما يخبر به.
والموجود هو جد كثير.
ومن هذا الموجود خاصة قوله سبحانه الجامع في الآية رقم100 من سورة آل عمران:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين"
ـــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ـــــــــــــــــــــــــ
ففي هذه الآية الكريمة يقول سبحانه عن كل فريق من الذين أوتوا الكتاب أنه يرد متبعيه بعد إيمانهم كافرين، ويخبر عز وجل جلاله تباعا ضمنيا بأن حزبه الواحد التوحيدي الذي من شأنه أن يزيل الفرق ويوحد الكل هو مغيب ومحجوب بها.
وموجود قوله سبحانه في الآية رقم40 من سورة الروم:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون"
ــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ـــــــــــــــــــــــ
وفي هذه الآية الكريمة يخبر سبحانه علام الغيوب بالفساد العظيم المتسع الذي عم في زمننا البر والبحر والجو بسبب ما إقترفه الناس بأيديهم، والذي ما كان ليكون له وجود في رحاب العلم بنوره القرآني كاملا أو حتى في رحاب العلم بأكثره. ويخبر سبحانه إذا ضمنيا بقيمة الصريح بأن المعلوم على أرض الواقع عن هذا النور الجليل هو فقط الحثيث منه الذي يهيمن عليه نقيضه ويجعله وكأنه غير موجود.
وموجود كذلك قوله سبحانه:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
"هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيدا 28" س. الفتح.
"يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم، والله متم نوره ولو كره الكافرون 8 هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون 9 " س. الصف.
"يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون 32 هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون 33" س. التوبة.
ـــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ـــــــــــــــــــــــــ
وفي هذه الآيات الكريمة إخبار كذلك بأن نور الله القرآني ظاهر منه الحثيث فقط؛ وأن الدين الحق غير ظاهر تباعا؛ وأن ظهور كل هذا النور موعود في أجله؛ وأن ظهور هذا الدين الحق موعود تباعا لما يظهر هذا النور القدسي الذي يخبر بصحيح تعريفه النافذ إقناعه في كل العقول.
وماذا عن الذكر الكريم الذي يحذرنا فيه سبحانه من التفرقة على إختلاف أشكالها بدون إستثناء ؟؟؟
موجود منه وفرة كقوله سبحانه:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين 30 من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا، كل حزب بما لديهم فرحون 31" س. الروم.
"وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه، ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله، ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون 154 ... 159 إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء، إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون 160" س. الأنعام.
"وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، واصبروا إن الله مع الصابرين 47" س. الأنفال.
"وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون 53 فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا، كل حزب بما لديهم فرحون 54" س. المؤمنون.
"شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى، أن أقيموا الدين ولا تفرقوا فيه، كبر على المشركين ما تدعون إليه، الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب 11" س. فصلت.
"قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن وتبغونها عوجا وأنتم شهداء، وما الله بغافل عما تعملون 99 يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين 100 وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله، ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم 101 يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون 102 واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها، كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون 103 ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وأولئك هم المفلحون 104 ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات، وأولئك لهم عذاب عظيم 105" س. آل عمران.
"الذين إتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل، وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى، والله يشهد إنهم لكاذبون 108" س. التوبة.
ــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــــ
وجوهر مضمون الإخبار الرباني الوارد في هذه الآيات الكريمة أنه سبحانه يتبرأ من كل الفرق "الدينية" على إختلاف أنواعها وأشكالها ويتبرأ منها تباعا رسوله المصطفى الأمين.
كلمة ودوعة ونداء
تقدمت إذا في هذا المقال أيضا بحجج قرآنية لا غبار عليها وأخرى من أرض الواقع موصولة بها وصلا وثيقا بينا تثبت كلها صحة وواقعية ما أدعيه كله. فاستجيبوا لي يا معشر الفقهاء و"العلماء" فيما أدعوكم إليه من مقام تخصصكم الجليل.
------------------------------------
"الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب"
صدق الله العظيم
أبوخالد سليمان؛
الحجيج بالقرآن والغالب المنصور بالله تباعا في رحاب المحاججة ضد كل الفقهاء و"العلماء" ومواليهم بشأن جل ما يقولون به ويبلغون به على أنه من عند الله وهو في الأصل ليس من عند الله وإنما هو من عند الشيطان يناصره مناصرة عظيمة ليس لها مثيل.
------------------------------------
أنصروا الله لصالح أنفسكم وكل الناس ولا تناصروا رزمة من الناس والشيطان ضد الله وأنفسكم وكل الناس