.
.
ـــــــــــ منقول من موقعي التبليغي البياني الأول ــــــــــــ
المقال رقم53
إلى أهل القرآن
حدث القرن21 بامتياز
***** هام جدا مجاد جدا *****
تقولون إذا إنا على فهم السلف ثابتون وبالقرآن كافرون !!!
- 1 -
تذكير
قد أخبرت من قبل مرارا بأنني شاركت بمقالاتي التبليغية في الكثير من المواقع "الإسلامية" القائم على جلها "فقهاء" و"علماء" ولجن "شرعية"؛ وأن عددها قد بلغ 40 موقعا؛ وأن الحظر قد أقيم علي في جلها ولم يبق من هذا المجموع إلا ثلاثة مواقع؛ وأن الصد الذي تلقاه الحق الرباني القرآني المبلغ به قد فاقت نسبته 90 بالمائة إن نعتبر عموما أنها تعبر عن رأي جمهور أهل القرآن؛ وأن هذه النسبة هي 100 بالمائة إن نعتبر إجماع الفقهاء و"العلماء" على هذا الصد؛ وأن تبرير الكل يتمثل في قولهم بأنني أخالف بما أبلغ به فهم السلف وما أجمع السلف على صحته وعلى أنه من عند الله؛ وأن الكثيرين من أهل تلك المواقع قد أدانوني بالإساءة إلى الرسول (ص) والصحابة والسلف غيرهم عموما وبالكفر بالحديث النبوي الشريف وبالكفر بالله تباعا وبالسعي لإيقاع الفتنة والتفرقة بين أهل القرآن؛ وأن الكثيرين منهم قد أضافوا إلى هذه الإدانات الكثير من السباب كقولهم مثلا أنني أبلغ بأفكار أوحى لي بها الشيطان وأنني ملبوس وأنني أحمق وما شابه. وقد أخبرت كذلك مرارا بأنني طالبتهم بتقديم الحجة والبرهان بشأن ما يدعون فعجزوا أجمعون ولم يجدوا إلا الصمت ملاذا لهم. أي أنني طالبتهم بالإتيان بالحجة لإثبات أن ما أبلغ به هو مجرد أفكار من وحي الشيطان وأنه ليس من عند الله فعجزوا؛ وطالبتهم بفعل ذلك تباعا لإثبات صفة الحق بشأن ما يدينونني ويسبونني به فعجزوا كذلك بطبيعة الحال. وذكرت مرارا أن فاقد الشيء لا يملكه ولا يعطيه ولا يمكنه أن يخلقه؛ وأنه لو كان لديهم شيء من الحجة لما تأخروا في إلقائه علي ودمغي به. وذكرت على مستوى الخلاصة أن عجزهم الثنائي إياه يشكل حجة تاجية دامغة تثبت بتمام النفاذ أنني على صواب بالتمام والكمال وصادق أمين وأنهم هم الكاذبون المنافقون الكافرون المدانون بكل ما يدينوني به ويقع عليهم إستحقاق كل السب الذي ألقوا به علي باطلا جورا وظلما. ولقد نعتهم بأنهم صم بكم عمي لا يعقلون ومن خدام وركاب إبليس الغرور الغبي الملعون يخدمونه عفويا بحكم توافق السعيين بينهما أو وعيا بحكم التعاقد بينهما وولائهم له.
والأهم من بين ما ذكر علاقة بموضوع هذا المقال هو قولهم أنني أخالف السلف فيما فهمومه وفيما أجمعوا على "صحته" وعلى أنه من عند الله. وعموما أدعو القارئ إلى إستحضار قول الفقهاء و"العلماء" بأنهم يتبعون فهم السلف. وبهذا الخصوص أثير إنتباه القارئ خاصة إلى الحقيقة الثابتة التي تقول أنه لا أحد من هؤلاء رد علي بأنهم يتبعون ما قرأوه في القرآن واضحا، أو يتبعون ما أخبر به الله في القرآن واضحا، أو ما شابه من هذا القول الحق. بل دوما أجابوا ورددوا أنهم يتبعون فهم السلف. وعبارة سائدة يرددنوها ويعلمها الكل يقولون فيها "مرجعنا هو القرآن والسنة حسب فهم السلف" !!! وليتبين القارئ إذا أنهم كذلك لا يقولون أنهم يتبعون الرسول (ص) فيما هو واضح لهم في أحاديثه الشريفة وإنما يقولون أنهم يتبعون السنة حسب فهم السلف !!!
- 2 -
ما هو تقييم رد فعلهم وتبريره بوزن منطق العقل الذي يدركه جل الناس إن لم أقل كلهم ؟؟؟
بطبيعة الحال، كل ذي عقل سليم وعيه يدرك أن ما يقولون به لا منطق فيه أو المنطق فيه معكوسا، وباطل تباعا بالتمام والكمال.
- 3 -
ما هو تقييم رب العالمين إستندا إلى قرأنه الكريم الإمام المنير الهادي في كل شيء ؟؟؟
3 - 1
تقول الحقيقة أنهم برد فعلهم وتبريره القولي إياه لا يختلفون قط عن الأقوام السابقين الذين كان لهم نفس رد الفعل ونفس التبرير حيال كل ذكر جليل جديد. وهذه آيات من القرآن الكريم تعنيهم إذا بالتمام والكمال:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإن على آثارهم مهتدون 21 وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون 22 قل أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم، قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون 23" س. الزخرف.
"قالوا أجئتنا لتلفتنا عما عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين 79" س. يونس.
"وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا، أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون 106" س. المائدة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــــــــــــ
3 - 2
وأعظم من كل الفحشاء إذا أن يكفر قوم بالحق من عند الله لما يتبينوه ساطعا كما تسطع الشمس نهارا في سماء زرقاء بدون غيوم ويتبعوا في المقابل نقيضه الباطل الذي هو دامغه لديهم دمغا بينا نافذا. وهذا هو نفسه حال الفقهاء و"العلماء" اليوم في شخص الكثيرين منهم الذين ألقيت عليهم الحق القرآني الجليل العظيم العريض وكفروا به وظلوا يبلغون بالأباطيل التضليلية الكثيرة التي هو دامغها لديهم دمغا نافذا. ظلوا يفعلون ذلك قولا بأنهم يتبعون آثار السلف. وهو حال أهل القرآن عموما في شخص الكثيرين منهم الذي أجمعوا على إتباعهم وقالوا نفس قولهم الغريب العجيب أو إلتزموا الصمت مؤيدين إذا ضمنيا وناطقين بنفس القول. وهذه آيات أخرى من الذكر الكريم تعنيهم إذا بالتمام والكمال:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها، قل إن الله لا يأمر بالفحشاء، أتقولون على الله ما لا تعلمون 27" س. الأعراف.
"وإذا قيل لهم إتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا، أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير 20" س.لقمان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــــــــــــ
3 - 3
وعن حقيقة وضوح الحق من عند الله مبينا في ذكره المنزل عموما، يجدر التذكير بقوله سبحانه:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون 145 الحق من ربك، فلا تكونن من الممترين 146" س. البقرة.
"الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون 21 ومن أظلم ممن إفترى على الله كذبا أو كذب بآياته، إنه لا يفلح الظالمون 22" س. الأنعام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــــــــــــ
3 - 4
وعن الوعيد الرباني الموعود به من يكتم ما يتبين له من الحق مبينا في الذكر المنزل يقول سبحانه:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"إن الذي يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون 158" س. البقرة.
"إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم 173" س. البقرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــــــــــــ
- 4 -
حجة أخرى قرآنية ربانية
لعل القارئ يعلم أنني أدليت بالآية رقم170 من سورة البقرة وخاطبت بها الفقهاء و"العلماء" في المقدمة وجمهور أهل القرآن عموما وعلى أنها تعنيهم بالذات دون غيرهم من الناس بحكم قوله سبحانه "إلا دعاء ونداء" نفاقا بالقول إذا وبالعبادة القولية التي أظهرنا عظيم الجودة في إتقانها. وما صرحت بهذه الحقيقة جهارا إلا بعدما لم يستجب أحد لدعوتي رفضا بذلك كليا للحق القرآني العريض المظهر الذي يطعن في جل الموروث الفقهي الحافل بالسموم الشيطانية التضليلية، وبعدما ثبت المتدخلون على الرد بأنني أخالف السلف فيما فهموه وقضوا به على أنه من عند الله. فها هي الآية التي تسبقها تثبت صواب ما ألقيته عليهم مدينا ومعاتبا إياهم من باب التبليغ:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"وإذا قيل لهم إتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا، أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون 169 ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء، صم بكم عمي فهم لا يعقلون 170" س. البقرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــــــــــــ
- 5 -
وهل ورد في القرآن شيء يخبر بالدافع الأصلي الذي جعل رجال الدين الأحياء يتبنون ذاك الموقف الغريب وذاكر الكفر وتلك الفاحشة العظمى على غرار قبيلهم السابقين ؟؟؟
بهذا الخصوص قد ذكرت في الكثير من مقالاتي أن أمرهم هذا يشكل لغزا. وذكرت أن هذا اللغز لا يشرحه إلا غلبة أهوائهم عليهم وحب مصالحهم التي ألفوا التمتع بها وهم يعتلون مقام الفقهاء و"العلماء" مشهرين من خلاله أهليتهم له ومدعين أنهم أعلم وأفقه الناس في الدين وأتقاهم وأكثرهم حبا لله وللرسول (ص) وأكثرهم جهادا في سبيل الله وأكثرهم سعيا في نصرة الله والرسول (ص) والدين. وبطبيعة الحال، يضاف إليهم الدعاة في الكثير من هذه الإدعاءات. يشرحه عدم قبولهم خسارة كل ذلك مادام ظهور الحق الذي ألقيته عليهم سيسقط كل إدعاءاتهم:
1* وسيظهر للناس أنهم لم يبصروا ما هو في الأصل أمام أعينهم واضحا كوضوح الشمس نهارا في سماء زرقاء بدون غيوم، وأنهم كتموا الكثير من الحق الذي يعلمونه وكفروا به إذا، وأنهم "آمنوا" بالكثير من الباطل البين بطلانه بوزن منطق العقل كفاية ناهيك عن وزن منطق الحق القرآني الذي يعلمونه وكتموه؛
2* وأنهم قد وزروا أوزارا عظيمة ليس لها مثيل من حيث الوزن ووزن ضراواتها في حق العباد الثقلين أجمعين والتي منها مثلا وليس حصرا كونهم قد تسببوا في حجب جوهر خلاصهم المنزل، وزاغوا عن العلم الصحيح بتعريف دين الإسلام وخلقوا بديلا له شيطانيا في جله إلا القليل الذي يكاد لا يبين نفعه على أرض الواقع بحكم هيمنة نقيضه، وتسببوا لأهل القرآن في التخلف وفي سيرورته، وتسببوا للبشرية في تحصيل مسار الدمار التدريجي الشامل؛
3* وأساءوا عظيم الإساءة إلى الله والرسول (ص) ودين الإسلام الذي ألبوا عليه جل الناس في شخص بديله الشيطاني وجعلوه عدوهم الواحد وجعلوا متبعيه أعداء لهم تباعا.
وملخصه أنهم تيقنوا حقيقة كون إدعاءاتهم وسمعتهم ومصالحهم الذاتية إياها في الميزان سافلة إن يظهر للناس الحق الرباني القرآني الذي ألقيته عليهم ودمغهم وأباطيلهم دمغا عظيما لا يرد. فما وجدوا مخرجا من منظورهم الضيق جهلا إلا رفضه والحؤول دون ظهوره للناس.
وكذلك قد وضحت لهم في الكثير من رسائلي ومقالاتي أن الله قد أعفاهم في زمننا من واجب التضحية بالنفس جهادا واستبدله سبحانه لهم بواجب الإعتراف بأخطائهم إن هم صادقون فيما يدعون من إسلام وحب وجهاد لنصرته سبحانه ورسوله (ص) ودينه الحق. ووضحت لهم كذلك أن إعترافهم قد صار من تقويم جودة الحدث العظيم الموعود التي أرادها علام الغيوب أن تكون. أقصد حدث ظهور دين الحق على الدين كله. أقصد حدث يوم الفتح الأعظم ويوم النصر الأعظم ويوم التوبة الأعظم ويوم الصف الأعظم كما هو مذكور وموصوف في سورة الفتح وسورة النصر وسورة التوبة وسورة الصف. ووضحت لهم كذلك أن إعترافهم يمكنهم من الحفاظ على مقامهم عكس ما يظنونه جهلا، وخاصة لما يهموا بكل قواهم مبلغين غير عابئين بكل ما قد يصيبهم من بأس لا مرد له. وكذلك قد ذكرتهم بالوعيد الرباني الملقى عليهم عموما؛ وذكرتهم بأن وقر آذانهم حتى بعد التذكير والبيان الملقى عليهما من خلال رسالتي التبليغية العابرة من شأنه أن يعجل بوقوعه إستحقاقا.
فتمعنوا أيها القراء في قول الله التالي بشأن ذاك الدافع، وبشأن هذه التضحية الهينة التي إستكبروها على ربهم عز وجل جلاله، وبشأن ما يتوعدهم من عنده سبحانه هو الحق الرقيب الحسيب الذي لا يظلم أحدا ولو بمثقال الذرة والذي يمهل ولا يهمل:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن إستحبوا الكفر على الإيمان، ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون 23 قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال إقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره، والله لا يهدي القوم الفاسقين 24"س. التوبة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــــــــــــ
- 6 -
حجة أخرى قرآنية تثبت صحة كل ما أدعيه
قد أخبرت كذلك بأن الله قد قدر في شخص قرآنه المجيد وقوع تذكيرين أولهما قد شهده الناس في زمن النبي (ص) وقدر الله لصلاحيته الأقوم عمرا لا يفوق 7 قرون كأقصى تقدير، والثاني قدر الله بالتقويم ظهوره في القرن الهجري الرابع أو السابع كأقصى تقدير. والكثير من التفاصيل علاقة بهذه الحقيقة المطلقة قد سبق وأن أخبرت بها ولا يليق إعادة ذكرها هنا بحكم كثرتها التي ستجعل المقال أطول مما هو عليه بدونها. والمهم هنا أن أخبر بحجة أخرى قرآنية تثبت صحة هذا الذي أخبر به. وهذه الحجة موجودة واضحة في طيات الذكر الكريم المدلى به في هذا المقال وواضحة تباعا على مستوى الحقائق التي يخبر بها وأدليت بها علاقة بالموضوع المفتوح. وتفاصيلها هي كالتالي:
*1*
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء، صم بكم عمي فهم لا يعقلون 170" س. البقرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أول معلومة تبزع في الواجهة الأولى على مستوى هذه الآية تتمثل في حقيقة كون المعنيين بخطابها الرباني هم أهل القرآن عموما؛ فهم ممن سمعوا القرآن؛ وهم وحدهم من يدعون وينادون به مناجين.
وبتدبر ذكرها تبزغ الحقيقة التي تقول أن المعنيين بخطابها الرباني هم قطعا ليسوا أهل القرآن الأوائل وإنما هم التابعون لهم. فهي تخبر بأن المعنيين بخطابها لا يتبعون مما سمعوه من القرآن إلا ما يسخرونه في الدعاء والنداء ونفاقا إذا، وتخبر تباعا بأنهم صم بكم عمي لا يعقلون. أي أن الأمر يتعلق بعبادة قولية لا تسمن ولا تغني من جوع. ومعلوم في زمننا أن العبادة المهيمنة على أرض الواقع هي العبادة القولية التي هي في الأصل موروثة على مدى من القرون السالفة. ومعلوم أننا متخلفون في ظلها وبعمر عريق يعد بالقرون. والمتميزون بهذه العبادة وهذا التخلف هو ليسوا أهل القرآن الأوائل وإنما التابعون الذين منهم نحن الأحياء.
*2*
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"وإذا قيل لهم إتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا، أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون 169" س.البقرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــــــــــــ
في هذه الآية التي تسبق الآية المذكورة أعلاه يقول سبحانه بشأن المعنيين بخطابه الكريم أنهم كالأقوام السابقين يرفضون إتباع صحيح الهدي القرآني مدعين أنهم على صواب مادموا يتبعون آثار أسلافهم الأولين. وأن يرد هذا العتاب في إتباع آثار الأولين من أهل القرآن فذاك دليل آخر على كون الخطاب هو موجه إلى التابعين ومنهم نحن الأحياء.
*3*
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإن على آثارهم مهتدون 21 وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون 22 قل أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم، قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون 23" س. الزخرف.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الآية رقم22 من هذه السورة تخبر بتكرار نفس الفعلة كلما أتى ذكر جليل جديد. ومادام الله على مستوى الآيتين رقم169 ورقم170 يخبر بتكرار هذه الفعلة من لدننا نحن أهل القرآن التابعون للأوائل فهو سبحانه يخبر ضمنيا بقيمة الصريح بأنها قائمة إزاء ذكر آخر بتمام معنى الكلمة. ومادام آخر الذكر هو القرآن فالأمر يتعلق يقينا إذا بتذكير قرآني ثان. وكونه تذكير فقط بما هو موجود في القرآن أصلا فهو تذكير لا يحمل الجديد مما هو ليس فيه وإنما هو فقط إظهار لكل ما ظل منه محجوبا بشكل من الأشكال. وبظهور هذا التذكير الثاني يكتمل ظهور نور الله. وبظهور نور الله كاملا يكتمل التقويم على أرض الواقع لكينونة ظهور دين الحق على الدين كله عفويا بمجرد إنتشاره في أرجاء الأرض.
الخلاصة
موجود إذا على مستوى الآيات القرآنية المدلى بها في هذا المقال الكثير من الحجج الربانية التي تثبت بدورها صحة ما أدعيه كله. ومن بين ما تثبته هو خاصة صواب مجموع الإدانات العظيمة الموجهة في المقدمة إلى الفقهاء و"العلماء" ووراءهم جمهور أهل القرآن عموما. بل هي تثبت أنها في الأصل إدانات ربانية وأنني لست إلا مصرحا بها جهارا من باب التبليغ. وتاج هذه الحجج من حيث إتساع شهادتها واتساع أخبارها هو يتمثل في حقيقة القضاء الرباني بوجود تذكير قرآني ثان له أجله. وإن الإدانات إياها مثلا التي هي صلب موضوع هذا المقال تتتخذ في ظله كامل صفتها الربانية وكامل أبعادها وتصيب المعنيين بها إصابة عينية لا ترد. فقد ألقيت جزءا منه على الفقهاء و"العلماء" وعلى جمهور أهل القرآن دامغا بالتمام والكمال فكان ما هو كائن إلى حد الآن غريبا عجيبا. قد رفضه إلى حد الآن جل من ألقي عليهم وقالوا مثل ما قال الأقوام السابقون. قالوا إنا على آثار السلف مهتدون مقتدون وإنا به لكافرون.
------------------------------------
"الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب"
صدق الله العظيم
أبوخالد سليمان؛
الحجيج بالقرآن والغالب المنصور بالله تباعا في رحاب المحاججة ضد كل الفقهاء و"العلماء" ومواليهم بشأن جل ما يقولون به وييبلغون به الناس على أنه من عند الله وهو في الأصل ليس من عند الله وإنما هو من عند الشيطان يناصره مناصرة عظيمة ليس لها مثيل.
-------------------------------------
أنصروا الله لصالح أنفسكم وكل الناس ولا تناصروا رزمة من الناس والشيطان ضد الله وأنفسكم وكل الناس
المقال رقم53
إلى أهل القرآن
حدث القرن21 بامتياز
***** هام جدا مجاد جدا *****
تقولون إذا إنا على فهم السلف ثابتون وبالقرآن كافرون !!!
- 1 -
تذكير
قد أخبرت من قبل مرارا بأنني شاركت بمقالاتي التبليغية في الكثير من المواقع "الإسلامية" القائم على جلها "فقهاء" و"علماء" ولجن "شرعية"؛ وأن عددها قد بلغ 40 موقعا؛ وأن الحظر قد أقيم علي في جلها ولم يبق من هذا المجموع إلا ثلاثة مواقع؛ وأن الصد الذي تلقاه الحق الرباني القرآني المبلغ به قد فاقت نسبته 90 بالمائة إن نعتبر عموما أنها تعبر عن رأي جمهور أهل القرآن؛ وأن هذه النسبة هي 100 بالمائة إن نعتبر إجماع الفقهاء و"العلماء" على هذا الصد؛ وأن تبرير الكل يتمثل في قولهم بأنني أخالف بما أبلغ به فهم السلف وما أجمع السلف على صحته وعلى أنه من عند الله؛ وأن الكثيرين من أهل تلك المواقع قد أدانوني بالإساءة إلى الرسول (ص) والصحابة والسلف غيرهم عموما وبالكفر بالحديث النبوي الشريف وبالكفر بالله تباعا وبالسعي لإيقاع الفتنة والتفرقة بين أهل القرآن؛ وأن الكثيرين منهم قد أضافوا إلى هذه الإدانات الكثير من السباب كقولهم مثلا أنني أبلغ بأفكار أوحى لي بها الشيطان وأنني ملبوس وأنني أحمق وما شابه. وقد أخبرت كذلك مرارا بأنني طالبتهم بتقديم الحجة والبرهان بشأن ما يدعون فعجزوا أجمعون ولم يجدوا إلا الصمت ملاذا لهم. أي أنني طالبتهم بالإتيان بالحجة لإثبات أن ما أبلغ به هو مجرد أفكار من وحي الشيطان وأنه ليس من عند الله فعجزوا؛ وطالبتهم بفعل ذلك تباعا لإثبات صفة الحق بشأن ما يدينونني ويسبونني به فعجزوا كذلك بطبيعة الحال. وذكرت مرارا أن فاقد الشيء لا يملكه ولا يعطيه ولا يمكنه أن يخلقه؛ وأنه لو كان لديهم شيء من الحجة لما تأخروا في إلقائه علي ودمغي به. وذكرت على مستوى الخلاصة أن عجزهم الثنائي إياه يشكل حجة تاجية دامغة تثبت بتمام النفاذ أنني على صواب بالتمام والكمال وصادق أمين وأنهم هم الكاذبون المنافقون الكافرون المدانون بكل ما يدينوني به ويقع عليهم إستحقاق كل السب الذي ألقوا به علي باطلا جورا وظلما. ولقد نعتهم بأنهم صم بكم عمي لا يعقلون ومن خدام وركاب إبليس الغرور الغبي الملعون يخدمونه عفويا بحكم توافق السعيين بينهما أو وعيا بحكم التعاقد بينهما وولائهم له.
والأهم من بين ما ذكر علاقة بموضوع هذا المقال هو قولهم أنني أخالف السلف فيما فهمومه وفيما أجمعوا على "صحته" وعلى أنه من عند الله. وعموما أدعو القارئ إلى إستحضار قول الفقهاء و"العلماء" بأنهم يتبعون فهم السلف. وبهذا الخصوص أثير إنتباه القارئ خاصة إلى الحقيقة الثابتة التي تقول أنه لا أحد من هؤلاء رد علي بأنهم يتبعون ما قرأوه في القرآن واضحا، أو يتبعون ما أخبر به الله في القرآن واضحا، أو ما شابه من هذا القول الحق. بل دوما أجابوا ورددوا أنهم يتبعون فهم السلف. وعبارة سائدة يرددنوها ويعلمها الكل يقولون فيها "مرجعنا هو القرآن والسنة حسب فهم السلف" !!! وليتبين القارئ إذا أنهم كذلك لا يقولون أنهم يتبعون الرسول (ص) فيما هو واضح لهم في أحاديثه الشريفة وإنما يقولون أنهم يتبعون السنة حسب فهم السلف !!!
- 2 -
ما هو تقييم رد فعلهم وتبريره بوزن منطق العقل الذي يدركه جل الناس إن لم أقل كلهم ؟؟؟
بطبيعة الحال، كل ذي عقل سليم وعيه يدرك أن ما يقولون به لا منطق فيه أو المنطق فيه معكوسا، وباطل تباعا بالتمام والكمال.
- 3 -
ما هو تقييم رب العالمين إستندا إلى قرأنه الكريم الإمام المنير الهادي في كل شيء ؟؟؟
3 - 1
تقول الحقيقة أنهم برد فعلهم وتبريره القولي إياه لا يختلفون قط عن الأقوام السابقين الذين كان لهم نفس رد الفعل ونفس التبرير حيال كل ذكر جليل جديد. وهذه آيات من القرآن الكريم تعنيهم إذا بالتمام والكمال:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإن على آثارهم مهتدون 21 وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون 22 قل أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم، قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون 23" س. الزخرف.
"قالوا أجئتنا لتلفتنا عما عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين 79" س. يونس.
"وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا، أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون 106" س. المائدة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــــــــــــ
3 - 2
وأعظم من كل الفحشاء إذا أن يكفر قوم بالحق من عند الله لما يتبينوه ساطعا كما تسطع الشمس نهارا في سماء زرقاء بدون غيوم ويتبعوا في المقابل نقيضه الباطل الذي هو دامغه لديهم دمغا بينا نافذا. وهذا هو نفسه حال الفقهاء و"العلماء" اليوم في شخص الكثيرين منهم الذين ألقيت عليهم الحق القرآني الجليل العظيم العريض وكفروا به وظلوا يبلغون بالأباطيل التضليلية الكثيرة التي هو دامغها لديهم دمغا نافذا. ظلوا يفعلون ذلك قولا بأنهم يتبعون آثار السلف. وهو حال أهل القرآن عموما في شخص الكثيرين منهم الذي أجمعوا على إتباعهم وقالوا نفس قولهم الغريب العجيب أو إلتزموا الصمت مؤيدين إذا ضمنيا وناطقين بنفس القول. وهذه آيات أخرى من الذكر الكريم تعنيهم إذا بالتمام والكمال:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها، قل إن الله لا يأمر بالفحشاء، أتقولون على الله ما لا تعلمون 27" س. الأعراف.
"وإذا قيل لهم إتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا، أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير 20" س.لقمان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــــــــــــ
3 - 3
وعن حقيقة وضوح الحق من عند الله مبينا في ذكره المنزل عموما، يجدر التذكير بقوله سبحانه:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون 145 الحق من ربك، فلا تكونن من الممترين 146" س. البقرة.
"الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون 21 ومن أظلم ممن إفترى على الله كذبا أو كذب بآياته، إنه لا يفلح الظالمون 22" س. الأنعام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــــــــــــ
3 - 4
وعن الوعيد الرباني الموعود به من يكتم ما يتبين له من الحق مبينا في الذكر المنزل يقول سبحانه:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"إن الذي يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون 158" س. البقرة.
"إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم 173" س. البقرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــــــــــــ
- 4 -
حجة أخرى قرآنية ربانية
لعل القارئ يعلم أنني أدليت بالآية رقم170 من سورة البقرة وخاطبت بها الفقهاء و"العلماء" في المقدمة وجمهور أهل القرآن عموما وعلى أنها تعنيهم بالذات دون غيرهم من الناس بحكم قوله سبحانه "إلا دعاء ونداء" نفاقا بالقول إذا وبالعبادة القولية التي أظهرنا عظيم الجودة في إتقانها. وما صرحت بهذه الحقيقة جهارا إلا بعدما لم يستجب أحد لدعوتي رفضا بذلك كليا للحق القرآني العريض المظهر الذي يطعن في جل الموروث الفقهي الحافل بالسموم الشيطانية التضليلية، وبعدما ثبت المتدخلون على الرد بأنني أخالف السلف فيما فهموه وقضوا به على أنه من عند الله. فها هي الآية التي تسبقها تثبت صواب ما ألقيته عليهم مدينا ومعاتبا إياهم من باب التبليغ:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"وإذا قيل لهم إتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا، أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون 169 ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء، صم بكم عمي فهم لا يعقلون 170" س. البقرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــــــــــــ
- 5 -
وهل ورد في القرآن شيء يخبر بالدافع الأصلي الذي جعل رجال الدين الأحياء يتبنون ذاك الموقف الغريب وذاكر الكفر وتلك الفاحشة العظمى على غرار قبيلهم السابقين ؟؟؟
بهذا الخصوص قد ذكرت في الكثير من مقالاتي أن أمرهم هذا يشكل لغزا. وذكرت أن هذا اللغز لا يشرحه إلا غلبة أهوائهم عليهم وحب مصالحهم التي ألفوا التمتع بها وهم يعتلون مقام الفقهاء و"العلماء" مشهرين من خلاله أهليتهم له ومدعين أنهم أعلم وأفقه الناس في الدين وأتقاهم وأكثرهم حبا لله وللرسول (ص) وأكثرهم جهادا في سبيل الله وأكثرهم سعيا في نصرة الله والرسول (ص) والدين. وبطبيعة الحال، يضاف إليهم الدعاة في الكثير من هذه الإدعاءات. يشرحه عدم قبولهم خسارة كل ذلك مادام ظهور الحق الذي ألقيته عليهم سيسقط كل إدعاءاتهم:
1* وسيظهر للناس أنهم لم يبصروا ما هو في الأصل أمام أعينهم واضحا كوضوح الشمس نهارا في سماء زرقاء بدون غيوم، وأنهم كتموا الكثير من الحق الذي يعلمونه وكفروا به إذا، وأنهم "آمنوا" بالكثير من الباطل البين بطلانه بوزن منطق العقل كفاية ناهيك عن وزن منطق الحق القرآني الذي يعلمونه وكتموه؛
2* وأنهم قد وزروا أوزارا عظيمة ليس لها مثيل من حيث الوزن ووزن ضراواتها في حق العباد الثقلين أجمعين والتي منها مثلا وليس حصرا كونهم قد تسببوا في حجب جوهر خلاصهم المنزل، وزاغوا عن العلم الصحيح بتعريف دين الإسلام وخلقوا بديلا له شيطانيا في جله إلا القليل الذي يكاد لا يبين نفعه على أرض الواقع بحكم هيمنة نقيضه، وتسببوا لأهل القرآن في التخلف وفي سيرورته، وتسببوا للبشرية في تحصيل مسار الدمار التدريجي الشامل؛
3* وأساءوا عظيم الإساءة إلى الله والرسول (ص) ودين الإسلام الذي ألبوا عليه جل الناس في شخص بديله الشيطاني وجعلوه عدوهم الواحد وجعلوا متبعيه أعداء لهم تباعا.
وملخصه أنهم تيقنوا حقيقة كون إدعاءاتهم وسمعتهم ومصالحهم الذاتية إياها في الميزان سافلة إن يظهر للناس الحق الرباني القرآني الذي ألقيته عليهم ودمغهم وأباطيلهم دمغا عظيما لا يرد. فما وجدوا مخرجا من منظورهم الضيق جهلا إلا رفضه والحؤول دون ظهوره للناس.
وكذلك قد وضحت لهم في الكثير من رسائلي ومقالاتي أن الله قد أعفاهم في زمننا من واجب التضحية بالنفس جهادا واستبدله سبحانه لهم بواجب الإعتراف بأخطائهم إن هم صادقون فيما يدعون من إسلام وحب وجهاد لنصرته سبحانه ورسوله (ص) ودينه الحق. ووضحت لهم كذلك أن إعترافهم قد صار من تقويم جودة الحدث العظيم الموعود التي أرادها علام الغيوب أن تكون. أقصد حدث ظهور دين الحق على الدين كله. أقصد حدث يوم الفتح الأعظم ويوم النصر الأعظم ويوم التوبة الأعظم ويوم الصف الأعظم كما هو مذكور وموصوف في سورة الفتح وسورة النصر وسورة التوبة وسورة الصف. ووضحت لهم كذلك أن إعترافهم يمكنهم من الحفاظ على مقامهم عكس ما يظنونه جهلا، وخاصة لما يهموا بكل قواهم مبلغين غير عابئين بكل ما قد يصيبهم من بأس لا مرد له. وكذلك قد ذكرتهم بالوعيد الرباني الملقى عليهم عموما؛ وذكرتهم بأن وقر آذانهم حتى بعد التذكير والبيان الملقى عليهما من خلال رسالتي التبليغية العابرة من شأنه أن يعجل بوقوعه إستحقاقا.
فتمعنوا أيها القراء في قول الله التالي بشأن ذاك الدافع، وبشأن هذه التضحية الهينة التي إستكبروها على ربهم عز وجل جلاله، وبشأن ما يتوعدهم من عنده سبحانه هو الحق الرقيب الحسيب الذي لا يظلم أحدا ولو بمثقال الذرة والذي يمهل ولا يهمل:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن إستحبوا الكفر على الإيمان، ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون 23 قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال إقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره، والله لا يهدي القوم الفاسقين 24"س. التوبة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــــــــــــ
- 6 -
حجة أخرى قرآنية تثبت صحة كل ما أدعيه
قد أخبرت كذلك بأن الله قد قدر في شخص قرآنه المجيد وقوع تذكيرين أولهما قد شهده الناس في زمن النبي (ص) وقدر الله لصلاحيته الأقوم عمرا لا يفوق 7 قرون كأقصى تقدير، والثاني قدر الله بالتقويم ظهوره في القرن الهجري الرابع أو السابع كأقصى تقدير. والكثير من التفاصيل علاقة بهذه الحقيقة المطلقة قد سبق وأن أخبرت بها ولا يليق إعادة ذكرها هنا بحكم كثرتها التي ستجعل المقال أطول مما هو عليه بدونها. والمهم هنا أن أخبر بحجة أخرى قرآنية تثبت صحة هذا الذي أخبر به. وهذه الحجة موجودة واضحة في طيات الذكر الكريم المدلى به في هذا المقال وواضحة تباعا على مستوى الحقائق التي يخبر بها وأدليت بها علاقة بالموضوع المفتوح. وتفاصيلها هي كالتالي:
*1*
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء، صم بكم عمي فهم لا يعقلون 170" س. البقرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أول معلومة تبزع في الواجهة الأولى على مستوى هذه الآية تتمثل في حقيقة كون المعنيين بخطابها الرباني هم أهل القرآن عموما؛ فهم ممن سمعوا القرآن؛ وهم وحدهم من يدعون وينادون به مناجين.
وبتدبر ذكرها تبزغ الحقيقة التي تقول أن المعنيين بخطابها الرباني هم قطعا ليسوا أهل القرآن الأوائل وإنما هم التابعون لهم. فهي تخبر بأن المعنيين بخطابها لا يتبعون مما سمعوه من القرآن إلا ما يسخرونه في الدعاء والنداء ونفاقا إذا، وتخبر تباعا بأنهم صم بكم عمي لا يعقلون. أي أن الأمر يتعلق بعبادة قولية لا تسمن ولا تغني من جوع. ومعلوم في زمننا أن العبادة المهيمنة على أرض الواقع هي العبادة القولية التي هي في الأصل موروثة على مدى من القرون السالفة. ومعلوم أننا متخلفون في ظلها وبعمر عريق يعد بالقرون. والمتميزون بهذه العبادة وهذا التخلف هو ليسوا أهل القرآن الأوائل وإنما التابعون الذين منهم نحن الأحياء.
*2*
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"وإذا قيل لهم إتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا، أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون 169" س.البقرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــــــــــــ
في هذه الآية التي تسبق الآية المذكورة أعلاه يقول سبحانه بشأن المعنيين بخطابه الكريم أنهم كالأقوام السابقين يرفضون إتباع صحيح الهدي القرآني مدعين أنهم على صواب مادموا يتبعون آثار أسلافهم الأولين. وأن يرد هذا العتاب في إتباع آثار الأولين من أهل القرآن فذاك دليل آخر على كون الخطاب هو موجه إلى التابعين ومنهم نحن الأحياء.
*3*
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإن على آثارهم مهتدون 21 وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون 22 قل أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم، قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون 23" س. الزخرف.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الآية رقم22 من هذه السورة تخبر بتكرار نفس الفعلة كلما أتى ذكر جليل جديد. ومادام الله على مستوى الآيتين رقم169 ورقم170 يخبر بتكرار هذه الفعلة من لدننا نحن أهل القرآن التابعون للأوائل فهو سبحانه يخبر ضمنيا بقيمة الصريح بأنها قائمة إزاء ذكر آخر بتمام معنى الكلمة. ومادام آخر الذكر هو القرآن فالأمر يتعلق يقينا إذا بتذكير قرآني ثان. وكونه تذكير فقط بما هو موجود في القرآن أصلا فهو تذكير لا يحمل الجديد مما هو ليس فيه وإنما هو فقط إظهار لكل ما ظل منه محجوبا بشكل من الأشكال. وبظهور هذا التذكير الثاني يكتمل ظهور نور الله. وبظهور نور الله كاملا يكتمل التقويم على أرض الواقع لكينونة ظهور دين الحق على الدين كله عفويا بمجرد إنتشاره في أرجاء الأرض.
الخلاصة
موجود إذا على مستوى الآيات القرآنية المدلى بها في هذا المقال الكثير من الحجج الربانية التي تثبت بدورها صحة ما أدعيه كله. ومن بين ما تثبته هو خاصة صواب مجموع الإدانات العظيمة الموجهة في المقدمة إلى الفقهاء و"العلماء" ووراءهم جمهور أهل القرآن عموما. بل هي تثبت أنها في الأصل إدانات ربانية وأنني لست إلا مصرحا بها جهارا من باب التبليغ. وتاج هذه الحجج من حيث إتساع شهادتها واتساع أخبارها هو يتمثل في حقيقة القضاء الرباني بوجود تذكير قرآني ثان له أجله. وإن الإدانات إياها مثلا التي هي صلب موضوع هذا المقال تتتخذ في ظله كامل صفتها الربانية وكامل أبعادها وتصيب المعنيين بها إصابة عينية لا ترد. فقد ألقيت جزءا منه على الفقهاء و"العلماء" وعلى جمهور أهل القرآن دامغا بالتمام والكمال فكان ما هو كائن إلى حد الآن غريبا عجيبا. قد رفضه إلى حد الآن جل من ألقي عليهم وقالوا مثل ما قال الأقوام السابقون. قالوا إنا على آثار السلف مهتدون مقتدون وإنا به لكافرون.
------------------------------------
"الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب"
صدق الله العظيم
أبوخالد سليمان؛
الحجيج بالقرآن والغالب المنصور بالله تباعا في رحاب المحاججة ضد كل الفقهاء و"العلماء" ومواليهم بشأن جل ما يقولون به وييبلغون به الناس على أنه من عند الله وهو في الأصل ليس من عند الله وإنما هو من عند الشيطان يناصره مناصرة عظيمة ليس لها مثيل.
-------------------------------------
أنصروا الله لصالح أنفسكم وكل الناس ولا تناصروا رزمة من الناس والشيطان ضد الله وأنفسكم وكل الناس
.