.
ــــــــــــــــ منقول من موقعي التبليغي البياني الأول ــــــــــــــــــ
المقال رقم 15
إلى أهل القرآن
حدث القرن21 بامتياز
***** هام جدا وجاد جدا *****
معنى أن يظهر دين الحق على الدين كله بسند المعلوم لغويا وبسند أنوار القرآن
من عيوبنا، التي إختلقها الغرور بجودة عالية، وقومت تخلفنا وصنعت تقوم سيرورته، وتعكس مدى عظمة نجاح هذا العدو في سعيه الشيطاني، عيب الكفر حتى بالمفاهيم اللغوية المعلومة المتدوالة أصلا على أرض الواقع بقيمة المألوف. ولدي جرد للكثير من الحالات من هذا القبيل يندرج ضمن مضامين رسالتي التبليغية. وعلاقة بالموضوع المفتوح فالمعلوم لغويا الذي نكفر به هو حامل وحده كفاية للجواب عن ذاك السؤال.
فمنجد اللغة العربية الفصحى يقول:
أن يظهر طرف على طرف آخر في مجال معين هو يعني أن يهزمه ويزيحه من ساحة المنافسة ويثبت بهزمه أنه الأفضل أو الأقوى في هذا المجال.
فظهوره عليه في مجال الإختراع مثلا هو يعني أنه المخترع الأفضل والمهيمن باختراعاته في السوق من حيث حجم الإقبال والمبيعات. ودولة أمريكا مثلا هي الظاهرة في هذا المجال عالميا. والمجتمع الغربي ظاهر في هذا المجال على مجتمع أهل القرآن وبفارق عظيم يكاد يكون تجاوزه إعجازيا.
وفي مجال القوة الحربية مثلا، ظهور جبهة على جبهة أخرى يعني أن تهزمها وتجردها من كل شوكة ضدها وتثبت هيمنة قوتها الغالبة.
وموجود في القرآن مثلا قوله سبحانه في الآية رقم14 من سورة الصف:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصارا لله كما قال عيسى إبن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله، قال الحواريون نحن أنصار الله، فآمنت طائفة من بني إسرائسل وكفرت طائفة، فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين 14"
ــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ـــــــــــــــــــــ
قوله سبحانه "فأصبحوا ظاهرين" يعني أنهم أصبحوا أقوياء لا يغلبون ولا تقوى الأقوام والشعوب من حولهم على مجابهتهم.
وأن يكون دين الإسلام ظاهرا على كل الأديان هو يعني لغويا إذا أن يكون هو الغالب المهيمن بدون أيها منافس.
وليكتمل مفهوم العبارة لغويا يستوجب الإجابة عن الأسئلة العقلانية المنطقية التالية:
كيف تكون شهادة إنتصاره المهيمن ؟؟؟
هل يكون بالمنظور النظري دون إعتبار البرهان على أرض الواقع ؟؟؟
ما الذي يمكنه من الظهور ؟؟؟
هل يظهر من ذاته ومن فراغ ؟؟؟
أم موجود تقويم يوقع كينونة ظهوره ؟؟؟
وإن كان لكينونة ظهوره تقويم، فمن يخلق هذا التقويم أو من هو خالقه ؟؟؟
هل هو أحد من البشر أو مجموعة من البشر ؟؟؟
أم هو الله خالق الكون كله عز وجل جلاله ؟؟؟
وإن كان من خلق الله، هل هو كامل مكتمل، أم ينقصه شيء ويحتاج إلى البشر ليكملوه ؟؟؟
وأين هو موجود ؟؟؟
وما ماهيته ؟؟؟
وما مجال ظهوره ؟؟؟
ما المجال الذي هو مفترض أن يتبارى فيه ضد خصومه ؟؟؟
وما سلاحه في هذه المنازلة ؟؟؟
ومن هم خصومه ؟؟؟
هل هم الأديان الأخرى أم الذين يدينون بها أم الذي صنعها في الأصل والذي هو إبليس الغرور الغبي الملعون ؟؟؟
وكيف يتجسد على أرض الواقع ظهوره على خصومه ؟؟؟
متى يصح القول أنه فعلا على أرض الواقع ظاهر على خصومه ؟؟؟
وكل الأجوبة عن هذه الأسئلة موجودة في القرآن المجيد وخاصة في الآيات الكريمة التالية التي إستشهدت بها في الكثير من مقالاتي:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيدا 28" س. الفتح.
"يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم، والله متم نوره ولو كره الكافرون 8 هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون 9" س. الصف.
"يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون 32 هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون 33" س. التوبة.
"إذا جاء نصر الله والفتح 1 ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا 2 فسبح بحمد ربك واستغفره، إنه كان توابا 3 " س. النصر.
ـــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ـــــــــــــــــــــــ
يرد في ملخص هذه الأجوبة بسند هذا الذكر الكريم:
1 - أن ظهور الدين الحق على الدين كله له تقويم هو من خلق الله ويتمثل في ظهور كل نور الذكر القرآني المنزل؛
2 - أن ظهور هذا النور الجليل هو للعباد الثقلاء المعنيين به؛
3 - أن خصوم الدين الحق هم في الأصل الأديان المبتدعة وليسوا من يدينون بها، وأن خصمهم في الأصل هو تباعا واحد وهو صانعها إبليس الغرور الغبي الملعون إمام الشر والتضليل؛
4 - أن مجال تباريه هو البينات الإقناعية؛
5 - أن جمهور المنازلة المعني بتلقي هذه البينات وليقضي بتعيين الغالب منها وبتعيين الدين الغالب تباعا هم العباد الثقلاء؛
6 - أن شهادة المنازلة من لدن هذا الجمهور وهو الحكم فيها، وشهادة نتيجتها في ظل حكمه، وشهادة إنتصار الدين الحق من خلال بيناته الغالبة بإقرار من لدنه، من شأنها أن تفضح باطل وضعف كل الأديان الأخرى ومصدرها الشيطاني وسلبياتها المدمرة وأن تجردها تباعا من كل تابعيها وأن تلحقهم بتابعي هذا الدين الغالب؛
7 - أن تجسد غلبة الدين الحق هو إذا من خلال هذه المنازلة وفي شخص هذه النتيجة وبشهادة عقلية وإقرار عقلي من لدن العباد الثقلاء أنفسهم أجمعين؛
8 - أن هذه النتيجة تتمثل إذا في هزم كل الأديان وإزاحتها من الساحة وبقاء الدين الحق وحده مهيمنا بقوة ما لديه من بينات الإقناع الربانية ومستحقا بفضلها الإيمان به واتباعه دون غيره؛
9 - أن متوسط نسبة متبعيه في الوهلة الأولى بعد هذه المنازلة هو كما سبق ذكره 75% من جمهور العباد الثقلاء ملحقة بسيرورة قارة لرقيها في لاحق الزمن؛
10 - أن إسلام المهتدين بهداية القرآن سيكون عموما بجودات إيجابية عالية بفضل كل أزره الرباني في مقابل سابقاتها الأدنى التي قومها فقط الحثيث منه. وإن نسبة هدي الذكر المنزل المستعان به من لدن جمهور المؤمنين في الأزمنة السابقة كلها وإلى حد الآن لأراها لهي لم تفق يوما عشره، ناهيك عن هيمنة السموم الشيطانية في معتقداتهم المنسوبة إلى الله التي تزيد في إنقاص فاعلية نفع هذه النسبة الحثيثة. والله يخبر بهذه الحقيقة في الآية رقم45 من سورة سبأ حيث يقول سبحانه:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما آتيناهم فكذبوا رسلي، فكيف كان نكير 45"
ــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــــ
ولئن عاشت البشرية بفضل تلك النسبة الحثيثة وظلت سيرورة تحضرها قائمة فالمتلقي يمكنه تصور مدى عظمة فضل كل نور القرآن وكل أزر هديه الرباني الجليل.
وإن النتيجة إياها ورقيها الموعودين ليخبر بهما سبحانه الحكيم بإيجاز عظيم في سورة النصر الجامعة. فإسلام أغلب العباد الثقلاء في الوهلة الأولى يخبر به سبحانه بقوله: "ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا". والرقي المسترسل لهذه النسبة يخبر به الحكيم من خلال دعوته الجليلة الموجهة إلى كل من يشهد هذا الحدث العظيم والتي هي دعوة إلى إتباع نهج الداخلين في دين الله أفواجا والإسلام مثلهم والملحقة بوعد تحفيزي عظيم بالغفران لهم كل الذنوب مهما عظمت؛ ناهيك عن آثار إسلام المستجيبين على أرض الواقع التي ستزيد في إجتذاب آخرين بعدهم على مدى الزمن اللاحق. وهؤلاء الذين يدعوهم سبحانه إلى الإلتحاق بأفواج المستجيبين هم بطبيعة الحال من قد يظنون أنهم قد أسرفوا على أنفسهم وافتقدوا الحق في المغفرة. ومضمون السورة هو موجه بالذات إليهم.
وإن عظمة الحدث يومها ليصفه سبحانه عموما بإيجاز وحكمة في هذه السورة الكريمة القصيرة. فهو سبحانه يصفه بحدث يوم النصر الأعظم، وحدث يوم الفتح الأعظم، وحدث يوم التوبة الأعظم، وحدث يوم الصف الأعظم:
هو حدث يوم النصر الأعظم:
1 - من حيث عظمته التي لم تشهد الأرض لها مثيلا قط في الزمن السابق كله بما فيه زمن النبي المصطفى ولن تشهد قبيلها في لاحق الزمن لأنها خالدة، وخالد كل ما يوقعها، وخالد كل ما يوقعه نصر دين الحق على أرض الواقع؛
2 - ومن حيث ميدان الإنتصار الذي تشكله كل بقاع الأرض وليس فقط بعض منها؛
3 - ومن حيث الطرف المنتصر الذي هو في هذه الحالة الإستثنائية يتمثل في دين الله الحق وحده بدون جيوش؛
4 - ومن حيث الطرف المهزوم الذي هو حصرا الغرور الغبي الملعون وليس الجيوش من أهل ديار الغير .
وهو حدث يوم الفتح الأعظم:
1 - من حيث عظمته التي لم تشهد الأرض لها قط مثيلا ولن تشهد قبيلها في لاحق الزمن لأنها خالدة وراقية؛
2 - ومن حيث الطرف الفاتح الذي هو كل نور الله المنزل في شخص جوهره أقله وليس جيوش المؤمنين المجاهدين ولا سيوفهم؛
3 - ومن حيث الجانب المفتوح بسلاح هذا النور الكريم الذي هو عقول العباد الثقلين وليس ديار الشعوب والأقوام؛
4 - ومن حيث الحواجز المزاحة عن سبيل هذا النور الجليل والتي هي ليست حدود الدول وجيوشها وإنما هي حصرا أحجبة هذا العدو الرجيم وباطله كله.
وهو حدث يوم التوبة الأعظم:
1 - من حيث عظمة إتساع بابها يومها وعظمة حجم المغفرة الربانية الموعودة للتائبين على إختلاف أحجام ذنوبهم، واللتين لم تشهد الأرض لهما قط من قبل مثيلا ولن تشهد قبيلهما في لاحق الزمن مادام التائبون هم من مجموع العباد الثقلاء، ومادام الموعود يومها أن يتوب أغلبهم، ومادام الموعود في لاحق الزمن أن يلتحق بهم آخرون باسترسال غير منقطع؛
2 - ومن حيث شمولية جودتها لكل العباد الثقلاء التائبين وسيرورتها الموعودة بفضل عظمة جودة تقويمها الفريد من نوعه حجما وكيفا ونفاذا تباعا؛
3 - ومن حيث عظمة نسبة وعدد التائبين الذين ستشهدهما الأرض لأول مرة والذين سيظلان في رقي مستمر طيلة الزمن اللاحق.
وهو حدث يوم الصف الأعظم:
1 - من حيث عظمة طول وعرض صف الداخلين في دين الله أفواجا في الوهلة الأولى التي لم تشهد الأرض لها قط من قبل مثيلا ولن تشهد قبيلها في لاحق الزمن؛
2 - ومن حيث بقاؤه طيلة الزمن المتبقي مشكلا من لدن التائبين الجدد.
وبشأن الأحداث التي أفضي إليها تنزيل الذكر في الأزمنة السابقة بما فيها زمن النبي محمد، على قارئ القرآن أن يلاحظ:
1* أن وقوعها محصور في الحدود الجغرافية للأقوام والشعوب المعنيين؛
2* أن الله يذكر بشأنها فاعلية الرسل وأتباعهم ميدانيا جهادا بالسيف ضد أعدائهم؛
3* أن زمنها محصور كذلك في حدود زمن التبليغ من لدن الرسل؛
4* أن الله يخبر بأن قلة من الناس هم من صدقوهم واتبعوا هديه المنزل.
وفي مقابل ذلك على قارئ القرآن أن يلاحظ أن الذكر القرآني المعني المذكر به فيه ما يخبر بأنه يخص بالذات العباد الثقلاء في زمن العولمة التامة في المكان والزمان وزمن المصير الواحد تباعا والذي فاتحته هو زمننا المعاصر؛ وأن الأحداث التي يفضي إليها ظهوره:
1 - لا يحصرها سبحانه ذاك الحصر الجغرافي وإنما يذكر عز وجل أنها ستكون بمقياس عالمي؛
2 - ولا يذكر عز وجل فاعلية الرسل وأتباعهم جهادا بالسيف وإنما يذكر عوضهما حصرا فاعلية نوره القرآني وفاعلية كل عباده الثقلاء في شخص أغلبهم أقله في الوهلة الأولى؛
3 - ولا يحصر سبحانه زمنها في عمر قصير لا يفوق عمر الرسل إبان التبليغ وإنما يذكر ضمنيا أنها ذات عمر مديد وخالدة طيلة الزمن المتبقي؛
4 - ولا يخبرسبحانه بأن قلة من الناس من سيتبعون هديه المنزل وإنما يذكر أن أغلبهم من سيفعلون ذلك في الوهلة الأولى وأن عدد المستجيبين سيظل في رقي مستمر كذلك طيلة الزمن المتبقي.
وعلى قارئ القرآن أن يلاحظ كذلك من باب البيان
أن النتيجة العظيمة الجليلة التي يخبر بوقوعها سبحانه في الوهلة الأولى هي ستكون فقط بتقويم الفطرة على الإسلام وبتقويم ظهور كل نوره المنزل. أي أنها ستقوم كفاية بفضل هذا التقويم الثنائي الخلقي منه والمنزل، ودون باقي الفضل اللاحقة فاعليته والمتمثل في فضل إسلام المستجيبين كعبرة لغيرهم وفضل آثاره الطيبة كعامل مغر جذاب. أي أنها ستقوم كما يقوم كل مراد رباني يقول له سبحانه كن فيكون كما أراده أن يكون. وسبحانه قد عبر عن هذه النتيجة بحكمة لما ذكر دخول الناس في دينه أفواجا وعلى أنه حاصل محصل لا ريب فيه، ولما جعلها تقويما إضافيا يضاف إلى ذاك التقويم الثنائي الجليل وجعلها تباعا من تقويم دعوة غيرهم إلى الدخول في دينه الحق على غرارهم . وكذلك إستجابة هؤلاء ستكون في خلال زمن الحدث وفي عمره الأول وستكون إذا بدون فضل الآثار الطيبة على أرض الواقع التي سينتجها في لاحق الزمن إسلام المستجيبين وبالأغلبية التي أقلها 75 بالمائة. ويلاحظ القارئ تباعا أن الله يخبر ضمنيا بأن هذه الآثار الطيبة ستنضم إلى حاصل تقويم دعوته الإسلامية الجليلة الموجهة إلى النسبة الباقية من الناس كما هو الحال في عالم الجن كذلك يقينا. أي هو سبحانه يخبرنا بتفاصيل تقويم كينونة أقوم النتيجة الموعود تحصيلها بقضاء كمال صنعه في خليقة دينه الحق وفي خليقة عباده الثقلاء ملحقة بأزره.
وكذلك من باب البيان على قارئ القرآن
أن يتمعن في أسامي السور الأربعة إياها التي يخبر ذكرها الكريم المعني بحدث اليوم العظيم الموعود الذي هو يوم ظهور دين الحق على الدين كله وتباعا هو يوم النصر الأعظم ويوم الفتح الأعظم ويوم التوبة الأعظم ويوم الصف الأعظم، ويصفه وصفا غنيا جامعا موجزا. فالله الحكيم، الذي لا يذكر في قرآنه المجيد شيئا عبثا ويجعل الكلمة منه مبصرة جامعة من حيث المضمون والدلالة إخبارا وتنويرا وهديا وإملاء، قد جعل لكل سورة من هذه السور إسما يحمل مدلولا من تلك الدلالات الوصفية الأربعة المترابطة بين بعضها. وأن يجعل سبحانه للسور الثلاثة الطويلة المعنية إسم "الفتح" وإسم "التوبة" وإسم "الصف" هو عز وجل يدعو متدبر القرآن إلى البحث في كل سورة منها عن الذكر الذي يوافق مضمون تسميتها، وإلى تدبره باعتباره يشكل لب المخبر به فيها وبطبيعة الحال، وذلك سبيلا لإدراك كل ما يحمله من إخبار ودلالات وتنوير وهدي وإملاء. وللتأكيد على أهمية موضوعها الواحد على مستوى لبها المعني هو الحكيم قد جعل الدلالات الأربعة كلها يحملها وحدها دون غيرها نص سورة واحدة قصيرة حجمها أقل من ثلاثة أسطر، وجعل لها إسما يحمل الدلالة الرابعة الجامعة "النصر" التي تحمل بدورها مفهوم الظهور، وجعلها تباعا تحمل الوصف كله الغني الجامع الموجز. هي سورة النصر الوارد في نصها صريحا لفظ "النصر" ولفظ "الفتح" ولفظ "التوبة"، والوارد فيها ضمنيا لفظ "الصف" في قوله سبحانه "ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا". صدق الله العظيم.
فذاك كله هو ما يعنيه إذا أن يظهر دين الحق على الدين كله لغويا وأيضا بسند المخبر به في القرآن.
وبطبيعة الحال، هو لم يظهر هذا الظهور في سابق الزمن الهجري.
ودلائل هذه الحقيقة تتمثل بتلخيص في:
1 - كون الواقع تاريخيا وحاضرا لا ريحة فيه لشيء من ظهوره الظهور المعلوم معناه لغويا.
2 - كون زمن ظهوره المخبر به في القرآن ضمنيا بقيمة الصريح هو زمن التواصل والإتصال والتوثيق والإعلام وزمن العلم والمعرفة وزمن العولمة التامة في المكان والزمان وزمن المصير الواحد الذي فاتحته هو زمننا المعاصر.
3 - كون ظرف ظهوره في هذا الزمن المخبر به في القرآن هو ظرف جاهلية أخرى تستدعي الخلاص منها بفاعلية نور ذكر "جديد" على غرار كل الجاهليات السابقة، ونحن اليوم نعيش فعلا جاهلية أخرى ختامية. وإن الآية رقم40 من سورة الروم ("ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون") لتخبر جمعا بهاتين الحقيقتين.
4 - كون حقيقة سنة الخلاص من كل جاهلية تبشر بوعد الخلاص من الجاهلية الآنية، وليس بتنزيل تذكير آخر بعد القرآن مادام هو خاتم الرسالات وإنما بأن ينطق هو نفسه يوما بمعارفه الجوهرية التنويرية والبيانية دامغا بها جل ما إعتاد الناس سماعه على أنه من القرآن ومن عند الله وهو في الأصل من عند الشيطان ويحجبها، وحيث الحدث يومها سيكون تباعا بتمام معنى الكلمة حدث قيام تذكير قرآني ثان مخلص.
5 - وكون بيان نسبة الجل من الكل المفترض أن ينطق به القرآن مخلصا حتى يصح القول بقيام تذكير قرآني ثان هو وارد في الحقيقة المطلقة التي تقول أنه لو صح أن نور القرآن ظاهر منه ربعه أقله لظهر الباقي في رحابه ولظهر دين الحق على الدين كله منذ قرون، ولظل ظاهرا حتى اليوم وبطبيعة الحال مادام ظهوره موعود له أن يظل خالدا طيلة الزمن الهجري المتبقي.
((( بلاغ: موجود حديث نبوي شريف قصير وجامع من حيث الإخبار بجل الحقائق المظهرة على مستوى الموضوع الجوهري الذي خضت فيه من خلال 16 مقالا وخاصة منه جانب البشائر المتعلقة بالحدث الجليل إياه الموعود. وهذا الحديث أستشهد به في ختام رسالتي التبليغية ضمن الحجج التاجية العظيمة التي تؤكد صحة كل المخبر به.)))
خلاصة:
على ضوء تفاصيل التذكير والتوضيح المدلى بها فالخلاصة تقول أن دين الإسلام لم يظهر قط من قبل على الدين كله؛ وأن شهادة ظهوره موعودة في لاحق الزمن وبنفس القيمة الموصوفة في هذا المقال بسند القرآن وكذلك بتوافق تام مع منطق العقل على أساس المعلوم عن كمال الله في صنعه والمعلوم عن غايته سبحانه بشأن عباده الثقلين في الحياة الدنيا.
كلمة ودعوة ونداء:
مرة أخرى أبشر بأن أجل ظهور الدين الحق على الدين كله قد أزف، وأنني أقول بهذه البشرى عن يقين مطلق وعلى أساس العلم القرآني الجوهري الذي ألممت به كله وزيادة والذي مصيره قريبا أن يبلغ عقول كل العباد الثقلين وأن ينفذ في قلوب أغلبهم أقله في الوهلة الأولى. ولم يبق أيها حاجز يذكر إلا حاجزا غريبا لم أتوقع وجوده. فأنا أسعى بدون جدوى منذ أكثر من ثلاث سنوات من أجل إلقاء رسالتي التبليغية رسميا على الفقهاء و"العلماء" لينظروا فيها ويتدبروها وليصادقوا على ما يرونه من الحق فعلا وليردوا منها ما يرونه قابلا للرد إن يجدوه لأنني مستيقن من كونهم سيصادقون على الكل بإجماع الجل من الكل أقله. وما إحجامي عن نشرها من ذات نفسي وإصراري في المقابل على هذا النهج قبل ذلك إلا إعترافا بمقامهم وتقديرا من لدني لدورهم الحيوي في مسألة التبليغ وفي إيقاع ذاك الحدث تباعا بنفس الجودة الموصوفة التي أرادها سبحانه أن تكون وقومها بتمام الكمال لتكون. ومتدبر رسالتي التبليغية وبشهادة ما أدليت به منها إلى حد الآن لن يجد فيها بالقطع شيئا يمس دين الإسلام بسوء أو يضر بأهل القرآن أو بغيرهم؛ ولن يجد فيها إلا ما لا يعجب إبليس وحده الغرور الغبي الملعون، وما يهدم كل بنيان سعيه الشيطاني المشيد إلى حد الآن عاليا شامخا، وما يحول دون إمكانية بناء شيء منه جديد ويحبطه مسبقا في ذلك إحباطا عظيما لم يشهد له قط من قبل مثيلا. والحاجز إياه هو إذا يتمثل في سلبية رد فعل الفقهاء و"العلماء" في شخص من علموا بقضيتي الجليلة إلى حد الآن، والذي هو رد بالصمت التام الغريب الذي لا يقبله منطق العقل ولا رب العالمين عز وجل جلاله.
فيا أيها الأعضاء ويا أيها القراء، رجاء أخبروا من حولكم من الفقهاء و"العلماء" بقضيتي وبما أدعيه وكذلك بالتحدي الحبي البناء الذي ألقيه عليهم أجمعين كي ينازلني منهم من لا يصدق مبدئيا ويدعي أن ما لديه من المعرفة الفقهية بشأن الدين وأنوار القرآن هو الصحيح وغير قابل للطعن فيه بالححج الربانية الدامغة. أدعوهم من فضلكم إلى موقعكم هذا الشيق ليطلعوا من خلاله على مقالاتي ولينازلوني أقله بشأن مضامينها التبليغية التي هي الآن جد وافرة. أناشدكم بالله أن تستجيبوا. وإن الإستجابة لهي من الواجب عليكم في دين الله الذي تؤمنون به، ومن الواجب أقله بقدر ما بلغ عقولكم من بينات الإقناع والتصديق. واعلموا أن صحة المعلومة الواحدة من بين ما أبلغ به لتستدعي أخذها بعين الإعتبار وإيقاع ما تملي به من إصلاح تباعا؛ وأن الأمر لا يتعلق بهذه الحالة ولا ببعض منها عددا وإنما هو يتعلق بحجم وافر منها يكاد لا يحصى، وهو بذلك جد جليل وجد عظيم تماما بالقيمة العظيمة التي أصفها وأخبر بها. وإني لأقسم بالله العلي العظيم على كل ما أقول وعلى صحة كل ما أبشر به، وأقسم على ذلك كله مرات بلا حصر. وكفاكم الله علي شهيدا رقيبا حسيبا. هو سبحانه كفيل بنصر الحق وبإبطال الباطل مهما كان حجمه ومهما كان صاحبه. فتوكلوا عليه عز وجل جلاله وعلى ما أبصرتم من الحق فيما أبلغ به، واستجيبوا لي فيما أدعوكم إليه طيبا لا خبث فيه، واتركوا الباقي له سبحانه ليقضي فيه.
ــــــــــــــــ منقول من موقعي التبليغي البياني الأول ــــــــــــــــــ
المقال رقم 15
إلى أهل القرآن
حدث القرن21 بامتياز
***** هام جدا وجاد جدا *****
معنى أن يظهر دين الحق على الدين كله بسند المعلوم لغويا وبسند أنوار القرآن
من عيوبنا، التي إختلقها الغرور بجودة عالية، وقومت تخلفنا وصنعت تقوم سيرورته، وتعكس مدى عظمة نجاح هذا العدو في سعيه الشيطاني، عيب الكفر حتى بالمفاهيم اللغوية المعلومة المتدوالة أصلا على أرض الواقع بقيمة المألوف. ولدي جرد للكثير من الحالات من هذا القبيل يندرج ضمن مضامين رسالتي التبليغية. وعلاقة بالموضوع المفتوح فالمعلوم لغويا الذي نكفر به هو حامل وحده كفاية للجواب عن ذاك السؤال.
فمنجد اللغة العربية الفصحى يقول:
أن يظهر طرف على طرف آخر في مجال معين هو يعني أن يهزمه ويزيحه من ساحة المنافسة ويثبت بهزمه أنه الأفضل أو الأقوى في هذا المجال.
فظهوره عليه في مجال الإختراع مثلا هو يعني أنه المخترع الأفضل والمهيمن باختراعاته في السوق من حيث حجم الإقبال والمبيعات. ودولة أمريكا مثلا هي الظاهرة في هذا المجال عالميا. والمجتمع الغربي ظاهر في هذا المجال على مجتمع أهل القرآن وبفارق عظيم يكاد يكون تجاوزه إعجازيا.
وفي مجال القوة الحربية مثلا، ظهور جبهة على جبهة أخرى يعني أن تهزمها وتجردها من كل شوكة ضدها وتثبت هيمنة قوتها الغالبة.
وموجود في القرآن مثلا قوله سبحانه في الآية رقم14 من سورة الصف:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصارا لله كما قال عيسى إبن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله، قال الحواريون نحن أنصار الله، فآمنت طائفة من بني إسرائسل وكفرت طائفة، فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين 14"
ــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ـــــــــــــــــــــ
قوله سبحانه "فأصبحوا ظاهرين" يعني أنهم أصبحوا أقوياء لا يغلبون ولا تقوى الأقوام والشعوب من حولهم على مجابهتهم.
وأن يكون دين الإسلام ظاهرا على كل الأديان هو يعني لغويا إذا أن يكون هو الغالب المهيمن بدون أيها منافس.
وليكتمل مفهوم العبارة لغويا يستوجب الإجابة عن الأسئلة العقلانية المنطقية التالية:
كيف تكون شهادة إنتصاره المهيمن ؟؟؟
هل يكون بالمنظور النظري دون إعتبار البرهان على أرض الواقع ؟؟؟
ما الذي يمكنه من الظهور ؟؟؟
هل يظهر من ذاته ومن فراغ ؟؟؟
أم موجود تقويم يوقع كينونة ظهوره ؟؟؟
وإن كان لكينونة ظهوره تقويم، فمن يخلق هذا التقويم أو من هو خالقه ؟؟؟
هل هو أحد من البشر أو مجموعة من البشر ؟؟؟
أم هو الله خالق الكون كله عز وجل جلاله ؟؟؟
وإن كان من خلق الله، هل هو كامل مكتمل، أم ينقصه شيء ويحتاج إلى البشر ليكملوه ؟؟؟
وأين هو موجود ؟؟؟
وما ماهيته ؟؟؟
وما مجال ظهوره ؟؟؟
ما المجال الذي هو مفترض أن يتبارى فيه ضد خصومه ؟؟؟
وما سلاحه في هذه المنازلة ؟؟؟
ومن هم خصومه ؟؟؟
هل هم الأديان الأخرى أم الذين يدينون بها أم الذي صنعها في الأصل والذي هو إبليس الغرور الغبي الملعون ؟؟؟
وكيف يتجسد على أرض الواقع ظهوره على خصومه ؟؟؟
متى يصح القول أنه فعلا على أرض الواقع ظاهر على خصومه ؟؟؟
وكل الأجوبة عن هذه الأسئلة موجودة في القرآن المجيد وخاصة في الآيات الكريمة التالية التي إستشهدت بها في الكثير من مقالاتي:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيدا 28" س. الفتح.
"يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم، والله متم نوره ولو كره الكافرون 8 هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون 9" س. الصف.
"يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون 32 هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون 33" س. التوبة.
"إذا جاء نصر الله والفتح 1 ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا 2 فسبح بحمد ربك واستغفره، إنه كان توابا 3 " س. النصر.
ـــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ـــــــــــــــــــــــ
يرد في ملخص هذه الأجوبة بسند هذا الذكر الكريم:
1 - أن ظهور الدين الحق على الدين كله له تقويم هو من خلق الله ويتمثل في ظهور كل نور الذكر القرآني المنزل؛
2 - أن ظهور هذا النور الجليل هو للعباد الثقلاء المعنيين به؛
3 - أن خصوم الدين الحق هم في الأصل الأديان المبتدعة وليسوا من يدينون بها، وأن خصمهم في الأصل هو تباعا واحد وهو صانعها إبليس الغرور الغبي الملعون إمام الشر والتضليل؛
4 - أن مجال تباريه هو البينات الإقناعية؛
5 - أن جمهور المنازلة المعني بتلقي هذه البينات وليقضي بتعيين الغالب منها وبتعيين الدين الغالب تباعا هم العباد الثقلاء؛
6 - أن شهادة المنازلة من لدن هذا الجمهور وهو الحكم فيها، وشهادة نتيجتها في ظل حكمه، وشهادة إنتصار الدين الحق من خلال بيناته الغالبة بإقرار من لدنه، من شأنها أن تفضح باطل وضعف كل الأديان الأخرى ومصدرها الشيطاني وسلبياتها المدمرة وأن تجردها تباعا من كل تابعيها وأن تلحقهم بتابعي هذا الدين الغالب؛
7 - أن تجسد غلبة الدين الحق هو إذا من خلال هذه المنازلة وفي شخص هذه النتيجة وبشهادة عقلية وإقرار عقلي من لدن العباد الثقلاء أنفسهم أجمعين؛
8 - أن هذه النتيجة تتمثل إذا في هزم كل الأديان وإزاحتها من الساحة وبقاء الدين الحق وحده مهيمنا بقوة ما لديه من بينات الإقناع الربانية ومستحقا بفضلها الإيمان به واتباعه دون غيره؛
9 - أن متوسط نسبة متبعيه في الوهلة الأولى بعد هذه المنازلة هو كما سبق ذكره 75% من جمهور العباد الثقلاء ملحقة بسيرورة قارة لرقيها في لاحق الزمن؛
10 - أن إسلام المهتدين بهداية القرآن سيكون عموما بجودات إيجابية عالية بفضل كل أزره الرباني في مقابل سابقاتها الأدنى التي قومها فقط الحثيث منه. وإن نسبة هدي الذكر المنزل المستعان به من لدن جمهور المؤمنين في الأزمنة السابقة كلها وإلى حد الآن لأراها لهي لم تفق يوما عشره، ناهيك عن هيمنة السموم الشيطانية في معتقداتهم المنسوبة إلى الله التي تزيد في إنقاص فاعلية نفع هذه النسبة الحثيثة. والله يخبر بهذه الحقيقة في الآية رقم45 من سورة سبأ حيث يقول سبحانه:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما آتيناهم فكذبوا رسلي، فكيف كان نكير 45"
ــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــــ
ولئن عاشت البشرية بفضل تلك النسبة الحثيثة وظلت سيرورة تحضرها قائمة فالمتلقي يمكنه تصور مدى عظمة فضل كل نور القرآن وكل أزر هديه الرباني الجليل.
وإن النتيجة إياها ورقيها الموعودين ليخبر بهما سبحانه الحكيم بإيجاز عظيم في سورة النصر الجامعة. فإسلام أغلب العباد الثقلاء في الوهلة الأولى يخبر به سبحانه بقوله: "ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا". والرقي المسترسل لهذه النسبة يخبر به الحكيم من خلال دعوته الجليلة الموجهة إلى كل من يشهد هذا الحدث العظيم والتي هي دعوة إلى إتباع نهج الداخلين في دين الله أفواجا والإسلام مثلهم والملحقة بوعد تحفيزي عظيم بالغفران لهم كل الذنوب مهما عظمت؛ ناهيك عن آثار إسلام المستجيبين على أرض الواقع التي ستزيد في إجتذاب آخرين بعدهم على مدى الزمن اللاحق. وهؤلاء الذين يدعوهم سبحانه إلى الإلتحاق بأفواج المستجيبين هم بطبيعة الحال من قد يظنون أنهم قد أسرفوا على أنفسهم وافتقدوا الحق في المغفرة. ومضمون السورة هو موجه بالذات إليهم.
وإن عظمة الحدث يومها ليصفه سبحانه عموما بإيجاز وحكمة في هذه السورة الكريمة القصيرة. فهو سبحانه يصفه بحدث يوم النصر الأعظم، وحدث يوم الفتح الأعظم، وحدث يوم التوبة الأعظم، وحدث يوم الصف الأعظم:
هو حدث يوم النصر الأعظم:
1 - من حيث عظمته التي لم تشهد الأرض لها مثيلا قط في الزمن السابق كله بما فيه زمن النبي المصطفى ولن تشهد قبيلها في لاحق الزمن لأنها خالدة، وخالد كل ما يوقعها، وخالد كل ما يوقعه نصر دين الحق على أرض الواقع؛
2 - ومن حيث ميدان الإنتصار الذي تشكله كل بقاع الأرض وليس فقط بعض منها؛
3 - ومن حيث الطرف المنتصر الذي هو في هذه الحالة الإستثنائية يتمثل في دين الله الحق وحده بدون جيوش؛
4 - ومن حيث الطرف المهزوم الذي هو حصرا الغرور الغبي الملعون وليس الجيوش من أهل ديار الغير .
وهو حدث يوم الفتح الأعظم:
1 - من حيث عظمته التي لم تشهد الأرض لها قط مثيلا ولن تشهد قبيلها في لاحق الزمن لأنها خالدة وراقية؛
2 - ومن حيث الطرف الفاتح الذي هو كل نور الله المنزل في شخص جوهره أقله وليس جيوش المؤمنين المجاهدين ولا سيوفهم؛
3 - ومن حيث الجانب المفتوح بسلاح هذا النور الكريم الذي هو عقول العباد الثقلين وليس ديار الشعوب والأقوام؛
4 - ومن حيث الحواجز المزاحة عن سبيل هذا النور الجليل والتي هي ليست حدود الدول وجيوشها وإنما هي حصرا أحجبة هذا العدو الرجيم وباطله كله.
وهو حدث يوم التوبة الأعظم:
1 - من حيث عظمة إتساع بابها يومها وعظمة حجم المغفرة الربانية الموعودة للتائبين على إختلاف أحجام ذنوبهم، واللتين لم تشهد الأرض لهما قط من قبل مثيلا ولن تشهد قبيلهما في لاحق الزمن مادام التائبون هم من مجموع العباد الثقلاء، ومادام الموعود يومها أن يتوب أغلبهم، ومادام الموعود في لاحق الزمن أن يلتحق بهم آخرون باسترسال غير منقطع؛
2 - ومن حيث شمولية جودتها لكل العباد الثقلاء التائبين وسيرورتها الموعودة بفضل عظمة جودة تقويمها الفريد من نوعه حجما وكيفا ونفاذا تباعا؛
3 - ومن حيث عظمة نسبة وعدد التائبين الذين ستشهدهما الأرض لأول مرة والذين سيظلان في رقي مستمر طيلة الزمن اللاحق.
وهو حدث يوم الصف الأعظم:
1 - من حيث عظمة طول وعرض صف الداخلين في دين الله أفواجا في الوهلة الأولى التي لم تشهد الأرض لها قط من قبل مثيلا ولن تشهد قبيلها في لاحق الزمن؛
2 - ومن حيث بقاؤه طيلة الزمن المتبقي مشكلا من لدن التائبين الجدد.
وبشأن الأحداث التي أفضي إليها تنزيل الذكر في الأزمنة السابقة بما فيها زمن النبي محمد، على قارئ القرآن أن يلاحظ:
1* أن وقوعها محصور في الحدود الجغرافية للأقوام والشعوب المعنيين؛
2* أن الله يذكر بشأنها فاعلية الرسل وأتباعهم ميدانيا جهادا بالسيف ضد أعدائهم؛
3* أن زمنها محصور كذلك في حدود زمن التبليغ من لدن الرسل؛
4* أن الله يخبر بأن قلة من الناس هم من صدقوهم واتبعوا هديه المنزل.
وفي مقابل ذلك على قارئ القرآن أن يلاحظ أن الذكر القرآني المعني المذكر به فيه ما يخبر بأنه يخص بالذات العباد الثقلاء في زمن العولمة التامة في المكان والزمان وزمن المصير الواحد تباعا والذي فاتحته هو زمننا المعاصر؛ وأن الأحداث التي يفضي إليها ظهوره:
1 - لا يحصرها سبحانه ذاك الحصر الجغرافي وإنما يذكر عز وجل أنها ستكون بمقياس عالمي؛
2 - ولا يذكر عز وجل فاعلية الرسل وأتباعهم جهادا بالسيف وإنما يذكر عوضهما حصرا فاعلية نوره القرآني وفاعلية كل عباده الثقلاء في شخص أغلبهم أقله في الوهلة الأولى؛
3 - ولا يحصر سبحانه زمنها في عمر قصير لا يفوق عمر الرسل إبان التبليغ وإنما يذكر ضمنيا أنها ذات عمر مديد وخالدة طيلة الزمن المتبقي؛
4 - ولا يخبرسبحانه بأن قلة من الناس من سيتبعون هديه المنزل وإنما يذكر أن أغلبهم من سيفعلون ذلك في الوهلة الأولى وأن عدد المستجيبين سيظل في رقي مستمر كذلك طيلة الزمن المتبقي.
وعلى قارئ القرآن أن يلاحظ كذلك من باب البيان
أن النتيجة العظيمة الجليلة التي يخبر بوقوعها سبحانه في الوهلة الأولى هي ستكون فقط بتقويم الفطرة على الإسلام وبتقويم ظهور كل نوره المنزل. أي أنها ستقوم كفاية بفضل هذا التقويم الثنائي الخلقي منه والمنزل، ودون باقي الفضل اللاحقة فاعليته والمتمثل في فضل إسلام المستجيبين كعبرة لغيرهم وفضل آثاره الطيبة كعامل مغر جذاب. أي أنها ستقوم كما يقوم كل مراد رباني يقول له سبحانه كن فيكون كما أراده أن يكون. وسبحانه قد عبر عن هذه النتيجة بحكمة لما ذكر دخول الناس في دينه أفواجا وعلى أنه حاصل محصل لا ريب فيه، ولما جعلها تقويما إضافيا يضاف إلى ذاك التقويم الثنائي الجليل وجعلها تباعا من تقويم دعوة غيرهم إلى الدخول في دينه الحق على غرارهم . وكذلك إستجابة هؤلاء ستكون في خلال زمن الحدث وفي عمره الأول وستكون إذا بدون فضل الآثار الطيبة على أرض الواقع التي سينتجها في لاحق الزمن إسلام المستجيبين وبالأغلبية التي أقلها 75 بالمائة. ويلاحظ القارئ تباعا أن الله يخبر ضمنيا بأن هذه الآثار الطيبة ستنضم إلى حاصل تقويم دعوته الإسلامية الجليلة الموجهة إلى النسبة الباقية من الناس كما هو الحال في عالم الجن كذلك يقينا. أي هو سبحانه يخبرنا بتفاصيل تقويم كينونة أقوم النتيجة الموعود تحصيلها بقضاء كمال صنعه في خليقة دينه الحق وفي خليقة عباده الثقلاء ملحقة بأزره.
وكذلك من باب البيان على قارئ القرآن
أن يتمعن في أسامي السور الأربعة إياها التي يخبر ذكرها الكريم المعني بحدث اليوم العظيم الموعود الذي هو يوم ظهور دين الحق على الدين كله وتباعا هو يوم النصر الأعظم ويوم الفتح الأعظم ويوم التوبة الأعظم ويوم الصف الأعظم، ويصفه وصفا غنيا جامعا موجزا. فالله الحكيم، الذي لا يذكر في قرآنه المجيد شيئا عبثا ويجعل الكلمة منه مبصرة جامعة من حيث المضمون والدلالة إخبارا وتنويرا وهديا وإملاء، قد جعل لكل سورة من هذه السور إسما يحمل مدلولا من تلك الدلالات الوصفية الأربعة المترابطة بين بعضها. وأن يجعل سبحانه للسور الثلاثة الطويلة المعنية إسم "الفتح" وإسم "التوبة" وإسم "الصف" هو عز وجل يدعو متدبر القرآن إلى البحث في كل سورة منها عن الذكر الذي يوافق مضمون تسميتها، وإلى تدبره باعتباره يشكل لب المخبر به فيها وبطبيعة الحال، وذلك سبيلا لإدراك كل ما يحمله من إخبار ودلالات وتنوير وهدي وإملاء. وللتأكيد على أهمية موضوعها الواحد على مستوى لبها المعني هو الحكيم قد جعل الدلالات الأربعة كلها يحملها وحدها دون غيرها نص سورة واحدة قصيرة حجمها أقل من ثلاثة أسطر، وجعل لها إسما يحمل الدلالة الرابعة الجامعة "النصر" التي تحمل بدورها مفهوم الظهور، وجعلها تباعا تحمل الوصف كله الغني الجامع الموجز. هي سورة النصر الوارد في نصها صريحا لفظ "النصر" ولفظ "الفتح" ولفظ "التوبة"، والوارد فيها ضمنيا لفظ "الصف" في قوله سبحانه "ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا". صدق الله العظيم.
فذاك كله هو ما يعنيه إذا أن يظهر دين الحق على الدين كله لغويا وأيضا بسند المخبر به في القرآن.
وبطبيعة الحال، هو لم يظهر هذا الظهور في سابق الزمن الهجري.
ودلائل هذه الحقيقة تتمثل بتلخيص في:
1 - كون الواقع تاريخيا وحاضرا لا ريحة فيه لشيء من ظهوره الظهور المعلوم معناه لغويا.
2 - كون زمن ظهوره المخبر به في القرآن ضمنيا بقيمة الصريح هو زمن التواصل والإتصال والتوثيق والإعلام وزمن العلم والمعرفة وزمن العولمة التامة في المكان والزمان وزمن المصير الواحد الذي فاتحته هو زمننا المعاصر.
3 - كون ظرف ظهوره في هذا الزمن المخبر به في القرآن هو ظرف جاهلية أخرى تستدعي الخلاص منها بفاعلية نور ذكر "جديد" على غرار كل الجاهليات السابقة، ونحن اليوم نعيش فعلا جاهلية أخرى ختامية. وإن الآية رقم40 من سورة الروم ("ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون") لتخبر جمعا بهاتين الحقيقتين.
4 - كون حقيقة سنة الخلاص من كل جاهلية تبشر بوعد الخلاص من الجاهلية الآنية، وليس بتنزيل تذكير آخر بعد القرآن مادام هو خاتم الرسالات وإنما بأن ينطق هو نفسه يوما بمعارفه الجوهرية التنويرية والبيانية دامغا بها جل ما إعتاد الناس سماعه على أنه من القرآن ومن عند الله وهو في الأصل من عند الشيطان ويحجبها، وحيث الحدث يومها سيكون تباعا بتمام معنى الكلمة حدث قيام تذكير قرآني ثان مخلص.
5 - وكون بيان نسبة الجل من الكل المفترض أن ينطق به القرآن مخلصا حتى يصح القول بقيام تذكير قرآني ثان هو وارد في الحقيقة المطلقة التي تقول أنه لو صح أن نور القرآن ظاهر منه ربعه أقله لظهر الباقي في رحابه ولظهر دين الحق على الدين كله منذ قرون، ولظل ظاهرا حتى اليوم وبطبيعة الحال مادام ظهوره موعود له أن يظل خالدا طيلة الزمن الهجري المتبقي.
((( بلاغ: موجود حديث نبوي شريف قصير وجامع من حيث الإخبار بجل الحقائق المظهرة على مستوى الموضوع الجوهري الذي خضت فيه من خلال 16 مقالا وخاصة منه جانب البشائر المتعلقة بالحدث الجليل إياه الموعود. وهذا الحديث أستشهد به في ختام رسالتي التبليغية ضمن الحجج التاجية العظيمة التي تؤكد صحة كل المخبر به.)))
خلاصة:
على ضوء تفاصيل التذكير والتوضيح المدلى بها فالخلاصة تقول أن دين الإسلام لم يظهر قط من قبل على الدين كله؛ وأن شهادة ظهوره موعودة في لاحق الزمن وبنفس القيمة الموصوفة في هذا المقال بسند القرآن وكذلك بتوافق تام مع منطق العقل على أساس المعلوم عن كمال الله في صنعه والمعلوم عن غايته سبحانه بشأن عباده الثقلين في الحياة الدنيا.
كلمة ودعوة ونداء:
مرة أخرى أبشر بأن أجل ظهور الدين الحق على الدين كله قد أزف، وأنني أقول بهذه البشرى عن يقين مطلق وعلى أساس العلم القرآني الجوهري الذي ألممت به كله وزيادة والذي مصيره قريبا أن يبلغ عقول كل العباد الثقلين وأن ينفذ في قلوب أغلبهم أقله في الوهلة الأولى. ولم يبق أيها حاجز يذكر إلا حاجزا غريبا لم أتوقع وجوده. فأنا أسعى بدون جدوى منذ أكثر من ثلاث سنوات من أجل إلقاء رسالتي التبليغية رسميا على الفقهاء و"العلماء" لينظروا فيها ويتدبروها وليصادقوا على ما يرونه من الحق فعلا وليردوا منها ما يرونه قابلا للرد إن يجدوه لأنني مستيقن من كونهم سيصادقون على الكل بإجماع الجل من الكل أقله. وما إحجامي عن نشرها من ذات نفسي وإصراري في المقابل على هذا النهج قبل ذلك إلا إعترافا بمقامهم وتقديرا من لدني لدورهم الحيوي في مسألة التبليغ وفي إيقاع ذاك الحدث تباعا بنفس الجودة الموصوفة التي أرادها سبحانه أن تكون وقومها بتمام الكمال لتكون. ومتدبر رسالتي التبليغية وبشهادة ما أدليت به منها إلى حد الآن لن يجد فيها بالقطع شيئا يمس دين الإسلام بسوء أو يضر بأهل القرآن أو بغيرهم؛ ولن يجد فيها إلا ما لا يعجب إبليس وحده الغرور الغبي الملعون، وما يهدم كل بنيان سعيه الشيطاني المشيد إلى حد الآن عاليا شامخا، وما يحول دون إمكانية بناء شيء منه جديد ويحبطه مسبقا في ذلك إحباطا عظيما لم يشهد له قط من قبل مثيلا. والحاجز إياه هو إذا يتمثل في سلبية رد فعل الفقهاء و"العلماء" في شخص من علموا بقضيتي الجليلة إلى حد الآن، والذي هو رد بالصمت التام الغريب الذي لا يقبله منطق العقل ولا رب العالمين عز وجل جلاله.
فيا أيها الأعضاء ويا أيها القراء، رجاء أخبروا من حولكم من الفقهاء و"العلماء" بقضيتي وبما أدعيه وكذلك بالتحدي الحبي البناء الذي ألقيه عليهم أجمعين كي ينازلني منهم من لا يصدق مبدئيا ويدعي أن ما لديه من المعرفة الفقهية بشأن الدين وأنوار القرآن هو الصحيح وغير قابل للطعن فيه بالححج الربانية الدامغة. أدعوهم من فضلكم إلى موقعكم هذا الشيق ليطلعوا من خلاله على مقالاتي ولينازلوني أقله بشأن مضامينها التبليغية التي هي الآن جد وافرة. أناشدكم بالله أن تستجيبوا. وإن الإستجابة لهي من الواجب عليكم في دين الله الذي تؤمنون به، ومن الواجب أقله بقدر ما بلغ عقولكم من بينات الإقناع والتصديق. واعلموا أن صحة المعلومة الواحدة من بين ما أبلغ به لتستدعي أخذها بعين الإعتبار وإيقاع ما تملي به من إصلاح تباعا؛ وأن الأمر لا يتعلق بهذه الحالة ولا ببعض منها عددا وإنما هو يتعلق بحجم وافر منها يكاد لا يحصى، وهو بذلك جد جليل وجد عظيم تماما بالقيمة العظيمة التي أصفها وأخبر بها. وإني لأقسم بالله العلي العظيم على كل ما أقول وعلى صحة كل ما أبشر به، وأقسم على ذلك كله مرات بلا حصر. وكفاكم الله علي شهيدا رقيبا حسيبا. هو سبحانه كفيل بنصر الحق وبإبطال الباطل مهما كان حجمه ومهما كان صاحبه. فتوكلوا عليه عز وجل جلاله وعلى ما أبصرتم من الحق فيما أبلغ به، واستجيبوا لي فيما أدعوكم إليه طيبا لا خبث فيه، واتركوا الباقي له سبحانه ليقضي فيه.
((إشارة: عمر سعيي هو الآن في سنته الثامنة!!!))
-----------------------------------
"الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب"
صدق الله العظيم
أبوخالد سليمان،
الحجيج بالقرآن والغالب المنصور بالله تباعا في رحاب المحاججة ضد كل الفقهاء و"العلماء" ومواليهم بشأن جل ما يقولون به ويبلغون به على أنه من عند الله وهو في الأصل ليس من عند الله وإنما هو من عند الشيطان يناصره مناصرة عظيمة ليس لها مثيل.
------------------------------------
أنصروا الله لصالح أنفسكم وكل الناس ولا تناصروا رزمة من الناس والشيطان ضد الله وأنفسكم وكل الناس
-----------------------------------
"الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب"
صدق الله العظيم
أبوخالد سليمان،
الحجيج بالقرآن والغالب المنصور بالله تباعا في رحاب المحاججة ضد كل الفقهاء و"العلماء" ومواليهم بشأن جل ما يقولون به ويبلغون به على أنه من عند الله وهو في الأصل ليس من عند الله وإنما هو من عند الشيطان يناصره مناصرة عظيمة ليس لها مثيل.
------------------------------------
أنصروا الله لصالح أنفسكم وكل الناس ولا تناصروا رزمة من الناس والشيطان ضد الله وأنفسكم وكل الناس