.
ــــــــــــ منقول من موقعي التبليغي البياني الأول ــــــــــــ
المقال رقم8
إلى أهل القرآن
حدث القرن21 بامتياز
***** هام جدا وجاد جدا *****
عن عجب قولنا الفقهي ب"فقه الإختلاف"
وعن عجب الرأي الفقهي فيما يستند إليه قرآنا
إشارة:
هذا المقال هو رد على موضوع منقول عرض في إحدى المنتديات "الإسلامية" الإلكترونية تحت عنوان "من فقه الإختلاف". فهو رد بالتالي على الرأي الفقهي المنقول في هذا الموضوع. وهذا الموضوع منقول في خانة الردود.
نص المقال
من عيوبنا نحن أهل القرآن أننا أدخلنا التفلسف حتى في الحديث عن الثوابت فجردناها من صفة الثبات ومنحناها صفة الفلسفة التي لا ثوابت فيها ولا تستقر على شيء من الثوابت. ودين الإسلام من حيث خليقته وبسند تعريفه القرآني هو من الثوابت كما هو معلوم وكما هي الحقيقة التي نرددها كثيرا في خطاباتنا التبليغية وقبيلها؛ وقد خضنا فيه بالتفلسف وجردناه من صفة الثبات بجودة عالية، وحيث من أعظم الدلائل التاجية على هذه الحقيقة أننا نقول بالفلسفة الإسلامية التي جعلناها شعبة من شعب العلوم الدينية والثقافية التي تدرس في مدارس التعليم الثانوي والمعاهد والجامعات. واللغة من حيث معاني كلماتها المعلومة هي كذلك من الثوابت؛ وقد رمينا بها كذلك في رحاب الفلسفة وجردناها من صفة الثبات وجعلنا الكلمة بعد إضعافها بهذا الفعل تحت رحمة أهوائنا، وجعلنا بذلك اليقين في فهم بعضنا بعيد المنال ومنحنا بعضنا من أجل ذلك أيضا متسعا من المخارج الفلسفية اللغوية المبتكرة. ومادام للفيلسوف مقام فقد حفزنا على ذلك أيضا بجودة عالية مادام الإبتكار في هذا الإتجاه يمنح الشهرة.
وعن كلمتي "الإختلاف" و"الخلاف"، فهما ما يزالان في قاموس اللغة العربية الفصحى يحتفظان بمدلوليها الصحيحين. بل هما في ذاكراتنا وننكرهما من شدة بلاء الفلسفة وعظمة هوى الخوض فيها من أجل إختلاف الشهرة ومهما كان الثمن الذي غالبا ما يكون خلافا. فقد إبتكرنا كما هو معلوم مثلا نقول فيه "خالف تعرف"؛ وليقع الخلاف وجب إبتكار الإختلاف. وقد ذكرت إذا بالمدلول المعلوم بشأن كل من هاتين الكلمتين من خلال هذه الجملة مثالا وهذا المثل المعلوم، وذكرت كذلك بتعريف ماهية ذاك العيب وماهية أصله وماهية إنتاجيته.
فالإختلاف يكون في الصفات والمواصفات بمعنى عدم التطابق وعدم التشابه، ولا يكون بين شخصين إلا من خلالها. فلا نقول مثلا "موجود إختلاف بين فلان وفلان" ونقفل الجملة؛ بل يستوجب دوما تحديد موضوع الإختلاف أقله أو الزيادة بذكر مضمونه الذي يستوفي التعريف به إلا إن ورد ذلك قبلها. وهو بذلك يكون في الأصل بين الشيئين وليس بين العاقلين. فعوض القول مثلا "موجود إختلاف بين فلان وفلان في الرأي حول تعريف الذرة " يستوجب القول في الأصل "موجود إختلاف بين رأي فلان وبين رأي فلان بشأن تعريف الذرة".
والخلاف يكون بين طرف عاقل وبين طرف آخر من قبيله وبمعنى التعارض وعدم الإتفاق وعدم التوافق في الرأي أو الحكم والقضاء أو القرار بشأن موضوع معين أو قضية معينة. ويجوز الإكتفاء بالقول "موجود خلاف بين فلان وفلان" وإقفال الجملة بنقطة وتعليق التعريف به مادام الخبر بذلك يكون كاملا من حيث صلبه النحوي.
و"الإختلاف" هو "الإختلاف" بالمعنى المعلوم المذكر به، ولا يحمل في حد ذاته لغويا ما يجعله يحمل عدة معاني؛ والسياق الذي يذكر فيه هو الذي يلحقه بصفة من الصفات كأن يكون محمودا أو مذموما أو جامعا بين المحمود والمذموم أو طفيفا في هاتين الصفتين الأساسيتين المتناقضتين أو نسبيا ... إلخ. وكذلك الأمر بالنسبة ل"الخلاف". ونحن بتلك الفعلة قد جعلناهما في الهوى يسبحان ولا يرسوان إلا حيثما نشاء حاملين ما نشاء من المعاني وكل على شاكلته يفعل بقدر حاجته وبقدر وسع جهده. فجعلنا كلا منهما يحمل عدة دلالات تريح أنفسنا فيما مالت إليه أهواؤها عن غير حق. والطبق الذي نستره ونود أن يبقى مستورا هو خلافنا فيما لا يحق الخلاف فيه. هو خلافنا من حيث الإيمان بشأن الثوابت الربانية التي زاد ربنا سبحانه ذو الكمال في تثبيتها بالقرآن الذي هو كذلك من الثواب تذكيرا وبيانا وتفصيلا لكل شيء، فصارت بذلك ثوابت ربانية قرآنية دامغة بالنفاذ. ولم ينفع ذلك معنا وأبقينا الطبق مستورا بأهوائنا وفعلتنا بأمر من لدنها حيث حشرنا القرآن كذلك في هوى الفلسفة والتفلسف. غريب أمرنا والله غريب !!!
ومن دلائل عظمة إبداعنا الفلسفي المعاب عليه ما ذكر أن روادنا فيه رجال الدين و"العلماء" "ورثة الأنبياء" قالوا أن الإختلاف في فهم القرآن رحمة !!! ومن ولائنا الأعمى لهم نحن عامة أهل القرآن المغلف بالقدسية الدينية أننا قبلنا أن ينحصر الحق في الخلاف بينهم بتقويم إختلاف فهمهم له حكرا عليهم رحمة بنا أجمعين !!! غريب أمرنا والله غريب !!!
وكذلك من دلائل هذه العظمة أنهم إبتكروا من قبل تقويم كينونة هذا الإختلاف وبغرابة عظيمة كذلك لما قالوا عن كتاب الله ذي الكمال المحفوظ في ألواح، الذي قال عنه سبحانه أنه مشروح بذاته ومبين ومفصل فيه تبيان كل شيء وفيه من كل شيء مثلا ولا يوجد فيه أيها فتور ولا إعوجاج ولا إختلاف ولو بحجم الذرة، أنه يحتمل أكثر من معنى !!!
ولتشبيه فعلتنا وحالنا بها أننا تركنا الطريق المستقيم الذي يرشدنا إليه سبحانه ورمينا أنفسنا في متاهات صنعناها بأنفسنا وقلنا أنها هي الطريق المستقيم الذي يرشدنا إليه عز وجل جلاله، وصرنا نبحث عن مخرج منها عبثا من شدة إتقاننا لصنعها، ولما إستقر حالنا فيها قلنا أن الإختلاف بشأن تحديد وجهة المخرج الذي لا أثر له فيها هو من رحمة الله !!! عجيب فعلا ومن العجاب أمرنا يا أهل القرآن وأهل التبليغ.
وكذلك من التمويهات المغلفة ب"سمة الحكمة الربانية" أن يقول الفقهاء و"العلماء" التابعون والأحياء منهم خاصة أن الإختلاف بين "العلماء الأئمة" في فهم القرآن لم يخلق بينهم خلافا ولا أيتها عدوانية وأنهم ظلوا يقدرون ويمجدون ويحبون بعضهم. ولئن هم من مقامهم تمكنوا من ذلك، هل ضمنوا للعامة من أهل القرآن أن يتبنوا نفس رد فعلهم ببرودة دم وروية ؟؟؟ بالطبع لا؛ ولا يستطيعون مهما فعلوا. والنتيجة المحتومة التي قوموها بخلافهم واختلاف آرائهم هي التفرقة في الدين الواحد التوحيدي والتفرقة تباعا بين أهل القرآن اللتان ظلتا على مدى الزمان تزدهران بقوة أكثر فأكثر.
ومن عظمة غرابة أمرنا أننا مازلنا نقول أن ذاك الإختلاف رحمة من عند الله إفتراء بذلك عظيما عليه سبحانه وبعمر عريق !!!
وكذلك من عظمة غرابة أمرنا أننا صرنا نتفنن كذلك بالفلسفة اللغوية في الإعتراف بباطل نهجنا وباطل إنتاجيته. فقد إبتكرنا عبارة "فقه الإختلاف" نصرح فيها بالباطل المقترف نهجا، ونتبارى في ترديدها ونتباهى بترديدها وعلى أن ذلك من البصيرة والحكمة والمعرفة الراقية. فالإختلاف قد جعلناه فقها نتفقه فيه وننتج الكثير منه ومن تعريفاته ونبدع في رحابه ونؤلف بذلك الكتب والمجلدات نشتهر بها ونزيد بها في صقل تلك المتاهات التضليلية وفي إتساع بحورها !!!
وقد حرف بطبيعة الحال تباعا الفقهاء و"العلماء" فهم الكثير من الذكر الكريم بإملاء مجموع المعتقدات الفقهية الباطلة الكثيرة التي ذكر أعلاه أشدها ضراوة، وكذلك بإملاء الحاجة إلى سند رباني قرآني يوقع مصداقيتها غصبا على أنها من عند الله. وعلاقة بالقول أن إختلاف "العلماء" في فهم القرآن رحمة قد شاع الإستناد إلى قوله سبحانه في الآية رقم118 من سورة هود، كما هو الحال أيضا في ذاك الموضوع الفقهي المنقول محتواه:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة، ولا يزالون مختلفينَ إلا من رحم ربك، ولذلك خلقهم، وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعينَ"
ـــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــ
قد بحث بطبيعة الحال الفقهاء و"العلماء" عن سند قرآني لإثبات صحة ذاك الذي يقولون به وأملت به عليهم "الأحاديث" الدخيلة فوجدوه في شخص قوله "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة" وفي شخص قوله عز وجل جلاله "ولا يزالون مختلفين"، وفي قوله سبحانه "ولذلك خلقهم". وهم بذلك قد ربطوا بين هذا الذكر الثلاثي وحذفوا طرفه الرابع المتمثل في قوله عز وجل جلاله "إلا من رحم ربك"، وحذفوا كذلك طرفه الخامس المتمثل في قوله سبحانه "وتمت كلمة ربك لأملأن جنهم من الجنة والناس أجمعينَ". وكلا من الطرفين المحذوفين يحمل بطبيعة الحال مفتاح الشرح الصحيح الواضح أصلا بذاته إستنادا إلى المعلوم الكثير من الذكر الكريم بشأن تعريف ماهية إمتحان الحياة الدنيا وتعريف عيوب الإنسان فيها وتعريف الغاية من تنزيل الهدي الرباني.
وأما عن الشرح الصحيح الواضح أصلا بذاته وزيادة بسند المعلوم المذكر به أعلاه، فهو يقول أن الله يذكر في الآية المعنية خلاف الناس على أنه واجهة من عيوبهم ومن تبعات عيوبهم. وفي شخص قوله عز وجل "ولا يزالون مختلفين" هو سبحانه الحكيم يخبرنا بأن الخلاف وتقويم كينونته سيظلان قائمين إن لا نتبع هديه المنزل الذي يقول عنه عز وجل جلاله كما هو معلوم أنه موحد ورحمة؛ ولذلك أتبع سبحانه هذا الذكر الجليل بقوله الكريم "إلا من رحم ربك". وفي شخص قوله سبحانه "ولذلك خلقهم" هو عز وجل لا يقصد خلقهم مختلفين وإنما يقصد رحمته المنزلة المخلصة من خلافاتهم ومن عيوبهم؛ وهو بذلك ذكر كريم متصل بقوله سبحانه "إلا من رحم ربك" وقطعا ليس بغيره. أي أن غايته سبحانه من خلقهم هي إخراجهم من ظلمات الخلاف العقائدي وتبعاته إلى نور ورحاب دين الإسلام الواحد التوحيدي الموحد المخلص. أي أن غايته سبحانه أن يخرجهم من الظلمات إلى النور كما هو معلوم. والخلاف المقصود بذاته إذا دون غيره هو بطبيعة الحال الخلاف بشأن ماهية تعريف الدين الرباني الحق وبشأن سبيل الصراط المستقيم. هو بشأن الثوابت كما سبق ذكره. وكذلك من بين الموجود في شرحهم الفقهي نفسه ويطعن فيه إستنادهم إلى قوله سبحانه "ولا يزالون مختلفين". فهذا الشرح المتقول به يعني إذا أن الذين يظلون مختلفين بشأن هذه الثوابت لم يرحمهم ربهم !!!
والعياذ بالله. وكما ذكرت إذا، فقوله سبحانه "إلا من رحم ربك" هو مفتاح الشرح الصحيح المثبت بالحق الدامغ منطقه الذي يجعله لا يرد.
وأما عن قوله سبحانه "وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين"َ فهو يرد المتدبر إلى مجموع ذاك المعلوم القرآني المذكر به أعلاه وإلى صحيح الفهم للذكر الكريم الذي يسبقه في حدود الآية الجليلة المعنية. فكل ذاك الشرح الفقهي هو مردود بالتمام والكمال بحضرته؛ بل هو يرده ويدمغه دمغا عظيما. فهو وعيد عظيم بين ساطع ويفرض على من تاه عن الشرح الصحيح لكل الآية وضع السؤال:
من هم الذين يتوعدهم الله بعقاب جهنم وما شرط إستحقاقه ؟؟؟
فهل هم الذين يظلون مختلفين بدعوى أن ذلك محتوم ومن رحمة الله ؟؟؟
أم هم الذين يظلون مختلفين لأنهم رفضوا رحمة الله المنزلة في شخص هديه المنزل الموحد المخلص الذي لم يتبعوه ؟؟؟
والجواب هو بين أيها القارئ ويا أيها الفقيه ويا أيها "العالم". وكما ذكرت، فإن الطرف الخامس من الآية يشكل فعلا مفتاحا آخر لإدراك شرحها الصحيح لمن تعذر عليه ذلك في الوهلة الأولى.
وكذلك من غرابة رأيهم الفقهي فيما يستندون إليه إستنادهم أيضا إلى قوله سبحانه في الآية رقم21 من سورة الروم كما هو وراد أيضا ضمن محتويات الموضوع الفقهي المنقول المعني:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ"
ـــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ـــــــــــــــــــــ
وأقول بغرابته في الإستناد إلى هذه الآية الكريمة لأنها لا تدل على شيء بالقطع مما يبتغون إشهادها عليه لا من قريب ولا من بعيد. فما تذكره هو له علاقة باختلاف ألسنة الناس وألوانهم، ولا علاقة له بتاتا بموضوع الخلاف والتفرقة في الدين وبموضوع الإختلاف في فهم معارف وهدي الذكر المنزل.
(( تذكير: النص الفقهي المعني موجود في خانة الردود))
-----------------------------------
"الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب"
صدق الله العظيم
أبوخالد سليمان،
الحجيج بالقرآن والغالب المنصور بالله تباعا في رحاب المحاججة ضد كل الفقهاء و"العلماء" ومواليهم بشأن جل ما يقولون به ويبلغون به على أنه من عند الله وهو في الأصل ليس من عند الله وإنما هو من عند الشيطان يناصره مناصرة عظيمة ليس لها مثيل.
------------------------------------
أنصروا الله لصالح أنفسكم وكل الناس ولا تناصروا رزمة من الناس والشيطان ضد الله وأنفسكم وكل الناس
ــــــــــــ منقول من موقعي التبليغي البياني الأول ــــــــــــ
المقال رقم8
إلى أهل القرآن
حدث القرن21 بامتياز
***** هام جدا وجاد جدا *****
عن عجب قولنا الفقهي ب"فقه الإختلاف"
وعن عجب الرأي الفقهي فيما يستند إليه قرآنا
إشارة:
هذا المقال هو رد على موضوع منقول عرض في إحدى المنتديات "الإسلامية" الإلكترونية تحت عنوان "من فقه الإختلاف". فهو رد بالتالي على الرأي الفقهي المنقول في هذا الموضوع. وهذا الموضوع منقول في خانة الردود.
نص المقال
من عيوبنا نحن أهل القرآن أننا أدخلنا التفلسف حتى في الحديث عن الثوابت فجردناها من صفة الثبات ومنحناها صفة الفلسفة التي لا ثوابت فيها ولا تستقر على شيء من الثوابت. ودين الإسلام من حيث خليقته وبسند تعريفه القرآني هو من الثوابت كما هو معلوم وكما هي الحقيقة التي نرددها كثيرا في خطاباتنا التبليغية وقبيلها؛ وقد خضنا فيه بالتفلسف وجردناه من صفة الثبات بجودة عالية، وحيث من أعظم الدلائل التاجية على هذه الحقيقة أننا نقول بالفلسفة الإسلامية التي جعلناها شعبة من شعب العلوم الدينية والثقافية التي تدرس في مدارس التعليم الثانوي والمعاهد والجامعات. واللغة من حيث معاني كلماتها المعلومة هي كذلك من الثوابت؛ وقد رمينا بها كذلك في رحاب الفلسفة وجردناها من صفة الثبات وجعلنا الكلمة بعد إضعافها بهذا الفعل تحت رحمة أهوائنا، وجعلنا بذلك اليقين في فهم بعضنا بعيد المنال ومنحنا بعضنا من أجل ذلك أيضا متسعا من المخارج الفلسفية اللغوية المبتكرة. ومادام للفيلسوف مقام فقد حفزنا على ذلك أيضا بجودة عالية مادام الإبتكار في هذا الإتجاه يمنح الشهرة.
وعن كلمتي "الإختلاف" و"الخلاف"، فهما ما يزالان في قاموس اللغة العربية الفصحى يحتفظان بمدلوليها الصحيحين. بل هما في ذاكراتنا وننكرهما من شدة بلاء الفلسفة وعظمة هوى الخوض فيها من أجل إختلاف الشهرة ومهما كان الثمن الذي غالبا ما يكون خلافا. فقد إبتكرنا كما هو معلوم مثلا نقول فيه "خالف تعرف"؛ وليقع الخلاف وجب إبتكار الإختلاف. وقد ذكرت إذا بالمدلول المعلوم بشأن كل من هاتين الكلمتين من خلال هذه الجملة مثالا وهذا المثل المعلوم، وذكرت كذلك بتعريف ماهية ذاك العيب وماهية أصله وماهية إنتاجيته.
فالإختلاف يكون في الصفات والمواصفات بمعنى عدم التطابق وعدم التشابه، ولا يكون بين شخصين إلا من خلالها. فلا نقول مثلا "موجود إختلاف بين فلان وفلان" ونقفل الجملة؛ بل يستوجب دوما تحديد موضوع الإختلاف أقله أو الزيادة بذكر مضمونه الذي يستوفي التعريف به إلا إن ورد ذلك قبلها. وهو بذلك يكون في الأصل بين الشيئين وليس بين العاقلين. فعوض القول مثلا "موجود إختلاف بين فلان وفلان في الرأي حول تعريف الذرة " يستوجب القول في الأصل "موجود إختلاف بين رأي فلان وبين رأي فلان بشأن تعريف الذرة".
والخلاف يكون بين طرف عاقل وبين طرف آخر من قبيله وبمعنى التعارض وعدم الإتفاق وعدم التوافق في الرأي أو الحكم والقضاء أو القرار بشأن موضوع معين أو قضية معينة. ويجوز الإكتفاء بالقول "موجود خلاف بين فلان وفلان" وإقفال الجملة بنقطة وتعليق التعريف به مادام الخبر بذلك يكون كاملا من حيث صلبه النحوي.
و"الإختلاف" هو "الإختلاف" بالمعنى المعلوم المذكر به، ولا يحمل في حد ذاته لغويا ما يجعله يحمل عدة معاني؛ والسياق الذي يذكر فيه هو الذي يلحقه بصفة من الصفات كأن يكون محمودا أو مذموما أو جامعا بين المحمود والمذموم أو طفيفا في هاتين الصفتين الأساسيتين المتناقضتين أو نسبيا ... إلخ. وكذلك الأمر بالنسبة ل"الخلاف". ونحن بتلك الفعلة قد جعلناهما في الهوى يسبحان ولا يرسوان إلا حيثما نشاء حاملين ما نشاء من المعاني وكل على شاكلته يفعل بقدر حاجته وبقدر وسع جهده. فجعلنا كلا منهما يحمل عدة دلالات تريح أنفسنا فيما مالت إليه أهواؤها عن غير حق. والطبق الذي نستره ونود أن يبقى مستورا هو خلافنا فيما لا يحق الخلاف فيه. هو خلافنا من حيث الإيمان بشأن الثوابت الربانية التي زاد ربنا سبحانه ذو الكمال في تثبيتها بالقرآن الذي هو كذلك من الثواب تذكيرا وبيانا وتفصيلا لكل شيء، فصارت بذلك ثوابت ربانية قرآنية دامغة بالنفاذ. ولم ينفع ذلك معنا وأبقينا الطبق مستورا بأهوائنا وفعلتنا بأمر من لدنها حيث حشرنا القرآن كذلك في هوى الفلسفة والتفلسف. غريب أمرنا والله غريب !!!
ومن دلائل عظمة إبداعنا الفلسفي المعاب عليه ما ذكر أن روادنا فيه رجال الدين و"العلماء" "ورثة الأنبياء" قالوا أن الإختلاف في فهم القرآن رحمة !!! ومن ولائنا الأعمى لهم نحن عامة أهل القرآن المغلف بالقدسية الدينية أننا قبلنا أن ينحصر الحق في الخلاف بينهم بتقويم إختلاف فهمهم له حكرا عليهم رحمة بنا أجمعين !!! غريب أمرنا والله غريب !!!
وكذلك من دلائل هذه العظمة أنهم إبتكروا من قبل تقويم كينونة هذا الإختلاف وبغرابة عظيمة كذلك لما قالوا عن كتاب الله ذي الكمال المحفوظ في ألواح، الذي قال عنه سبحانه أنه مشروح بذاته ومبين ومفصل فيه تبيان كل شيء وفيه من كل شيء مثلا ولا يوجد فيه أيها فتور ولا إعوجاج ولا إختلاف ولو بحجم الذرة، أنه يحتمل أكثر من معنى !!!
ولتشبيه فعلتنا وحالنا بها أننا تركنا الطريق المستقيم الذي يرشدنا إليه سبحانه ورمينا أنفسنا في متاهات صنعناها بأنفسنا وقلنا أنها هي الطريق المستقيم الذي يرشدنا إليه عز وجل جلاله، وصرنا نبحث عن مخرج منها عبثا من شدة إتقاننا لصنعها، ولما إستقر حالنا فيها قلنا أن الإختلاف بشأن تحديد وجهة المخرج الذي لا أثر له فيها هو من رحمة الله !!! عجيب فعلا ومن العجاب أمرنا يا أهل القرآن وأهل التبليغ.
وكذلك من التمويهات المغلفة ب"سمة الحكمة الربانية" أن يقول الفقهاء و"العلماء" التابعون والأحياء منهم خاصة أن الإختلاف بين "العلماء الأئمة" في فهم القرآن لم يخلق بينهم خلافا ولا أيتها عدوانية وأنهم ظلوا يقدرون ويمجدون ويحبون بعضهم. ولئن هم من مقامهم تمكنوا من ذلك، هل ضمنوا للعامة من أهل القرآن أن يتبنوا نفس رد فعلهم ببرودة دم وروية ؟؟؟ بالطبع لا؛ ولا يستطيعون مهما فعلوا. والنتيجة المحتومة التي قوموها بخلافهم واختلاف آرائهم هي التفرقة في الدين الواحد التوحيدي والتفرقة تباعا بين أهل القرآن اللتان ظلتا على مدى الزمان تزدهران بقوة أكثر فأكثر.
ومن عظمة غرابة أمرنا أننا مازلنا نقول أن ذاك الإختلاف رحمة من عند الله إفتراء بذلك عظيما عليه سبحانه وبعمر عريق !!!
وكذلك من عظمة غرابة أمرنا أننا صرنا نتفنن كذلك بالفلسفة اللغوية في الإعتراف بباطل نهجنا وباطل إنتاجيته. فقد إبتكرنا عبارة "فقه الإختلاف" نصرح فيها بالباطل المقترف نهجا، ونتبارى في ترديدها ونتباهى بترديدها وعلى أن ذلك من البصيرة والحكمة والمعرفة الراقية. فالإختلاف قد جعلناه فقها نتفقه فيه وننتج الكثير منه ومن تعريفاته ونبدع في رحابه ونؤلف بذلك الكتب والمجلدات نشتهر بها ونزيد بها في صقل تلك المتاهات التضليلية وفي إتساع بحورها !!!
وقد حرف بطبيعة الحال تباعا الفقهاء و"العلماء" فهم الكثير من الذكر الكريم بإملاء مجموع المعتقدات الفقهية الباطلة الكثيرة التي ذكر أعلاه أشدها ضراوة، وكذلك بإملاء الحاجة إلى سند رباني قرآني يوقع مصداقيتها غصبا على أنها من عند الله. وعلاقة بالقول أن إختلاف "العلماء" في فهم القرآن رحمة قد شاع الإستناد إلى قوله سبحانه في الآية رقم118 من سورة هود، كما هو الحال أيضا في ذاك الموضوع الفقهي المنقول محتواه:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة، ولا يزالون مختلفينَ إلا من رحم ربك، ولذلك خلقهم، وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعينَ"
ـــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــ
قد بحث بطبيعة الحال الفقهاء و"العلماء" عن سند قرآني لإثبات صحة ذاك الذي يقولون به وأملت به عليهم "الأحاديث" الدخيلة فوجدوه في شخص قوله "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة" وفي شخص قوله عز وجل جلاله "ولا يزالون مختلفين"، وفي قوله سبحانه "ولذلك خلقهم". وهم بذلك قد ربطوا بين هذا الذكر الثلاثي وحذفوا طرفه الرابع المتمثل في قوله عز وجل جلاله "إلا من رحم ربك"، وحذفوا كذلك طرفه الخامس المتمثل في قوله سبحانه "وتمت كلمة ربك لأملأن جنهم من الجنة والناس أجمعينَ". وكلا من الطرفين المحذوفين يحمل بطبيعة الحال مفتاح الشرح الصحيح الواضح أصلا بذاته إستنادا إلى المعلوم الكثير من الذكر الكريم بشأن تعريف ماهية إمتحان الحياة الدنيا وتعريف عيوب الإنسان فيها وتعريف الغاية من تنزيل الهدي الرباني.
وأما عن الشرح الصحيح الواضح أصلا بذاته وزيادة بسند المعلوم المذكر به أعلاه، فهو يقول أن الله يذكر في الآية المعنية خلاف الناس على أنه واجهة من عيوبهم ومن تبعات عيوبهم. وفي شخص قوله عز وجل "ولا يزالون مختلفين" هو سبحانه الحكيم يخبرنا بأن الخلاف وتقويم كينونته سيظلان قائمين إن لا نتبع هديه المنزل الذي يقول عنه عز وجل جلاله كما هو معلوم أنه موحد ورحمة؛ ولذلك أتبع سبحانه هذا الذكر الجليل بقوله الكريم "إلا من رحم ربك". وفي شخص قوله سبحانه "ولذلك خلقهم" هو عز وجل لا يقصد خلقهم مختلفين وإنما يقصد رحمته المنزلة المخلصة من خلافاتهم ومن عيوبهم؛ وهو بذلك ذكر كريم متصل بقوله سبحانه "إلا من رحم ربك" وقطعا ليس بغيره. أي أن غايته سبحانه من خلقهم هي إخراجهم من ظلمات الخلاف العقائدي وتبعاته إلى نور ورحاب دين الإسلام الواحد التوحيدي الموحد المخلص. أي أن غايته سبحانه أن يخرجهم من الظلمات إلى النور كما هو معلوم. والخلاف المقصود بذاته إذا دون غيره هو بطبيعة الحال الخلاف بشأن ماهية تعريف الدين الرباني الحق وبشأن سبيل الصراط المستقيم. هو بشأن الثوابت كما سبق ذكره. وكذلك من بين الموجود في شرحهم الفقهي نفسه ويطعن فيه إستنادهم إلى قوله سبحانه "ولا يزالون مختلفين". فهذا الشرح المتقول به يعني إذا أن الذين يظلون مختلفين بشأن هذه الثوابت لم يرحمهم ربهم !!!
والعياذ بالله. وكما ذكرت إذا، فقوله سبحانه "إلا من رحم ربك" هو مفتاح الشرح الصحيح المثبت بالحق الدامغ منطقه الذي يجعله لا يرد.
وأما عن قوله سبحانه "وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين"َ فهو يرد المتدبر إلى مجموع ذاك المعلوم القرآني المذكر به أعلاه وإلى صحيح الفهم للذكر الكريم الذي يسبقه في حدود الآية الجليلة المعنية. فكل ذاك الشرح الفقهي هو مردود بالتمام والكمال بحضرته؛ بل هو يرده ويدمغه دمغا عظيما. فهو وعيد عظيم بين ساطع ويفرض على من تاه عن الشرح الصحيح لكل الآية وضع السؤال:
من هم الذين يتوعدهم الله بعقاب جهنم وما شرط إستحقاقه ؟؟؟
فهل هم الذين يظلون مختلفين بدعوى أن ذلك محتوم ومن رحمة الله ؟؟؟
أم هم الذين يظلون مختلفين لأنهم رفضوا رحمة الله المنزلة في شخص هديه المنزل الموحد المخلص الذي لم يتبعوه ؟؟؟
والجواب هو بين أيها القارئ ويا أيها الفقيه ويا أيها "العالم". وكما ذكرت، فإن الطرف الخامس من الآية يشكل فعلا مفتاحا آخر لإدراك شرحها الصحيح لمن تعذر عليه ذلك في الوهلة الأولى.
وكذلك من غرابة رأيهم الفقهي فيما يستندون إليه إستنادهم أيضا إلى قوله سبحانه في الآية رقم21 من سورة الروم كما هو وراد أيضا ضمن محتويات الموضوع الفقهي المنقول المعني:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ"
ـــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ـــــــــــــــــــــ
وأقول بغرابته في الإستناد إلى هذه الآية الكريمة لأنها لا تدل على شيء بالقطع مما يبتغون إشهادها عليه لا من قريب ولا من بعيد. فما تذكره هو له علاقة باختلاف ألسنة الناس وألوانهم، ولا علاقة له بتاتا بموضوع الخلاف والتفرقة في الدين وبموضوع الإختلاف في فهم معارف وهدي الذكر المنزل.
(( تذكير: النص الفقهي المعني موجود في خانة الردود))
-----------------------------------
"الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب"
صدق الله العظيم
أبوخالد سليمان،
الحجيج بالقرآن والغالب المنصور بالله تباعا في رحاب المحاججة ضد كل الفقهاء و"العلماء" ومواليهم بشأن جل ما يقولون به ويبلغون به على أنه من عند الله وهو في الأصل ليس من عند الله وإنما هو من عند الشيطان يناصره مناصرة عظيمة ليس لها مثيل.
------------------------------------
أنصروا الله لصالح أنفسكم وكل الناس ولا تناصروا رزمة من الناس والشيطان ضد الله وأنفسكم وكل الناس
عدل سابقا من قبل أبوخالد سليمان في الخميس أغسطس 23, 2012 5:47 pm عدل 1 مرات