.
المقال رقم38
إلى أهل القرآن
حدث القرن21 بامتياز
***** هام جدا وجاد جدا *****
بجهلنا الراقي في الدين قد صرنا نجهل حتى ما الفتوى
- 1 -
من آفات جهلنا الراقي في الدين أننا صرنا لا ندري ما الفتوى
فالسؤال أو الإستفسار نسميه فتوى، والجواب عن السؤال أو الإستفسار نسميه فتوى. والرأي نسميه فتوى، والإخبار بالشيء الموجود ويجهله البعض نسميه فتوى، وشرح الشيء المتشابه لدى السائل نسميه فتوى كذلك. وفي قناة مشهورة نشر أهلها مفتخرين جردا عدديا يقولون فيه أنهم قد أصدروا 3800 فتوى ردا على أسئلة واستفسارات الناس عددها بنفس هذا العدد، وأنهم عازمون على المضي قدما في إصدار المزيد. لكن أصل الحقيقة يقول أنهم أصدروا فقط أجوبة عن أسئلة واستفسارات وليس فتاوى. وقد راسلتهم منبها إلى إقترافهم هذا الخلط، ولم يعيروا هذا التنبيه أيها إعتبار وظلوا يصرحون بما لا يحق التصريح به. وقد وضحت لهم في رسالتي أنهم بذاك التصريح يطعنون علانية في كمال الله عموما وفي صنع قرآنه. فالله كما يعلمون يقول أنه قد أنزل لنا القرآن إماما منيرا هاديا في كل شيء وأنه سبحانه قد بين وفصل فيه تبيان كل شيء وأتانا فيه من كل شيء مثلا؛ وهم في المقابل يصرحون بأن الله أغفل عن 3800 حالة وأنهم عازمون على إظهار المزيد من قبيلها. والعياذ بالله.
وفي قناة تلفزية خليجية جديدة مشهورة عانية بدين الإسلام، ومن خلال برنامج عنوانه "الجواب الشافي"، وعلى مستوى جنيريك التقديم لهذا البرنامج يقول شيخ مشهور هو صحاب ومقدم هذا البرنامج:
"الفتية هو سؤال يضعه السائل وحسب تصوير السائل للسؤال يجيب المفتي".
نحن جهلا إذا لا ندري ما يعنيه كمال الله في صنعه، وما يعنيه قوله عز وجل جلاله في القرآن أنه قد بين وفصل تبيان كل شيء فيه وأتانا فيه من كل شيء مثلا تبصرة وهدى ورحمة للعباد الثقلين أجمعين وبشرى للمسلمين، وما يعنيه أنه سبحانه بذلك قد جعله لنا إماما جامعا. وإن كنا واعين بمعنى ذلك كله فنحن به كافرون إذا كفرا عظيما. نحن كافرون بذلك كله مادامنا قد جعلنا في دين الله الكثير من الغموض ونصبنا بعد ذلك أنفسنا للإفتاء فيه بوفرة راقية في كل يوم جديد. نحن كافرون بذلك كله مادمنا نصرح تباعا بأننا بالشروح الكثيرة التي نفتي بها نوضح نحن العباد الكثير مما لم يوضحه المعبود ذو الكمال في قرآنه ودينه، وأننا بالتعاليم والتعليمات الكثيرة التي نفتي بها كذلك نكمل الكثير مما ينقصه على مستوى تعاليمه وتعليماته عز وجل جلاله !!!
هذا إذا مبلغنا من الجهل العظيم في الدين، وواجهة بيان ناطق صارخ بشأنه.
وإنها لمهزلة عظمى في زمننا أن يكون الفقهاء و"العلماء" هم الرائدون بهذا الجهل تخلفا به عن المعلوم لديهم أصلا ونتاجا للكفر تباعا بهذا المعلوم كفرا ضمنيا أقله.
- 2 -
ما المعلوم إذا عن تعريف الفتوى الذي صرنا نجهله في نفس الآن عجبا ؟؟؟
أو ما المفترض أن يكون معلوما بشأنه لدى المثقفين عموما وخاصة لدى الفقهاء و"العلماء" ولدى الجل أو الكل تباعا من خلالهم ؟؟؟
2 - 1 - ما تعريف الفتوى عموما ؟؟؟
يقال عموما بالفتوى أو الفتية حصرا بشأن ما لا يتبين كنهه أو ماهيته. وتصدر الفتوى من باب الظن الأقرب لليقين، وتنبني تريكبة منطقها على أساس تشكله الحجج من المعلوم وليس على فراغ ولا على أساس تشكله النظريات. وكل يمكنه إذا أن يفتي بقدر سعة علمه ووسع كفاءته العقلية الفكرية. ولا تختلف بالتالي الفتاوى بشأن نفس السؤال إلا من حيث معدل قربها من اليقين الذي تقضي به الحجج من المعلوم التي تنبني عليها تركيبة منطقها. والعالمون أكثر من غيرهم بشأن مجال وموضوع السؤال هم القادرون إذا على إصدرا فتوى تكون أقرب من غيرها لليقين. ويحق عموما الأخذ بالفتوى الأقرب صوابها لتمام الصواب ما لم يظهر من الحجج الدامغة ما يبطل منطقها ويسقطها تباعا.
فالفتوى ليست إذا مجرد رأي، وليست مجرد سؤال عن جواب، وليست قطعا إخبارا بالمعلوم الثابت، وليست كذلك مادة شرح بشأن كل ما لا بفهمه السائلون.
2 – 2 – فما تعريف الفتوى في الدين ؟؟؟
من المعلوم الثابت أن الله ذو كمال في كل صنعه ولا يحتاج إلى من يكمله في شيء.
ومن المعلوم الثابت أن دين الله من الثوابت.
ومن المعلوم الثابت أن الله بشأن دينه الحق قد بين وفصل تبيان كل شيء في القرآن وضمنه من كل شيء مثلا تبصرة وهدى ورحمة للعباد الثقلين أجمعين وبشرى للمسلمين.
ومن المعلوم تباعا أن القرآن هو المنير الهادي في كل شيء؛ وأنه يشكل الإمامة الربانية التي يحتاج إليها العباد الثقلين ليفلحوا في الحياة الدنيا وفي إمتحانها الرباني الحق؛ وأنه الحصانة الربانية التنويرية التي يحتاجون إليها عقلا ضد كل الباطل الشيطاني على إختلاف أنواعه وأشكاله الذي يفضحه، وأنه الدعم الرباني على مستوى القلب الذي يحتاجون إليه لمقاومة إغراء وإغواء الباطل.
فالفتوى في دين الله هي إذا ليست ككل الفتوى في غيره. فالله قد بين وفصل تبيان كل شيء في قرآنه وفي أحاديث القدوة النبوية الشريفة المحصنة به. ويعني ذلك أن ما قد يستدعي الفتوى هو في الأصل مبين ومفصل تبيان الحكم الرباني بشأنه كذلك في هذين المصدرين الجليلين؛ وأن الجهل بهذ الحكم هو الذي يوقع القول بالحاجة إلى إصدار فتوى؛ وأن البحث الدقيق في هذين المصدرين يفضي يقينا إلى إدراكه؛ وأن الظرف الذي يستدعيها مفترض أن يكون قليلا عددا. وهذا الظرف هو ما ألفنا سابقا تسميته "النازلة" التي نذر القول بها في يومنا بحضرة تلك التعريفات الكثيرة الدخيلة في ظل جهلنا المتطور في الدين رقيا.
2 – 3 - ما هو سند الفتوى في الدين المفترض أن يكون ؟؟؟
بحكم المعلوم المذكر به أعلاه فسند الفتوى من المفترض أن يكون من القرآن أساسا كمصدر كاف للأخذ به قياسا. وإن لا يتوفر هذا السند من المفترض أن يستقى من القرآن كذلك سندا جذريا مهيمنا على الحديث ويلحق به من باب القياس شيء من هذا المصدر الثاني وأساسا من طرفه المتعلق بالقدوة النبوية ويكون صريحا أو ضمنيا بقيمة الصريح. ففي الكثير من مقالاتي التبليغية قد أظهرت بالحجج الربانية الدامغة الحقيقة المطلقة التي تقول أن القرآن هو المصدر الوحيد لكل التنوير بشأن موضوع ماهية الدين وموضوع ماهية الإمتحان الدنيوي وموضوع ماهية أصل الحياة الدنيا وموضوع ماهية المآل فيها وبعدها وبشأن كل فروع هذه المواضيع. أي عموما بشأن كل ما يحتاج العباد الثقلين العلم به ضمن إمتحانهم الدنيوي. وتقضي هذه الحقيقة في حالة جهل شيء من العلم الرباني المنزل بخصوص هذه المواضيع بأن يكون السند القياسي المطلوب من القرآن صريحا أو ضمنيا بقيمة الصريح وليس قطعا من الحديث؛ وأن لا يضاف إليه الحديث كمصر تكميلي إلا بشأن مواضيع التطبيق التي منها الشرع والتي مفصل منها الكثير فيه ومذكور دوما في القرآن شيء بشأنه. فتلك الحقيقة المطلقة تقول أيضا أن كل شيء من مواضيع التطبيق مذكور في "الحديث" جديدا ولا يوجد في القرآن شيء من الذكر بشأنه هو دخيل يقينا.
ومن أصول الفتوى في الدين إذا أن يقوم منطقها كفاية على أساس القياس بشيء من السند الوارد صريحا في القرآن أو ضمنيا بقيمة الصريح، أو يضاف إليه شيء من السند الوارد في الحديث كذلك صريحا أو ضمنيا بقيمة الصريح. وكل فتوى لا تستجب لهذه الضوابط الربانية فهي حتما باطلة تملي بباطل وتدعو إلى باطل وتوقع الباطل.
فهل موجود شيء من الإحترام لهذه الأصول حين إصدار الفتاوي الفقهية عموما وخاصة منها التي تصدر في زمننا بوفرة وتكاد تصدر في كل يوم جديد ؟؟؟
الجواب وللأسف يقول أن إحترامها هو جد قليل وإلى حد العدم. فالغالب الذي نسمعه حين إصدار الفتوى هو القول حسب رأي الفقيه أو العالم فلان أو حسب رأي جمهور الفقهاء و"العلماء" بالإجماع أو بالأغلبية، أو تبعا للمذهب الفلاني أو الحزب الفلاني. أي أنه على مستوى هذا الغالب المهيمن قد ألغي قضاء الله بالتمام والكمال وتم إستبداله بقضاء البشر الذي لا يمكنه أن يصيب في الدين إلا قليلا حثيثا وبطبيعة الحال. والحال هو أمر لما ينسب إلى الله سبحانه ذي الكمال هذا القضاء البديل الحافل بالعيوب. والحال قد صار ذا مرارة أعظم في زمننا حيث إصدار الفتاوي صار من موضة العصر وأيضا من باب الظن الغالب والرأي الخاص القح المتحرر من كل تلك الأصول بالتمام والكمال. ولما كثرت الفتاوى المختلفة أو المتعارضة بين بعضها والصادرة علاقة بنفس النازلة أو علاقة بنفس السؤال أو الإستفسار أو الشرح الملتمس، وصار المتلقي يحير أيا منها يصدق ويتبع ، صار الكثير من الفقهاء و"العلماء" والدعاة كذلك يرددون القول أن المتلقين لهم الحق في إختيار ما يشاءون منها ويقتنعون به وأن وزر الفتوى الباطلة المختارة يقع على المفتي بها وليس على من يعمل بها ويتبع إملاءها !!!
وبهذا الرد الغريب العجيب هم قد أبقوا على الخلل قائما وأفتوا بما يثبته ويزيده ثباتا على ثباته العريق !!!
نحن أهل القرآن وأهل الحق وأهل التبليغ قد صرنا إذا نهوى إعتناق الباطل وفالحين بجودة عالية في خلق المزيد منه !!!
- 3 -
إن جل العلم الفقهي لهو مجرد نتاج لفتاوى فقهية كذلك
لقد تدبرت عيوب العلم الفقهي الموروث من خلال ما بينه الله وفصل تبيانه في القرآن وبوزنه البياني وبقضائه الحق فوجدتها كثيرة لا تحصى. وتدبرت عيبه الأصلي الولود الخصيب فوجدته يتمثل في المنهجية الفقهية إياها المعتمدة لتلقي المعرفة بالدين والتي قلب فيها المنطق فصار "الحديث" في أول مطافها إماما والقرآن مأموما تابعا، وصارت الإمامة في محطته الثانية للفقهاء و"العلماء" وليس ل"الحديث" ماداموا هم من قضوا في مسألة التمييز بشأن "الأحاديث" المجموعة بين الصحيح وبين الباطل منها، وصارت الإمامة في ناهيته لإبليس الغرور الغبي الملعون بحكم المداخل الكثيرة التي تتوفر له من خلال مسألة وإشكالية "الحديث" ومن خلال عيوبهم الخلقية وما زاد عليها ومن خلال من يتشبه بهم من أعداء دين الإسلام وأعدائهم. وكل ما قضوا به ليس بالتالي إلا نتاج فتوى وفتاوى فقهية ومن باب الظن الغالب كذلك مادامت إمامة القرآن قد ألغوها إلغاء شبه تام. أي أنهم، بمجموع ما أفتوا به من معتقدات وشروح وأحكام وفتاوى وآراء ونظريات فقهية وبحكم مفعول مجموع العيوب السابق ذكرها على إختلاف أنواعها، قد أفتوا على الناس والجن تباعا بدين جديد غير دين الله الحق القرآني ومن خلق الشيطان أصله. والشاهد العظيم بيانه بشأن هذه الحقيقة على أرض الواقع مثلا وليس حصرا أننا نحن القرآن وأهل تقويم كل التقدم وكل الإزدهار وكل الخلافة العالمية نقبع منذ قرون خلف الركب الحضاري المتقدم سفلة وراءه من السافلين. والشاهد الأعظم بيانه كذلك على أرض الواقع يتمثل في إكتساب جاهلية أخرى تقصد بها البشرية فناءها المحتوم إن لا نعد للقرآن إمامته ونعد بذلك للبشرية إمامتهم الربانية المخلصة، أو ينزل الله ذكرا آخر مخلصا. وهذا التنزيل لن يقع بطبيعة الحال لأن خاتم الذكر المنزل هو القرآن. ولذلك قد بشرت بحلول أجل إستعادة هذه الإمامة الربانية مقامها وهيمنتها والتي هي إمامة ذي الكمال لا تخيب وبطبيعة الحال. لذلك بشرت بحلول أجل شهادة ظهور نور الله القرآني كله وشهادة ظهور دين الحق على الدين كله تباعا. ولا يحول إذا دون شهادة هذا اليوم العظيم الموعود إلا الفقهاء و"العلماء" أنفسهم الذين تعصبوا، خارج رحاب المحاججة والحجة والبرهان، للقول بصحة ما أفتوا به دينا جديدا ولم يقبلوا تباعا بدين الله الحق الذي عرفت لديهم بالكثير من ماهيته في شخص ما علموا به إلى حد الآن من الحق الدامغ بيانه عبر مقالاتي التبليغية ناهيك عن الباقي منه الأعظم بيانا.
وخاتمة قولي في هذا المقال أيضا أن أقول حسبي الله ونعم الوكيل،
هو الرحمان الرحيم المعين الرزاق الواهب الوهاب الذي بيده الخير كله.
------------------------------------
"الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب"
صدق الله العظيم
أبوخالد سليمان؛
الحجيج بالقرآن والغالب المنصور بالله تباعا في رحاب المحاججة ضد كل الفقهاء و"العلماء" ومواليهم بشأن جل ما يقولون به ويبلغون به على أنه من عند الله وهو في الأصل ليس من عند الله وإنما هو من عند الشيطان يناصره مناصرة عظيمة ليس لها مثيل.
------------------------------------
أنصروا الله لصالح أنفسكم وكل الناس ولا تناصروا رزمة من الناس والشيطان ضد الله وأنفسكم وكل الناس
.إلى أهل القرآن
حدث القرن21 بامتياز
***** هام جدا وجاد جدا *****
بجهلنا الراقي في الدين قد صرنا نجهل حتى ما الفتوى
- 1 -
من آفات جهلنا الراقي في الدين أننا صرنا لا ندري ما الفتوى
فالسؤال أو الإستفسار نسميه فتوى، والجواب عن السؤال أو الإستفسار نسميه فتوى. والرأي نسميه فتوى، والإخبار بالشيء الموجود ويجهله البعض نسميه فتوى، وشرح الشيء المتشابه لدى السائل نسميه فتوى كذلك. وفي قناة مشهورة نشر أهلها مفتخرين جردا عدديا يقولون فيه أنهم قد أصدروا 3800 فتوى ردا على أسئلة واستفسارات الناس عددها بنفس هذا العدد، وأنهم عازمون على المضي قدما في إصدار المزيد. لكن أصل الحقيقة يقول أنهم أصدروا فقط أجوبة عن أسئلة واستفسارات وليس فتاوى. وقد راسلتهم منبها إلى إقترافهم هذا الخلط، ولم يعيروا هذا التنبيه أيها إعتبار وظلوا يصرحون بما لا يحق التصريح به. وقد وضحت لهم في رسالتي أنهم بذاك التصريح يطعنون علانية في كمال الله عموما وفي صنع قرآنه. فالله كما يعلمون يقول أنه قد أنزل لنا القرآن إماما منيرا هاديا في كل شيء وأنه سبحانه قد بين وفصل فيه تبيان كل شيء وأتانا فيه من كل شيء مثلا؛ وهم في المقابل يصرحون بأن الله أغفل عن 3800 حالة وأنهم عازمون على إظهار المزيد من قبيلها. والعياذ بالله.
وفي قناة تلفزية خليجية جديدة مشهورة عانية بدين الإسلام، ومن خلال برنامج عنوانه "الجواب الشافي"، وعلى مستوى جنيريك التقديم لهذا البرنامج يقول شيخ مشهور هو صحاب ومقدم هذا البرنامج:
"الفتية هو سؤال يضعه السائل وحسب تصوير السائل للسؤال يجيب المفتي".
نحن جهلا إذا لا ندري ما يعنيه كمال الله في صنعه، وما يعنيه قوله عز وجل جلاله في القرآن أنه قد بين وفصل تبيان كل شيء فيه وأتانا فيه من كل شيء مثلا تبصرة وهدى ورحمة للعباد الثقلين أجمعين وبشرى للمسلمين، وما يعنيه أنه سبحانه بذلك قد جعله لنا إماما جامعا. وإن كنا واعين بمعنى ذلك كله فنحن به كافرون إذا كفرا عظيما. نحن كافرون بذلك كله مادامنا قد جعلنا في دين الله الكثير من الغموض ونصبنا بعد ذلك أنفسنا للإفتاء فيه بوفرة راقية في كل يوم جديد. نحن كافرون بذلك كله مادمنا نصرح تباعا بأننا بالشروح الكثيرة التي نفتي بها نوضح نحن العباد الكثير مما لم يوضحه المعبود ذو الكمال في قرآنه ودينه، وأننا بالتعاليم والتعليمات الكثيرة التي نفتي بها كذلك نكمل الكثير مما ينقصه على مستوى تعاليمه وتعليماته عز وجل جلاله !!!
هذا إذا مبلغنا من الجهل العظيم في الدين، وواجهة بيان ناطق صارخ بشأنه.
وإنها لمهزلة عظمى في زمننا أن يكون الفقهاء و"العلماء" هم الرائدون بهذا الجهل تخلفا به عن المعلوم لديهم أصلا ونتاجا للكفر تباعا بهذا المعلوم كفرا ضمنيا أقله.
- 2 -
ما المعلوم إذا عن تعريف الفتوى الذي صرنا نجهله في نفس الآن عجبا ؟؟؟
أو ما المفترض أن يكون معلوما بشأنه لدى المثقفين عموما وخاصة لدى الفقهاء و"العلماء" ولدى الجل أو الكل تباعا من خلالهم ؟؟؟
2 - 1 - ما تعريف الفتوى عموما ؟؟؟
يقال عموما بالفتوى أو الفتية حصرا بشأن ما لا يتبين كنهه أو ماهيته. وتصدر الفتوى من باب الظن الأقرب لليقين، وتنبني تريكبة منطقها على أساس تشكله الحجج من المعلوم وليس على فراغ ولا على أساس تشكله النظريات. وكل يمكنه إذا أن يفتي بقدر سعة علمه ووسع كفاءته العقلية الفكرية. ولا تختلف بالتالي الفتاوى بشأن نفس السؤال إلا من حيث معدل قربها من اليقين الذي تقضي به الحجج من المعلوم التي تنبني عليها تركيبة منطقها. والعالمون أكثر من غيرهم بشأن مجال وموضوع السؤال هم القادرون إذا على إصدرا فتوى تكون أقرب من غيرها لليقين. ويحق عموما الأخذ بالفتوى الأقرب صوابها لتمام الصواب ما لم يظهر من الحجج الدامغة ما يبطل منطقها ويسقطها تباعا.
فالفتوى ليست إذا مجرد رأي، وليست مجرد سؤال عن جواب، وليست قطعا إخبارا بالمعلوم الثابت، وليست كذلك مادة شرح بشأن كل ما لا بفهمه السائلون.
2 – 2 – فما تعريف الفتوى في الدين ؟؟؟
من المعلوم الثابت أن الله ذو كمال في كل صنعه ولا يحتاج إلى من يكمله في شيء.
ومن المعلوم الثابت أن دين الله من الثوابت.
ومن المعلوم الثابت أن الله بشأن دينه الحق قد بين وفصل تبيان كل شيء في القرآن وضمنه من كل شيء مثلا تبصرة وهدى ورحمة للعباد الثقلين أجمعين وبشرى للمسلمين.
ومن المعلوم تباعا أن القرآن هو المنير الهادي في كل شيء؛ وأنه يشكل الإمامة الربانية التي يحتاج إليها العباد الثقلين ليفلحوا في الحياة الدنيا وفي إمتحانها الرباني الحق؛ وأنه الحصانة الربانية التنويرية التي يحتاجون إليها عقلا ضد كل الباطل الشيطاني على إختلاف أنواعه وأشكاله الذي يفضحه، وأنه الدعم الرباني على مستوى القلب الذي يحتاجون إليه لمقاومة إغراء وإغواء الباطل.
فالفتوى في دين الله هي إذا ليست ككل الفتوى في غيره. فالله قد بين وفصل تبيان كل شيء في قرآنه وفي أحاديث القدوة النبوية الشريفة المحصنة به. ويعني ذلك أن ما قد يستدعي الفتوى هو في الأصل مبين ومفصل تبيان الحكم الرباني بشأنه كذلك في هذين المصدرين الجليلين؛ وأن الجهل بهذ الحكم هو الذي يوقع القول بالحاجة إلى إصدار فتوى؛ وأن البحث الدقيق في هذين المصدرين يفضي يقينا إلى إدراكه؛ وأن الظرف الذي يستدعيها مفترض أن يكون قليلا عددا. وهذا الظرف هو ما ألفنا سابقا تسميته "النازلة" التي نذر القول بها في يومنا بحضرة تلك التعريفات الكثيرة الدخيلة في ظل جهلنا المتطور في الدين رقيا.
2 – 3 - ما هو سند الفتوى في الدين المفترض أن يكون ؟؟؟
بحكم المعلوم المذكر به أعلاه فسند الفتوى من المفترض أن يكون من القرآن أساسا كمصدر كاف للأخذ به قياسا. وإن لا يتوفر هذا السند من المفترض أن يستقى من القرآن كذلك سندا جذريا مهيمنا على الحديث ويلحق به من باب القياس شيء من هذا المصدر الثاني وأساسا من طرفه المتعلق بالقدوة النبوية ويكون صريحا أو ضمنيا بقيمة الصريح. ففي الكثير من مقالاتي التبليغية قد أظهرت بالحجج الربانية الدامغة الحقيقة المطلقة التي تقول أن القرآن هو المصدر الوحيد لكل التنوير بشأن موضوع ماهية الدين وموضوع ماهية الإمتحان الدنيوي وموضوع ماهية أصل الحياة الدنيا وموضوع ماهية المآل فيها وبعدها وبشأن كل فروع هذه المواضيع. أي عموما بشأن كل ما يحتاج العباد الثقلين العلم به ضمن إمتحانهم الدنيوي. وتقضي هذه الحقيقة في حالة جهل شيء من العلم الرباني المنزل بخصوص هذه المواضيع بأن يكون السند القياسي المطلوب من القرآن صريحا أو ضمنيا بقيمة الصريح وليس قطعا من الحديث؛ وأن لا يضاف إليه الحديث كمصر تكميلي إلا بشأن مواضيع التطبيق التي منها الشرع والتي مفصل منها الكثير فيه ومذكور دوما في القرآن شيء بشأنه. فتلك الحقيقة المطلقة تقول أيضا أن كل شيء من مواضيع التطبيق مذكور في "الحديث" جديدا ولا يوجد في القرآن شيء من الذكر بشأنه هو دخيل يقينا.
ومن أصول الفتوى في الدين إذا أن يقوم منطقها كفاية على أساس القياس بشيء من السند الوارد صريحا في القرآن أو ضمنيا بقيمة الصريح، أو يضاف إليه شيء من السند الوارد في الحديث كذلك صريحا أو ضمنيا بقيمة الصريح. وكل فتوى لا تستجب لهذه الضوابط الربانية فهي حتما باطلة تملي بباطل وتدعو إلى باطل وتوقع الباطل.
فهل موجود شيء من الإحترام لهذه الأصول حين إصدار الفتاوي الفقهية عموما وخاصة منها التي تصدر في زمننا بوفرة وتكاد تصدر في كل يوم جديد ؟؟؟
الجواب وللأسف يقول أن إحترامها هو جد قليل وإلى حد العدم. فالغالب الذي نسمعه حين إصدار الفتوى هو القول حسب رأي الفقيه أو العالم فلان أو حسب رأي جمهور الفقهاء و"العلماء" بالإجماع أو بالأغلبية، أو تبعا للمذهب الفلاني أو الحزب الفلاني. أي أنه على مستوى هذا الغالب المهيمن قد ألغي قضاء الله بالتمام والكمال وتم إستبداله بقضاء البشر الذي لا يمكنه أن يصيب في الدين إلا قليلا حثيثا وبطبيعة الحال. والحال هو أمر لما ينسب إلى الله سبحانه ذي الكمال هذا القضاء البديل الحافل بالعيوب. والحال قد صار ذا مرارة أعظم في زمننا حيث إصدار الفتاوي صار من موضة العصر وأيضا من باب الظن الغالب والرأي الخاص القح المتحرر من كل تلك الأصول بالتمام والكمال. ولما كثرت الفتاوى المختلفة أو المتعارضة بين بعضها والصادرة علاقة بنفس النازلة أو علاقة بنفس السؤال أو الإستفسار أو الشرح الملتمس، وصار المتلقي يحير أيا منها يصدق ويتبع ، صار الكثير من الفقهاء و"العلماء" والدعاة كذلك يرددون القول أن المتلقين لهم الحق في إختيار ما يشاءون منها ويقتنعون به وأن وزر الفتوى الباطلة المختارة يقع على المفتي بها وليس على من يعمل بها ويتبع إملاءها !!!
وبهذا الرد الغريب العجيب هم قد أبقوا على الخلل قائما وأفتوا بما يثبته ويزيده ثباتا على ثباته العريق !!!
نحن أهل القرآن وأهل الحق وأهل التبليغ قد صرنا إذا نهوى إعتناق الباطل وفالحين بجودة عالية في خلق المزيد منه !!!
- 3 -
إن جل العلم الفقهي لهو مجرد نتاج لفتاوى فقهية كذلك
لقد تدبرت عيوب العلم الفقهي الموروث من خلال ما بينه الله وفصل تبيانه في القرآن وبوزنه البياني وبقضائه الحق فوجدتها كثيرة لا تحصى. وتدبرت عيبه الأصلي الولود الخصيب فوجدته يتمثل في المنهجية الفقهية إياها المعتمدة لتلقي المعرفة بالدين والتي قلب فيها المنطق فصار "الحديث" في أول مطافها إماما والقرآن مأموما تابعا، وصارت الإمامة في محطته الثانية للفقهاء و"العلماء" وليس ل"الحديث" ماداموا هم من قضوا في مسألة التمييز بشأن "الأحاديث" المجموعة بين الصحيح وبين الباطل منها، وصارت الإمامة في ناهيته لإبليس الغرور الغبي الملعون بحكم المداخل الكثيرة التي تتوفر له من خلال مسألة وإشكالية "الحديث" ومن خلال عيوبهم الخلقية وما زاد عليها ومن خلال من يتشبه بهم من أعداء دين الإسلام وأعدائهم. وكل ما قضوا به ليس بالتالي إلا نتاج فتوى وفتاوى فقهية ومن باب الظن الغالب كذلك مادامت إمامة القرآن قد ألغوها إلغاء شبه تام. أي أنهم، بمجموع ما أفتوا به من معتقدات وشروح وأحكام وفتاوى وآراء ونظريات فقهية وبحكم مفعول مجموع العيوب السابق ذكرها على إختلاف أنواعها، قد أفتوا على الناس والجن تباعا بدين جديد غير دين الله الحق القرآني ومن خلق الشيطان أصله. والشاهد العظيم بيانه بشأن هذه الحقيقة على أرض الواقع مثلا وليس حصرا أننا نحن القرآن وأهل تقويم كل التقدم وكل الإزدهار وكل الخلافة العالمية نقبع منذ قرون خلف الركب الحضاري المتقدم سفلة وراءه من السافلين. والشاهد الأعظم بيانه كذلك على أرض الواقع يتمثل في إكتساب جاهلية أخرى تقصد بها البشرية فناءها المحتوم إن لا نعد للقرآن إمامته ونعد بذلك للبشرية إمامتهم الربانية المخلصة، أو ينزل الله ذكرا آخر مخلصا. وهذا التنزيل لن يقع بطبيعة الحال لأن خاتم الذكر المنزل هو القرآن. ولذلك قد بشرت بحلول أجل إستعادة هذه الإمامة الربانية مقامها وهيمنتها والتي هي إمامة ذي الكمال لا تخيب وبطبيعة الحال. لذلك بشرت بحلول أجل شهادة ظهور نور الله القرآني كله وشهادة ظهور دين الحق على الدين كله تباعا. ولا يحول إذا دون شهادة هذا اليوم العظيم الموعود إلا الفقهاء و"العلماء" أنفسهم الذين تعصبوا، خارج رحاب المحاججة والحجة والبرهان، للقول بصحة ما أفتوا به دينا جديدا ولم يقبلوا تباعا بدين الله الحق الذي عرفت لديهم بالكثير من ماهيته في شخص ما علموا به إلى حد الآن من الحق الدامغ بيانه عبر مقالاتي التبليغية ناهيك عن الباقي منه الأعظم بيانا.
وخاتمة قولي في هذا المقال أيضا أن أقول حسبي الله ونعم الوكيل،
هو الرحمان الرحيم المعين الرزاق الواهب الوهاب الذي بيده الخير كله.
------------------------------------
"الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب"
صدق الله العظيم
أبوخالد سليمان؛
الحجيج بالقرآن والغالب المنصور بالله تباعا في رحاب المحاججة ضد كل الفقهاء و"العلماء" ومواليهم بشأن جل ما يقولون به ويبلغون به على أنه من عند الله وهو في الأصل ليس من عند الله وإنما هو من عند الشيطان يناصره مناصرة عظيمة ليس لها مثيل.
------------------------------------
أنصروا الله لصالح أنفسكم وكل الناس ولا تناصروا رزمة من الناس والشيطان ضد الله وأنفسكم وكل الناس