.
.
ـــــــــــ منقول من موقعي التبليغي البياني الأول ـــــــــــ
المقال رقم11
إلى أهل القرآن
حدث القرن21 بامتياز
***** هام جدا وجاد جدا *****
عن يسر صنع وتخريج "الأحاديث" الشيطانية من لدن إبليس الغرور الغبي الملعون
قد أظهرت بالحجج الدامغة الحقيقة التي تقول أن أغلب "الأحاديث" المصادق عليها هي "أحاديث" دخيلة من صنع الشيطان. وأنا بهذا النهج أنزه نبينا المصطفى الأسوة الصادق الأمين والدين الحق من كل الباطل الشيطاني المغلف بما يستره شفافا جله أصلا إن لم أقل كله لأن الله قد وهبنا العقل الذي به يمكننا ضبطها جلها إن لم أقل كلها، وأيضا لأن الله قد بين وفصل تبيان كل شيء في قرآنه المجيد الذي سماه سبحانه الحكيم "النور والذكر والتذكير والذكرى والتذكرة". بل أنا بهذا النهج أزيح عن رسالة القرآن كل الأحجبة الشيطانية التي ألقاها عليها الغرور الغبي الملعون وحجب بها جل جوهرها الحاسم في تركيبة منظومة الهدي الإسلامي الختامي، وألغى حتى نفع جل المدرك منها الحثيث بحكم هيمنة سمومه التضليلية، وجعلها بذلك وكأنها غير موجودة.
لكن الذين يكفرون بهذه الحقائق أو ينفونها رغم ثقل كفة الحجج الإقناعية المعلومة المذكر بها أو المظهرة تذكيرا فقط بما هو مفترض أن يكون معلوما قد جنحوا إلى النهج الإلتوائي لتبرير "صواب" طعونهم غصبا؛ أي لتبرير ما لا يمكنهم تبريره أصلا مادام الحق المظهر يظل ثابتا لا تبديل له. وأنا ملزم إذا بمجاراتهم وذلك بتقديم المزيد من التذكير والتوضيح والحجج لقطع حبل هذا النهج أيضا لعلهم يعدلوا ويؤمنوا ويسلموا لله علاقة بالموضوع المفتوح وفروعه.
من هذا النهج الإلتوائي أنهم في مقابل طعني في "الحديث" يدينونني بالتشكيك في مصداقية رواته الصحابة والفقهاء و"العلماء" الأوائل و"الأئمة" منهم، ويدينوني بنعت أحاديث النبي بالشيطانية، ويدينونني تباعا بالكفر بها، ويدينوني بالادعاء أن النبي قد أضاف على وحي الله ما هو شيطاني، ... إلخ. وملخص جوابي قبل تفصيله يقول أنه كما أن النبي الأمين لا علاقة له ب"الأحاديث" الدخيلة" فهؤلاء أيضا لا علاقة لهم بها أجمعين تباعا. وألحق بهذا الملخص الحقائق السابق ذكرها وإظهارها بالكثير من الحجج المعلومة والتي تقول:
1* أن المسؤولية بشأن الزيغ كله عن معارف القرآن الجوهرية التي منها التعريف القرآني للدين الحق هي تقع على الفقهاء و"العلماء" التابعين لهؤلاء الأوائل البريئين منه في المقابل تباعا.
2* أن المسؤولية في المصادقة على مجموع "الأحاديث" الدخيلة التي أظهرت منها الكثير من خلال مقالاتي هي تقع عليهم كذلك.
3* أنه من الحجج المعلومة الدامغة التي تثبت صحة هاتين الحقيقتين وصحة حقائق أخرى كثيرة مبلغ بها حقيقة كون "الحديث" لم يجمع إلا بعد مرور قرن ونصف على وفاة النبي، وكون "العلم" الفقهي لم يظهر يانعا نسبيا أوله إلا بعد مضي قرون أخرى لا تقل عن 3 قرون، وكون أهل القرآن من قبل قد كفاهم تنزيل هدي تعاليم وتعليمات القرآن، وهدي الآيات الربانية الإعجازية التي شهدوها أو عايشوا عن قرب زمن إحداثها، وهدي البعض من أحاديث القدوة النبيوية الجوهرية التي تناقلتها الألسنة عبر الأجيال وترسخت عرفا في المعاش المعرفي اليومي بقيمة البديهي المألوف. قد كفاهم ذلك ليكونوا بجودة عالية في الإسلام نفتقر إليها اليوم بحدة في ظل بحور المعارف الفقهية المضافة.
4* أن الغرور في القرون الهجرية الأولى كان يستحيل عليه أن يصقل سعيه الشيطاني التضليلي ويصد به أهل القرآن عن الطاعة في إيمانهم الجيد المكتسب مادام تقويم كينونته كان يشكله كفاية مجموع الآيات الإعجازية التي أحدثها الله مباشرة من لدنه أو على يد نبيه المصطفى الأمين بإذن منه ومجموع الأنباء الغيبية القرآنية أو النبوية التي ظهر بيانها في حياته وبعد وفاته وشكلت لديهم تباعا آيات إعجازية أخرى مضافة؛ وأن المجال يفتح له واسعا لفعل ذلك فقط في القرون التالية من خلال المداخل الكثيرة التي توفرها له إشكالية جمع "الأحاديث"، وإشكالية الضوابط اللازمة للفصل بين الصحيح منها وبين الدخيل، وإشكالية "العلم" الفقهي كمولود جديد وولود.
5* أن زمن ظهور التذكير القرآني الثاني الذي قضى به علام الغيوب ليظهر من خلاله كل نور القرآن بما فيه التعريف الكامل للدين الحق كان مقدرا تقويما في القرن الهجري الرابع أو الخامس أو السابع كأقصى تقدير.
6* وأن فترة ظهور هذا التذكير الجليل قد تداخلت مع الفترة التي يتسع فيها المجال للغرور ليصقل سعيه الشيطاني التضليلي الذي صقله فعلا بجودة عالية بفضل تلك المداخل المستجدة المذكورة أعلاه. ولذلك كلما ذكرت حقيقة التذكير القرآني الثاني ألحق ذكرها بذكر تاريخ ظهوره المقدر تقويما أو ألحقه بالقول أنه اليوم قد ظهر بعد قرون من التأخر لا تقل عن 7 قرون.
فهذه الحقائق المظهرة تذكيرا تثبت إذا أنني لا أتهم أحدا من السابقين الأوائل بشيء من المسؤولية بشأن الزيغ عن العلم بمعارف القرآن الجوهرية التي منها خاصة التعريف الصحيح الكامل بدين الإسلام. ويبقى لي إذا أن أفصل التعريف بحقيقة كونهم بريئين كذلك من كل تشكيك في مصداقيتهم كرواة علاقة ب"الأحاديث" الدخيلة" التي هم في الأصل لم يرووا منها شيئا. أي يبقى أن أظهر براءتي من تهمة التشكيك في مصداقيتهم التي يرشقني بها أصحاب ذاك النهج الإلتوائي. أي يبقى لي أن أدلي بتفاصيل براءة هؤلاء الأفاضل الكرام من كل "الأحاديث" الدخيلة المنسوب إليهم رواتها، وحيث هذه التفاصيل عليها أن تكون كذلك بطبيعة الحال من المعلوم جلها أقله. وإن صلب ما سأظهره إذا لهو حقيقة كون هؤلاء الأفاضل لم يرووا شيئا من "الأحاديث" الدخيلة ولم يصادقوا تباعا على صحة شيء منها.
التفاصيل:
1- قد علم الغرور الغبي الملعون أن القرآن محفوظ في ألواح ولا يمكنه تباعا إتلافه كما أتلف من قبل رسالة التوراة ورسالة الإنجيل، ولا يمكنه دس الدخيل فيه كما دسه في الرسائل البديلة لهاتين الرسالتين الجليلتين، ولا يمكنه إنقاص شيء منه.
فما الذي عليه أن يفعله ليبلغ غايته التضليلة المعلومة ؟؟؟
كيف له أن يبلغ هذه الغاية مادام القرآن محفوظا في ألواح ؟؟؟
عليه بطبيعة الحال أن يحجب من العلم القرآني الجوهري عن العباد الثقلاء أجمعين ما يستطيع بقدر وسع جهده المتوفر؛ وأن يحرف فهم كل المتلقى منه قدر المستطاع أيضا. ولفعل ذلك يحتاج بالضرورة إلى عناصر وسيطة.
وكما ذكر أعلاه، تتوفر له مبدئيا من أجل هذه الغاية وفرة من المداخل من خلال:
1* إشكالية جمع "الأحاديث"؛
2* وإشكالية الضوابط اللازمة لتطهير الحديث النبوي من "الأحاديث" الدخيلة؛
3* وإشكالية "العلم" الفقهي كمولود جديد ولود.
2- وقد علم الغرور أن حصانة الحديث النبوي ضد كل باطله الشيطاني يشكلها القرآن وحده؛ أي تشكلها الحصانة الربانية القرآنية. وعلم تباعا أن تلك المداخل لن تتوفر له بحضرة هذه الحصانة القدسية الجليلة. أي أنه قد علم بالحقيقة الثابتة التي تقول أنه بحضرتها يفضح كل "حديث" دخيل ويرد عليه خاسئا ويحبط مسبقا في كل سعيه التضليلي تباعا.
فما الذي عليه فعله لتتوفر له فعلا تلك المداخل ؟؟؟
الجواب بين. عليه أن يحجب العلم بوجود هذه الحصانة ويقصيها تباعا. علما أن حجب العلم القرآني الجوهري الذي هو غايته الجامعة يمكنه من تحقيق هذه الغاية البينية.
فكيف يمكنه فعل ذلك ؟؟؟
يمكنه فعل ذلك من خلال "الأحاديث" الدخيلة نفسها. ووضحت من قبل من باب التذكير أن الظروف في تلك الفترة كانت ملائمة جدا لنجاحه في تحقيق هذه الغاية البينية وفي كل باقي غاياته البينية الأخرى مادام هم أهل القرآن الأوائل بعد إكتساب عظيم الإيمان كان متمثلا في صقل جودة إسلامهم، وكان بالتالي موضوعهم في الواجهة هو موضوع القدوة النبوية وتباعا موضوع الأحاديث النبوية الشريفة التي تعرف بها. وأول ما إهتم به الفقهاء و"العلماء" كما هو معلوم هو جمع "الأحاديث" وليس الخوض في تدبر القرآن من باب التفسير الذي إختلقه لهم من بعد ووجههم فيه وفقا لمبتغاه. والأمية الشائعة قد شكلت كذلك إحدى هذه الظروف الملائمة.
وما عليه إذا أن يترك إشكالية "جمع الحديث" في حيزها الطبيعي. بل عليه أن يعظهما قدر المستطاع كي تظل محتلة مقام الصدارة من حيث الإهتمام بها وتركيز الإهتمام عليها على حساب الإهتمام بتدبر القرآن وتركيز الإهتمام عليه.
فكيف له أن يفعل ذلك ؟؟؟
فقط عليه أن يدس بحرا من "الأحاديث الدخيلة" ويكثر من الخوض فيها لتكثر المشاكل والعراقيل ويتسع الهم بذلك وتترسخ ركائزه أكثر. ومعلوم أن "الأحاديث" التي قضى الفقهاء و"العلماء" بأنها دخيلة هي تعد بالآلاف. وأقول أنا اليوم مستيقنا تمام اليقين بسند القرآن الكريم أنه موجودة كذلك آلاف أخرى من"الأحاديث" الدخيلة ضمن ما صادقوا على صحته بنسب من الصحة مختلفات.
وكتقويم جوهري لأساس سعيه الشيطاني قد دس إذا "أحاديث" تخبرهم بأن القرآن ليس مشروحا بذاته، وأن شرحه موجود في الحديث، وأن وساطة الحديث ضرورية لتلقي أنواره وهديه، وأن العلم الجازم بتأويله الصحيح الكامل يعلمه الله وحده، وأنهم الفقهاء و"العلماء" هم الوسطاء بالضرورة بين العامة من الناس وبين رسالة القرآن والحديث كذلك تباعا، وأن إختلافهم في فهمه رحمة، وأن الله قدر الظهور من بينهم بعد كل مائة عام من يجدد للناس دينهم ... إلخ. وعلم الغرور مدى ضعف الإنسان في شخص حبه للمقامات الفاخرة ومدى سهولة إغرائه تباعا بما يحب منها. فاستغل هذا الضعف البشري "الطبيعي" بشأن الفقهاء و"العلماء"، فعظم من مقاماتهم من خلال "الأحاديث" الدخيلة بذاتها وأيضا تباعا من خلال ما تملي به عليهم من فهم محرف للقرآن. فجعلهم ورثة الأنبياء، وأهل الذكر دون غيرهم من الناس، والراسخين في العلم دون غيرهم، وأولي العلم دون غيرهم، والعلماء الذين يخشون ربهم دون غيرهم، والقائمين بالقسط دون غيرهم، وأتقى وأشرف الناس دون غيرهم، والعالمين كذلك بمراد الله من كتابه، ... إلخ.
والغرور لما يفلح في إقناعهم بأن الحديث يشرح القرآن هو بذلك يكون قد أفلح في حجب حصانته الربانية القرآنية وفي إقصاء فاعليتها ومنح في المقابل لغاية الفلاح في كل سعيه التضليلي متسعا من الضمانات. وبإشراك الفقهاء و"العلماء" في شرح القرآن من خلال "الحديث" ومن خلال ما تجود به قرائحهم ماداموا يعلمون مراد الله من كتابه هو الغرور يحقق كذلك الفلاح في تثبيت سيرورة هذا الحجب وبجودة عالية.
3- إذا تلك غايات شيطانية تضليلية يستقرئها منطق العقل على أنها يقينا غايات الغرور الغبي الملعون. وتلك تباعا سموم تضليلية تقومها قد حملها يقينا في أحاديث دخيلة صنعها. ولا أحد من العقلاء أراه ينفي هاتين الحقيقتين؛ وإن يوجود فلا أراه قط يجد في رحاب المنطق والحق تبريرا للنفي. ونفس المنطق يطرح تباعا الأسئلة التالية ضمن مهمة التدبر العقلاني المفتوح، والتي هي كذلك أسئلة بينة أجوبتها:
كيف إذا صقل الغرور صنع "الحديث" الدخيل ليضمن تحصيل المصادقة الفقهية عليه ؟؟؟
عليه بطبيعة الحال أن يؤلفه وينتقي له رواة يروونه بالتسلسل في الزمن.
فمن هم الرواة الذين عليه أن ينتقيهم من بين الناس ؟؟؟
هل هم من عامة الناس ؟؟؟
الجواب هو بالنفي بطبيعة الحال.
هل هم من الكفرة الفجرة ؟؟؟
الجواب هو بالنفي بطبيعة الحال.
هل هم من ضعاف المصداقية لدى الناس ؟؟؟
الجواب هو بالنفي بطبيعة الحال.
هل هم من غير أهل القرآن ؟؟؟
الجواب هو بالنفي بطبيعة الحال.
هل هم من غير الفقهاء و"العلماء" ؟؟؟
الجواب كذلك بالنفي القاطع.
وماذا عن مقام الصحابة بين رواته ؟؟؟
هم المشهورون أكثر بجودة المصداقية، وهم صلة وصل ضرورية في سلسلة الرواة التي هو مرغم على إعتمادها، وهم بالتالي من بين الرواة الذين عليه بالضرورة أن ينتقي منهم ما يشاء.
فخطة الغرور في صقل حديثه تلزمه بالضرورة إذا أن ينتقي رواته من بين هؤلاء الأفاضل الأوائل وقطعا ليس من بين غيرهم.
4- إذا، يسهل على الغرور الغبي الملعون أن يصقل صنع حديثه وأن ينتقي له رواة من أهل القرآن الأفاضل الكرام الأوائل. لكن تبقى له خطوة أخيرة. يبقى له أن يتدبر المصادقة عليه الحاسمة من لدن الطرف الأخير في سلسلة رواته؛ فهم قد قضوا نحبهم وهو من الأحياء.
فكيف له أن يفعل ذلك ؟؟؟
مع التذكير بأن الأمر هنا يتعلق ب"حديث" غير موجود أصلا أو لم يتداوله هؤلاء الأفاضل على أنه من الأحاديث الصحيح؛ ومطلوب أن يصبح من بين الموجود وأن تتناقله الألسنة على أنه صحيح.
أي أن الأمر يتعلق ب"حديث" مختلق لم يروه من قبل في الأصل أحد من هؤلاء الأفاضل الأوائل وعلى الغرور أن يجعل الفقهاء و"العلماء" بعدهم يروونه عنهم وعلى أنه صحيح تباعا.
ومن المعلوم الثابت حقيقة أنه بالنزغ الشيطاني الإيحائي وحده لا يمكن للغرور أن يخلق شيئا وإنما فقط يمكنه أن ينزغ فيما هو موجود في ذهن الإنسان ويفكر فيه. أي أن هذا السبيل قطعا لا يجديه. علما في المقابل أن الحقيقة الثابتة على أرض الواقع بسند المعلوم المذكر به أعلاه ناهيك عن غيره مما لم يذكر تقول أن هذا العدو الملعون قد أفلح في تحقيق هذه الغاية، وبما يعني أنه الغرور قد إستعان يقينا بسبيل آخر موجود ومن خلق الله كذلك ضمن تقويم إمتحان الحياة الدنيا ومعرف به يقينا في القرآن الإمام المجيد الذي بين وفصل فيه سبحانه تبيان كل شيء وضمنه من كل شيء مثلا تبصرة وهدى ورحمة للعباد الثقلاء أجمعين لمن أراد منهم أن يستقيم.
فما السبيل الذي خلقه الله سبحانه ومخبر به في القرآن ويمكنه من هذه الغاية ؟؟؟
هو سبيل واحد ولا يوجد غيره. هو سبيل غدر المس منه أو من جنوده الجن الشياطين الذي به يمكن للشيطان إحتلال كيان الإنسان كله والتصرف مكانه وكأنه هو نفسه أو الإكتفاء بالإملاء عليه وهو شبه فاقد لوعيه. والله يخبر في قرآنه بأنه لا أحد من الناس معصوم من هذا الغدر. فسيدنا أيوب عليه السلام قد أصيب به عدة سنين وتسبب له في المرض والعذاب. والنبي موسى عليه السلام قد أصيب به أيضا لفترة وجيزة من الزمن يعلم الله وحده مداها وبسبب مفعوله الشيطاني رأى هو أيضا حبال وعصي سحرة فرعون تنقلب إلى حيات تسعى. ويحكى أن الرسول المصطفى الأسوة الأمين قد أصيب به كذلك وخلصه منه الملك الكريم جبريل. والله لا يذكر شيئا في قرآنه عبثا وإنما من أجل غاية تقوم دوما بشكل من الأشكال جانبا من الهدي المنزل لعباده الثقلاء.
ومعلوم أن اليهود كانوا من حول أهل القرآن يتقاسمون معهم الحياة في نفس المدن وفي نفس الأحياء وتجمعهم بهم الكثير من الأمور الدنيوية والكثير من الصلات الإجتماعية المجتمعية؛ ومعلوم عنهم خبراتهم في السحر الشيطاني وتعاطيهم إياه بكثرة؛ ومعلوم أنه كان من بينهم وفرة من الأعداء لدين الإسلام وللفقهاء و"العلماء" أساسا تباعا وأهل القرآن عموما. ومعلوم أن الكثيرين من أهل القرآن كانوا يعتقدون بجدوى السحر. ومعلوم أن التفرقة بين أهل القرآن كانت شائعة وأن العداء بينهم من خلالها كان تباعا فاعلا وبشتى الألوان. ومعلوم أن الخلاف بين الفقهاء و"العلماء" وبين السلاطين كان قائما وكان يخلق لهم أعداء منافقين متخفين محيطين بهم. ومعلوم إذا أنه في هذه الظروف كان السبيل لإيقاع أحد منهم في المس من الشيطان من خلال نصب السحر غدرا لم يكن عسيرا.
فالغرور يمكنه إذا أن يلجأ إلى هذا السبيل ليجعل أحاديثه المختلقة تصبح مروية ضمن الأحاديث النبوية. ويكفيه أن يتقمص شخص فقيه أو "عالم" واحد وأن يسمع عنه فقهاء و"علماء" آخرون معاصرون له أو تلامذته الذين منهم من سيصبحون بدورهم فقهاء و"علماء". ويسهل عليه كذلك أن يتمكن من إثنين منهم أو ثلاثة أو أكثر في نفس الزمن فيصبح سند "الحديث" المختلق أثقل من خلالهم ومن خلال من يتلقونه منهم. ويمكنه أيضا أن يجعل كل حالة بعيدة عن الأخرى في المكان ليزيد في تقويم "صحته". وإنه لمن اليقين إذا أنه قد فعل ذلك كله وبوفرة وبجودة عالية.
ومن ينكر واقعية هذا السيناريو الموصوف ليظل مصرا على إنكار الحقائق المظهرة المعنية سيقر تباعا إذا بكفره بواقعية السحر الشيطاني، وواقعية المس من الشيطان الذي يوقعه، وواقعية السلطان العظيم الذي يصبح للغرور من خلاله على المصابين به، وواقعية الأضرار التي يمكنه أن يلحقها تباعا بهم وبعالم الإنس من خلالهم. هو سيقع في الكفر بالكثير من الذكر الكريم الذي يفصل الله من خلاله التعريف بهذه الحقائق الأربعة. هو سيقع في شعبة من شعب الكفر بالله.
وأعلم أن الفقهاء و"العلماء" يختلفون كذلك بشأن مدى صحة هذه الحقائق الأربعة. فمنهم من لا يعترف بها إجمالا قولا عجبا بأن السحر هو من أساطير الأولين ولم يبق له وجود ويدعون أن الإعتقاد به في زمننا هو إعتقاد بالخرافات كما هو رأي جل النخب المفكرة وخاصة منهم المتخصصون في علم النفس وطب الأمراض النفسية الذين يشرحون كل حالات إزدواجية الشخصية على أنها مجرد حالات إنفصام الشخصية. ومنهم من يعتقد بها ولكن ليس من خلال صحيح المعرفة بها وإنما من خلال معارف دخيلة خرافية جلها تجعل سندهم بشأن معتقدهم ضعيفا أمام محاوريهم هؤلاء وتمنحه فعلا صفة الخرافة. وهنا أيضا قد أفلح الغرور بجودة عالية في جعل الكل يجهل صحيح المعرفة القرآنية بشأن هذا الموضوع وفي منح هذا الحال تقويم سيرورته.
خلاصة العرض
1* لو تدبر الفقهاء و"العلماء" عقلا نهج الغرور البين المرغم على إتباعه في خلق وتخريج "الأحاديث" لبلوغ غايته الشيطانية المعلومة لأدركوا أن معيار وثوق ومصداقية الرواة ومعيار تواتر رواية الحديث ولفظه هما معياران قد صقل الغرور توفرهما في أحاديثه الشيطانية إستغفالا وبجودة عالية يقينا كشرط بديهي وحاسم نسبيا للفلاح في تحصيل مصادقتهم على صحتها، ولأدركوا تباعا أنه لا يعقل بتاتا إعتمادهما وحدهما كأساس ل"تخريج الحديث" أو "صنع الحديث" كما هو تعبيرهم الغريب كذلك، ولأدركوا أنهم ملزمون بالبحث عن معيار آخر يفوض إليه وحده أمر الحسم في الفصل النافذ بين الصحيح وبين الدخيل من بين "الأحاديث" المجموعة.
2* ولو تدبروا حقيقة كون عملية المصادقة الفقهية من المفترض في الأصل أن تفضي بالقطع الجازم إلى
البث بشأن كل "حديث" بأنه صحيح بالمطلق أو باطل بالمطلق دون أيتها أحكام وسطية بدرجات نسبية من الصحة والبطلان ولأن دين الله من الثوابت ولأن ذلك يجرده من هذه الصفة لدى المتلقين ويفتح لهم المجال للتشكيك في مصداقية الدين كله؛ ولأدركوا تباعا أن منهجيتهم باطلة وأنه موجود يقينا معيار ثالث هو الأحسم الذي يمكن من هذه الغاية بالتمام والكمال.
3* ولو خاضوا في تدبر ماهية هذا المعيار بسند منطق العقل حصرا لوجدوه بينا ساطعا. أي أنهم لو طرحوا على أنفسهم السؤال العقلاني المنطقي:
من الكفيل بأن يخبرنا جزما بأن ذاك "الحديث" أو ذاك "الحديث" هو صحيح فعلا وليس دخيلا ؟؟؟
من الكفيل بأن يخبرنا جزما بأن مضمون "حديث" معين" منسوب إلى الله من خلال الرسول إدعاء هو فعلا من عنده عز وجل جلاله ؟؟؟
والجواب يقول:
هو الله سبحانه وحده وليس غيره وبالقطع المطلق.
4* ولو تدبروا القرآن من أجل التيقن من هذه الحقيقة التي يدركها منطق العقل لدى جل الناس أقله لوجدوها ساطعة فيه ولوجدوا تعريفها مفصلا تفصيلا وافرا مستفيضا.
5*وكذلك لو بحثوا في "الأحاديث" المجموعة عن حديث يخبر بنفس الحقيقة لوجوده يقينا. ولقد وجدوه فعلا لكنهم أبطلوه وقالوا عنه أنه موضوع منكر مبتدع !!! هو الحديث الذي يقول فيه الرسول صلوات الله عليه بشأن المنسوب إليه: "إنكم ستختلفون من بعدي، فما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فمني وما خالفه فليس مني". لكنهم عجبا قضوا بأنه موضوع وضعه الزنادقة والخوارج، وقضوا بنفس الحكم بشأن كل حديث من قبيله يحمل نفس الأمر الرباني الجليل. وعرض المنسوب قوله أو فعله إلى الرسول على القرآن هو يعني بتمام التوافق عرضه على الله. والله علام الغيوب ولا يعجزه شيء. وقد أتانا سبحانه برده مسبقا في قرآنه الإمام الحجة المنير الهادي في كل شيء والمحفوظ في ألواح لندمغ به عموما كل الباطل الشيطاني مهما قل ومهما تخفى في لبابس "الحق" و"الشرعية" و"القدسية" الكذب.
6* ولو فعلوا ذلك وأدركوا تباعا هذه الحقيقة الجوهرية المخلصة لما آمنوا قطعا بأن الحديث يشرح القرآن لأن هذا المعتقد ليس له مكان بحضرتها، ولما آمنوا بباقي المعتقدات المعنية الكثيرة التي أظهرت بطلانها، ولما زاغوا عن العلم بكل جوهر معارف القرآن، ولما ولما ولما ... إلخ.
ومن بين الذكر الذي أستقيه هنا للتذكير به مرة أخرى ويكفي وحده للإستشهاد به على مطلق صحة ما أبلغ به من باب التذكير والبيان قوله سبحانه:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة، وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لتنذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين 11" س. الأحقاف.
"إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون 158" س. البقرة.
"قل هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا، فإن شهدوا فلا تشهد معهم، ولا تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا والذين لا يؤمنون بالآخرة وهم بربهم يعدلون 151 قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم، ألا تشركوا به شيئا، ... 152" س. الأنعام. "وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه، فاحكم بينهم بما أنزل الله،... 50" س. المائدة.
ـــــــــــــــــ صدق الله العظيم ـــــــــــــــــ
خلاصة الحجة
ما أصرح به إذا من باب التوضيح وردا لتلك التهم على أصحابها أنه لا أحد أصلا من الصحابة ومن الفقهاء و"العلماء" الأوائل صادق على شيء من "الأحاديث" الدخيلة، وإنما كل المنسوب إليهم روايته هم بريئون منه تمام البراءة كما هو النبي الأمين بريء منه. وأقول تباعا أن العيب الذي تسبب في المصادقة الفقهية عليها من لدن الفقهاء و"العلماء" التابعين لهؤلاء الأفاضل هو يكمن في منهجية "تخريج الحديث". وأقول تباعا أن لهم نسبيا بعض من العذر في ذلك ماداموا قد وجدوها مروية على لسان أتقى التقاة.
فلا يدعين أحد أنني أسيئ إلى الحديث النبوي الشريف أو الصحابة أو الفقهاء و"العلماء" الأوائل ولا حتى لغيرهم التابعين مادام قول الحق يحق فيهم كذلك وبالضرورة ومن باب نصرة الحق والدين الحق والرسول الحق وأهل القرآن وباقي العباد الثقلاء عموما ضد العدو الواحد إبليس الغرور الغبي الملعون.
------------------------------------
"الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب"
صدق الله العظيم
أبوخالد سليمان؛
الحجيج بالقرآن والغالب المنصور بالله تباعا في رحاب المحاججة ضد كل الفقهاء و"العلماء" ومواليهم بشأن جل ما يقولون به ويبلغون به على أنه من عند الله وهو في الأصل ليس من عند الله وإنما هو من عند الشيطان يناصره مناصرة عظيمة ليس لها مثيل.
------------------------------------
أنصروا الله لصالح أنفسكم وكل الناس ولا تناصروا رزمة من الناس والشيطان ضد الله وأنفسكم وكل الناس
المقال رقم11
إلى أهل القرآن
حدث القرن21 بامتياز
***** هام جدا وجاد جدا *****
عن يسر صنع وتخريج "الأحاديث" الشيطانية من لدن إبليس الغرور الغبي الملعون
قد أظهرت بالحجج الدامغة الحقيقة التي تقول أن أغلب "الأحاديث" المصادق عليها هي "أحاديث" دخيلة من صنع الشيطان. وأنا بهذا النهج أنزه نبينا المصطفى الأسوة الصادق الأمين والدين الحق من كل الباطل الشيطاني المغلف بما يستره شفافا جله أصلا إن لم أقل كله لأن الله قد وهبنا العقل الذي به يمكننا ضبطها جلها إن لم أقل كلها، وأيضا لأن الله قد بين وفصل تبيان كل شيء في قرآنه المجيد الذي سماه سبحانه الحكيم "النور والذكر والتذكير والذكرى والتذكرة". بل أنا بهذا النهج أزيح عن رسالة القرآن كل الأحجبة الشيطانية التي ألقاها عليها الغرور الغبي الملعون وحجب بها جل جوهرها الحاسم في تركيبة منظومة الهدي الإسلامي الختامي، وألغى حتى نفع جل المدرك منها الحثيث بحكم هيمنة سمومه التضليلية، وجعلها بذلك وكأنها غير موجودة.
لكن الذين يكفرون بهذه الحقائق أو ينفونها رغم ثقل كفة الحجج الإقناعية المعلومة المذكر بها أو المظهرة تذكيرا فقط بما هو مفترض أن يكون معلوما قد جنحوا إلى النهج الإلتوائي لتبرير "صواب" طعونهم غصبا؛ أي لتبرير ما لا يمكنهم تبريره أصلا مادام الحق المظهر يظل ثابتا لا تبديل له. وأنا ملزم إذا بمجاراتهم وذلك بتقديم المزيد من التذكير والتوضيح والحجج لقطع حبل هذا النهج أيضا لعلهم يعدلوا ويؤمنوا ويسلموا لله علاقة بالموضوع المفتوح وفروعه.
من هذا النهج الإلتوائي أنهم في مقابل طعني في "الحديث" يدينونني بالتشكيك في مصداقية رواته الصحابة والفقهاء و"العلماء" الأوائل و"الأئمة" منهم، ويدينوني بنعت أحاديث النبي بالشيطانية، ويدينونني تباعا بالكفر بها، ويدينوني بالادعاء أن النبي قد أضاف على وحي الله ما هو شيطاني، ... إلخ. وملخص جوابي قبل تفصيله يقول أنه كما أن النبي الأمين لا علاقة له ب"الأحاديث" الدخيلة" فهؤلاء أيضا لا علاقة لهم بها أجمعين تباعا. وألحق بهذا الملخص الحقائق السابق ذكرها وإظهارها بالكثير من الحجج المعلومة والتي تقول:
1* أن المسؤولية بشأن الزيغ كله عن معارف القرآن الجوهرية التي منها التعريف القرآني للدين الحق هي تقع على الفقهاء و"العلماء" التابعين لهؤلاء الأوائل البريئين منه في المقابل تباعا.
2* أن المسؤولية في المصادقة على مجموع "الأحاديث" الدخيلة التي أظهرت منها الكثير من خلال مقالاتي هي تقع عليهم كذلك.
3* أنه من الحجج المعلومة الدامغة التي تثبت صحة هاتين الحقيقتين وصحة حقائق أخرى كثيرة مبلغ بها حقيقة كون "الحديث" لم يجمع إلا بعد مرور قرن ونصف على وفاة النبي، وكون "العلم" الفقهي لم يظهر يانعا نسبيا أوله إلا بعد مضي قرون أخرى لا تقل عن 3 قرون، وكون أهل القرآن من قبل قد كفاهم تنزيل هدي تعاليم وتعليمات القرآن، وهدي الآيات الربانية الإعجازية التي شهدوها أو عايشوا عن قرب زمن إحداثها، وهدي البعض من أحاديث القدوة النبيوية الجوهرية التي تناقلتها الألسنة عبر الأجيال وترسخت عرفا في المعاش المعرفي اليومي بقيمة البديهي المألوف. قد كفاهم ذلك ليكونوا بجودة عالية في الإسلام نفتقر إليها اليوم بحدة في ظل بحور المعارف الفقهية المضافة.
4* أن الغرور في القرون الهجرية الأولى كان يستحيل عليه أن يصقل سعيه الشيطاني التضليلي ويصد به أهل القرآن عن الطاعة في إيمانهم الجيد المكتسب مادام تقويم كينونته كان يشكله كفاية مجموع الآيات الإعجازية التي أحدثها الله مباشرة من لدنه أو على يد نبيه المصطفى الأمين بإذن منه ومجموع الأنباء الغيبية القرآنية أو النبوية التي ظهر بيانها في حياته وبعد وفاته وشكلت لديهم تباعا آيات إعجازية أخرى مضافة؛ وأن المجال يفتح له واسعا لفعل ذلك فقط في القرون التالية من خلال المداخل الكثيرة التي توفرها له إشكالية جمع "الأحاديث"، وإشكالية الضوابط اللازمة للفصل بين الصحيح منها وبين الدخيل، وإشكالية "العلم" الفقهي كمولود جديد وولود.
5* أن زمن ظهور التذكير القرآني الثاني الذي قضى به علام الغيوب ليظهر من خلاله كل نور القرآن بما فيه التعريف الكامل للدين الحق كان مقدرا تقويما في القرن الهجري الرابع أو الخامس أو السابع كأقصى تقدير.
6* وأن فترة ظهور هذا التذكير الجليل قد تداخلت مع الفترة التي يتسع فيها المجال للغرور ليصقل سعيه الشيطاني التضليلي الذي صقله فعلا بجودة عالية بفضل تلك المداخل المستجدة المذكورة أعلاه. ولذلك كلما ذكرت حقيقة التذكير القرآني الثاني ألحق ذكرها بذكر تاريخ ظهوره المقدر تقويما أو ألحقه بالقول أنه اليوم قد ظهر بعد قرون من التأخر لا تقل عن 7 قرون.
فهذه الحقائق المظهرة تذكيرا تثبت إذا أنني لا أتهم أحدا من السابقين الأوائل بشيء من المسؤولية بشأن الزيغ عن العلم بمعارف القرآن الجوهرية التي منها خاصة التعريف الصحيح الكامل بدين الإسلام. ويبقى لي إذا أن أفصل التعريف بحقيقة كونهم بريئين كذلك من كل تشكيك في مصداقيتهم كرواة علاقة ب"الأحاديث" الدخيلة" التي هم في الأصل لم يرووا منها شيئا. أي يبقى أن أظهر براءتي من تهمة التشكيك في مصداقيتهم التي يرشقني بها أصحاب ذاك النهج الإلتوائي. أي يبقى لي أن أدلي بتفاصيل براءة هؤلاء الأفاضل الكرام من كل "الأحاديث" الدخيلة المنسوب إليهم رواتها، وحيث هذه التفاصيل عليها أن تكون كذلك بطبيعة الحال من المعلوم جلها أقله. وإن صلب ما سأظهره إذا لهو حقيقة كون هؤلاء الأفاضل لم يرووا شيئا من "الأحاديث" الدخيلة ولم يصادقوا تباعا على صحة شيء منها.
التفاصيل:
1- قد علم الغرور الغبي الملعون أن القرآن محفوظ في ألواح ولا يمكنه تباعا إتلافه كما أتلف من قبل رسالة التوراة ورسالة الإنجيل، ولا يمكنه دس الدخيل فيه كما دسه في الرسائل البديلة لهاتين الرسالتين الجليلتين، ولا يمكنه إنقاص شيء منه.
فما الذي عليه أن يفعله ليبلغ غايته التضليلة المعلومة ؟؟؟
كيف له أن يبلغ هذه الغاية مادام القرآن محفوظا في ألواح ؟؟؟
عليه بطبيعة الحال أن يحجب من العلم القرآني الجوهري عن العباد الثقلاء أجمعين ما يستطيع بقدر وسع جهده المتوفر؛ وأن يحرف فهم كل المتلقى منه قدر المستطاع أيضا. ولفعل ذلك يحتاج بالضرورة إلى عناصر وسيطة.
وكما ذكر أعلاه، تتوفر له مبدئيا من أجل هذه الغاية وفرة من المداخل من خلال:
1* إشكالية جمع "الأحاديث"؛
2* وإشكالية الضوابط اللازمة لتطهير الحديث النبوي من "الأحاديث" الدخيلة؛
3* وإشكالية "العلم" الفقهي كمولود جديد ولود.
2- وقد علم الغرور أن حصانة الحديث النبوي ضد كل باطله الشيطاني يشكلها القرآن وحده؛ أي تشكلها الحصانة الربانية القرآنية. وعلم تباعا أن تلك المداخل لن تتوفر له بحضرة هذه الحصانة القدسية الجليلة. أي أنه قد علم بالحقيقة الثابتة التي تقول أنه بحضرتها يفضح كل "حديث" دخيل ويرد عليه خاسئا ويحبط مسبقا في كل سعيه التضليلي تباعا.
فما الذي عليه فعله لتتوفر له فعلا تلك المداخل ؟؟؟
الجواب بين. عليه أن يحجب العلم بوجود هذه الحصانة ويقصيها تباعا. علما أن حجب العلم القرآني الجوهري الذي هو غايته الجامعة يمكنه من تحقيق هذه الغاية البينية.
فكيف يمكنه فعل ذلك ؟؟؟
يمكنه فعل ذلك من خلال "الأحاديث" الدخيلة نفسها. ووضحت من قبل من باب التذكير أن الظروف في تلك الفترة كانت ملائمة جدا لنجاحه في تحقيق هذه الغاية البينية وفي كل باقي غاياته البينية الأخرى مادام هم أهل القرآن الأوائل بعد إكتساب عظيم الإيمان كان متمثلا في صقل جودة إسلامهم، وكان بالتالي موضوعهم في الواجهة هو موضوع القدوة النبوية وتباعا موضوع الأحاديث النبوية الشريفة التي تعرف بها. وأول ما إهتم به الفقهاء و"العلماء" كما هو معلوم هو جمع "الأحاديث" وليس الخوض في تدبر القرآن من باب التفسير الذي إختلقه لهم من بعد ووجههم فيه وفقا لمبتغاه. والأمية الشائعة قد شكلت كذلك إحدى هذه الظروف الملائمة.
وما عليه إذا أن يترك إشكالية "جمع الحديث" في حيزها الطبيعي. بل عليه أن يعظهما قدر المستطاع كي تظل محتلة مقام الصدارة من حيث الإهتمام بها وتركيز الإهتمام عليها على حساب الإهتمام بتدبر القرآن وتركيز الإهتمام عليه.
فكيف له أن يفعل ذلك ؟؟؟
فقط عليه أن يدس بحرا من "الأحاديث الدخيلة" ويكثر من الخوض فيها لتكثر المشاكل والعراقيل ويتسع الهم بذلك وتترسخ ركائزه أكثر. ومعلوم أن "الأحاديث" التي قضى الفقهاء و"العلماء" بأنها دخيلة هي تعد بالآلاف. وأقول أنا اليوم مستيقنا تمام اليقين بسند القرآن الكريم أنه موجودة كذلك آلاف أخرى من"الأحاديث" الدخيلة ضمن ما صادقوا على صحته بنسب من الصحة مختلفات.
وكتقويم جوهري لأساس سعيه الشيطاني قد دس إذا "أحاديث" تخبرهم بأن القرآن ليس مشروحا بذاته، وأن شرحه موجود في الحديث، وأن وساطة الحديث ضرورية لتلقي أنواره وهديه، وأن العلم الجازم بتأويله الصحيح الكامل يعلمه الله وحده، وأنهم الفقهاء و"العلماء" هم الوسطاء بالضرورة بين العامة من الناس وبين رسالة القرآن والحديث كذلك تباعا، وأن إختلافهم في فهمه رحمة، وأن الله قدر الظهور من بينهم بعد كل مائة عام من يجدد للناس دينهم ... إلخ. وعلم الغرور مدى ضعف الإنسان في شخص حبه للمقامات الفاخرة ومدى سهولة إغرائه تباعا بما يحب منها. فاستغل هذا الضعف البشري "الطبيعي" بشأن الفقهاء و"العلماء"، فعظم من مقاماتهم من خلال "الأحاديث" الدخيلة بذاتها وأيضا تباعا من خلال ما تملي به عليهم من فهم محرف للقرآن. فجعلهم ورثة الأنبياء، وأهل الذكر دون غيرهم من الناس، والراسخين في العلم دون غيرهم، وأولي العلم دون غيرهم، والعلماء الذين يخشون ربهم دون غيرهم، والقائمين بالقسط دون غيرهم، وأتقى وأشرف الناس دون غيرهم، والعالمين كذلك بمراد الله من كتابه، ... إلخ.
والغرور لما يفلح في إقناعهم بأن الحديث يشرح القرآن هو بذلك يكون قد أفلح في حجب حصانته الربانية القرآنية وفي إقصاء فاعليتها ومنح في المقابل لغاية الفلاح في كل سعيه التضليلي متسعا من الضمانات. وبإشراك الفقهاء و"العلماء" في شرح القرآن من خلال "الحديث" ومن خلال ما تجود به قرائحهم ماداموا يعلمون مراد الله من كتابه هو الغرور يحقق كذلك الفلاح في تثبيت سيرورة هذا الحجب وبجودة عالية.
3- إذا تلك غايات شيطانية تضليلية يستقرئها منطق العقل على أنها يقينا غايات الغرور الغبي الملعون. وتلك تباعا سموم تضليلية تقومها قد حملها يقينا في أحاديث دخيلة صنعها. ولا أحد من العقلاء أراه ينفي هاتين الحقيقتين؛ وإن يوجود فلا أراه قط يجد في رحاب المنطق والحق تبريرا للنفي. ونفس المنطق يطرح تباعا الأسئلة التالية ضمن مهمة التدبر العقلاني المفتوح، والتي هي كذلك أسئلة بينة أجوبتها:
كيف إذا صقل الغرور صنع "الحديث" الدخيل ليضمن تحصيل المصادقة الفقهية عليه ؟؟؟
عليه بطبيعة الحال أن يؤلفه وينتقي له رواة يروونه بالتسلسل في الزمن.
فمن هم الرواة الذين عليه أن ينتقيهم من بين الناس ؟؟؟
هل هم من عامة الناس ؟؟؟
الجواب هو بالنفي بطبيعة الحال.
هل هم من الكفرة الفجرة ؟؟؟
الجواب هو بالنفي بطبيعة الحال.
هل هم من ضعاف المصداقية لدى الناس ؟؟؟
الجواب هو بالنفي بطبيعة الحال.
هل هم من غير أهل القرآن ؟؟؟
الجواب هو بالنفي بطبيعة الحال.
هل هم من غير الفقهاء و"العلماء" ؟؟؟
الجواب كذلك بالنفي القاطع.
وماذا عن مقام الصحابة بين رواته ؟؟؟
هم المشهورون أكثر بجودة المصداقية، وهم صلة وصل ضرورية في سلسلة الرواة التي هو مرغم على إعتمادها، وهم بالتالي من بين الرواة الذين عليه بالضرورة أن ينتقي منهم ما يشاء.
فخطة الغرور في صقل حديثه تلزمه بالضرورة إذا أن ينتقي رواته من بين هؤلاء الأفاضل الأوائل وقطعا ليس من بين غيرهم.
4- إذا، يسهل على الغرور الغبي الملعون أن يصقل صنع حديثه وأن ينتقي له رواة من أهل القرآن الأفاضل الكرام الأوائل. لكن تبقى له خطوة أخيرة. يبقى له أن يتدبر المصادقة عليه الحاسمة من لدن الطرف الأخير في سلسلة رواته؛ فهم قد قضوا نحبهم وهو من الأحياء.
فكيف له أن يفعل ذلك ؟؟؟
مع التذكير بأن الأمر هنا يتعلق ب"حديث" غير موجود أصلا أو لم يتداوله هؤلاء الأفاضل على أنه من الأحاديث الصحيح؛ ومطلوب أن يصبح من بين الموجود وأن تتناقله الألسنة على أنه صحيح.
أي أن الأمر يتعلق ب"حديث" مختلق لم يروه من قبل في الأصل أحد من هؤلاء الأفاضل الأوائل وعلى الغرور أن يجعل الفقهاء و"العلماء" بعدهم يروونه عنهم وعلى أنه صحيح تباعا.
ومن المعلوم الثابت حقيقة أنه بالنزغ الشيطاني الإيحائي وحده لا يمكن للغرور أن يخلق شيئا وإنما فقط يمكنه أن ينزغ فيما هو موجود في ذهن الإنسان ويفكر فيه. أي أن هذا السبيل قطعا لا يجديه. علما في المقابل أن الحقيقة الثابتة على أرض الواقع بسند المعلوم المذكر به أعلاه ناهيك عن غيره مما لم يذكر تقول أن هذا العدو الملعون قد أفلح في تحقيق هذه الغاية، وبما يعني أنه الغرور قد إستعان يقينا بسبيل آخر موجود ومن خلق الله كذلك ضمن تقويم إمتحان الحياة الدنيا ومعرف به يقينا في القرآن الإمام المجيد الذي بين وفصل فيه سبحانه تبيان كل شيء وضمنه من كل شيء مثلا تبصرة وهدى ورحمة للعباد الثقلاء أجمعين لمن أراد منهم أن يستقيم.
فما السبيل الذي خلقه الله سبحانه ومخبر به في القرآن ويمكنه من هذه الغاية ؟؟؟
هو سبيل واحد ولا يوجد غيره. هو سبيل غدر المس منه أو من جنوده الجن الشياطين الذي به يمكن للشيطان إحتلال كيان الإنسان كله والتصرف مكانه وكأنه هو نفسه أو الإكتفاء بالإملاء عليه وهو شبه فاقد لوعيه. والله يخبر في قرآنه بأنه لا أحد من الناس معصوم من هذا الغدر. فسيدنا أيوب عليه السلام قد أصيب به عدة سنين وتسبب له في المرض والعذاب. والنبي موسى عليه السلام قد أصيب به أيضا لفترة وجيزة من الزمن يعلم الله وحده مداها وبسبب مفعوله الشيطاني رأى هو أيضا حبال وعصي سحرة فرعون تنقلب إلى حيات تسعى. ويحكى أن الرسول المصطفى الأسوة الأمين قد أصيب به كذلك وخلصه منه الملك الكريم جبريل. والله لا يذكر شيئا في قرآنه عبثا وإنما من أجل غاية تقوم دوما بشكل من الأشكال جانبا من الهدي المنزل لعباده الثقلاء.
ومعلوم أن اليهود كانوا من حول أهل القرآن يتقاسمون معهم الحياة في نفس المدن وفي نفس الأحياء وتجمعهم بهم الكثير من الأمور الدنيوية والكثير من الصلات الإجتماعية المجتمعية؛ ومعلوم عنهم خبراتهم في السحر الشيطاني وتعاطيهم إياه بكثرة؛ ومعلوم أنه كان من بينهم وفرة من الأعداء لدين الإسلام وللفقهاء و"العلماء" أساسا تباعا وأهل القرآن عموما. ومعلوم أن الكثيرين من أهل القرآن كانوا يعتقدون بجدوى السحر. ومعلوم أن التفرقة بين أهل القرآن كانت شائعة وأن العداء بينهم من خلالها كان تباعا فاعلا وبشتى الألوان. ومعلوم أن الخلاف بين الفقهاء و"العلماء" وبين السلاطين كان قائما وكان يخلق لهم أعداء منافقين متخفين محيطين بهم. ومعلوم إذا أنه في هذه الظروف كان السبيل لإيقاع أحد منهم في المس من الشيطان من خلال نصب السحر غدرا لم يكن عسيرا.
فالغرور يمكنه إذا أن يلجأ إلى هذا السبيل ليجعل أحاديثه المختلقة تصبح مروية ضمن الأحاديث النبوية. ويكفيه أن يتقمص شخص فقيه أو "عالم" واحد وأن يسمع عنه فقهاء و"علماء" آخرون معاصرون له أو تلامذته الذين منهم من سيصبحون بدورهم فقهاء و"علماء". ويسهل عليه كذلك أن يتمكن من إثنين منهم أو ثلاثة أو أكثر في نفس الزمن فيصبح سند "الحديث" المختلق أثقل من خلالهم ومن خلال من يتلقونه منهم. ويمكنه أيضا أن يجعل كل حالة بعيدة عن الأخرى في المكان ليزيد في تقويم "صحته". وإنه لمن اليقين إذا أنه قد فعل ذلك كله وبوفرة وبجودة عالية.
ومن ينكر واقعية هذا السيناريو الموصوف ليظل مصرا على إنكار الحقائق المظهرة المعنية سيقر تباعا إذا بكفره بواقعية السحر الشيطاني، وواقعية المس من الشيطان الذي يوقعه، وواقعية السلطان العظيم الذي يصبح للغرور من خلاله على المصابين به، وواقعية الأضرار التي يمكنه أن يلحقها تباعا بهم وبعالم الإنس من خلالهم. هو سيقع في الكفر بالكثير من الذكر الكريم الذي يفصل الله من خلاله التعريف بهذه الحقائق الأربعة. هو سيقع في شعبة من شعب الكفر بالله.
وأعلم أن الفقهاء و"العلماء" يختلفون كذلك بشأن مدى صحة هذه الحقائق الأربعة. فمنهم من لا يعترف بها إجمالا قولا عجبا بأن السحر هو من أساطير الأولين ولم يبق له وجود ويدعون أن الإعتقاد به في زمننا هو إعتقاد بالخرافات كما هو رأي جل النخب المفكرة وخاصة منهم المتخصصون في علم النفس وطب الأمراض النفسية الذين يشرحون كل حالات إزدواجية الشخصية على أنها مجرد حالات إنفصام الشخصية. ومنهم من يعتقد بها ولكن ليس من خلال صحيح المعرفة بها وإنما من خلال معارف دخيلة خرافية جلها تجعل سندهم بشأن معتقدهم ضعيفا أمام محاوريهم هؤلاء وتمنحه فعلا صفة الخرافة. وهنا أيضا قد أفلح الغرور بجودة عالية في جعل الكل يجهل صحيح المعرفة القرآنية بشأن هذا الموضوع وفي منح هذا الحال تقويم سيرورته.
خلاصة العرض
1* لو تدبر الفقهاء و"العلماء" عقلا نهج الغرور البين المرغم على إتباعه في خلق وتخريج "الأحاديث" لبلوغ غايته الشيطانية المعلومة لأدركوا أن معيار وثوق ومصداقية الرواة ومعيار تواتر رواية الحديث ولفظه هما معياران قد صقل الغرور توفرهما في أحاديثه الشيطانية إستغفالا وبجودة عالية يقينا كشرط بديهي وحاسم نسبيا للفلاح في تحصيل مصادقتهم على صحتها، ولأدركوا تباعا أنه لا يعقل بتاتا إعتمادهما وحدهما كأساس ل"تخريج الحديث" أو "صنع الحديث" كما هو تعبيرهم الغريب كذلك، ولأدركوا أنهم ملزمون بالبحث عن معيار آخر يفوض إليه وحده أمر الحسم في الفصل النافذ بين الصحيح وبين الدخيل من بين "الأحاديث" المجموعة.
2* ولو تدبروا حقيقة كون عملية المصادقة الفقهية من المفترض في الأصل أن تفضي بالقطع الجازم إلى
البث بشأن كل "حديث" بأنه صحيح بالمطلق أو باطل بالمطلق دون أيتها أحكام وسطية بدرجات نسبية من الصحة والبطلان ولأن دين الله من الثوابت ولأن ذلك يجرده من هذه الصفة لدى المتلقين ويفتح لهم المجال للتشكيك في مصداقية الدين كله؛ ولأدركوا تباعا أن منهجيتهم باطلة وأنه موجود يقينا معيار ثالث هو الأحسم الذي يمكن من هذه الغاية بالتمام والكمال.
3* ولو خاضوا في تدبر ماهية هذا المعيار بسند منطق العقل حصرا لوجدوه بينا ساطعا. أي أنهم لو طرحوا على أنفسهم السؤال العقلاني المنطقي:
من الكفيل بأن يخبرنا جزما بأن ذاك "الحديث" أو ذاك "الحديث" هو صحيح فعلا وليس دخيلا ؟؟؟
من الكفيل بأن يخبرنا جزما بأن مضمون "حديث" معين" منسوب إلى الله من خلال الرسول إدعاء هو فعلا من عنده عز وجل جلاله ؟؟؟
والجواب يقول:
هو الله سبحانه وحده وليس غيره وبالقطع المطلق.
4* ولو تدبروا القرآن من أجل التيقن من هذه الحقيقة التي يدركها منطق العقل لدى جل الناس أقله لوجدوها ساطعة فيه ولوجدوا تعريفها مفصلا تفصيلا وافرا مستفيضا.
5*وكذلك لو بحثوا في "الأحاديث" المجموعة عن حديث يخبر بنفس الحقيقة لوجوده يقينا. ولقد وجدوه فعلا لكنهم أبطلوه وقالوا عنه أنه موضوع منكر مبتدع !!! هو الحديث الذي يقول فيه الرسول صلوات الله عليه بشأن المنسوب إليه: "إنكم ستختلفون من بعدي، فما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فمني وما خالفه فليس مني". لكنهم عجبا قضوا بأنه موضوع وضعه الزنادقة والخوارج، وقضوا بنفس الحكم بشأن كل حديث من قبيله يحمل نفس الأمر الرباني الجليل. وعرض المنسوب قوله أو فعله إلى الرسول على القرآن هو يعني بتمام التوافق عرضه على الله. والله علام الغيوب ولا يعجزه شيء. وقد أتانا سبحانه برده مسبقا في قرآنه الإمام الحجة المنير الهادي في كل شيء والمحفوظ في ألواح لندمغ به عموما كل الباطل الشيطاني مهما قل ومهما تخفى في لبابس "الحق" و"الشرعية" و"القدسية" الكذب.
6* ولو فعلوا ذلك وأدركوا تباعا هذه الحقيقة الجوهرية المخلصة لما آمنوا قطعا بأن الحديث يشرح القرآن لأن هذا المعتقد ليس له مكان بحضرتها، ولما آمنوا بباقي المعتقدات المعنية الكثيرة التي أظهرت بطلانها، ولما زاغوا عن العلم بكل جوهر معارف القرآن، ولما ولما ولما ... إلخ.
ومن بين الذكر الذي أستقيه هنا للتذكير به مرة أخرى ويكفي وحده للإستشهاد به على مطلق صحة ما أبلغ به من باب التذكير والبيان قوله سبحانه:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة، وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لتنذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين 11" س. الأحقاف.
"إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون 158" س. البقرة.
"قل هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا، فإن شهدوا فلا تشهد معهم، ولا تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا والذين لا يؤمنون بالآخرة وهم بربهم يعدلون 151 قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم، ألا تشركوا به شيئا، ... 152" س. الأنعام. "وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه، فاحكم بينهم بما أنزل الله،... 50" س. المائدة.
ـــــــــــــــــ صدق الله العظيم ـــــــــــــــــ
خلاصة الحجة
ما أصرح به إذا من باب التوضيح وردا لتلك التهم على أصحابها أنه لا أحد أصلا من الصحابة ومن الفقهاء و"العلماء" الأوائل صادق على شيء من "الأحاديث" الدخيلة، وإنما كل المنسوب إليهم روايته هم بريئون منه تمام البراءة كما هو النبي الأمين بريء منه. وأقول تباعا أن العيب الذي تسبب في المصادقة الفقهية عليها من لدن الفقهاء و"العلماء" التابعين لهؤلاء الأفاضل هو يكمن في منهجية "تخريج الحديث". وأقول تباعا أن لهم نسبيا بعض من العذر في ذلك ماداموا قد وجدوها مروية على لسان أتقى التقاة.
فلا يدعين أحد أنني أسيئ إلى الحديث النبوي الشريف أو الصحابة أو الفقهاء و"العلماء" الأوائل ولا حتى لغيرهم التابعين مادام قول الحق يحق فيهم كذلك وبالضرورة ومن باب نصرة الحق والدين الحق والرسول الحق وأهل القرآن وباقي العباد الثقلاء عموما ضد العدو الواحد إبليس الغرور الغبي الملعون.
------------------------------------
"الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب"
صدق الله العظيم
أبوخالد سليمان؛
الحجيج بالقرآن والغالب المنصور بالله تباعا في رحاب المحاججة ضد كل الفقهاء و"العلماء" ومواليهم بشأن جل ما يقولون به ويبلغون به على أنه من عند الله وهو في الأصل ليس من عند الله وإنما هو من عند الشيطان يناصره مناصرة عظيمة ليس لها مثيل.
------------------------------------
أنصروا الله لصالح أنفسكم وكل الناس ولا تناصروا رزمة من الناس والشيطان ضد الله وأنفسكم وكل الناس
.