.
ــــــــــــــ منقول من موقعي التبليغي البياني الأول ــــــــــــــ
المقال رقم25
إلى أهل القرآن
حدث القرن21 بامتياز
***** هام جدا وجاد جدا *****
عن عجاب قولنا الفقهي أن العبادات أو مراتب الجودة في العبادات ثلاثة "إسلام وإيمان وإحسان"
مقدمة
موجود "حديث" صادق على صحته الفقهاء و"العلماء" واستنتجوا منه وبإملائه أن مراتب العبادات أو مراتب جودة العبادة ثلاثة "إسلام وإيمان وإحسان". وهذا "الحديث" المعلوم يحكي أن الملك جبريل جاء إلى النبي المصطفى الأمين وهو في مجلسه وجلس أمامه مباشرة ووضع يديه على ركبتيه وراح يسأله ما الساعة وما الإسلام وما الإيمان وما الإحسان، والنبي صلوات الله عليه يجيب في كل مرة ويصيب ودون أن يتبع جوابه أيها تعليق من لدنه إلا القول بعد كل جواب "أصبت". ويحكي أنه بعد رحيله سأل النبي جلساءه إن هم عرفوا من هو فردوا بالنفي فأخبرهم بأنه جبريل قد جاء ليعلمهم دينهم. لكن الحقيقة الساطعة في الأصل تقول أن هذا "الحديث" غير صحيح ومن صنع الشيطان أصله، وأن مضمون ذاك القول المستنتج منه فقهيا هو باطل تباعا. وبعد هذه المقدمة سأعرض بعضا من بينات الطعن النافذ الذي لا يرد.
وإنه لمن الحقائق المرة المظهرة الحقيقة التي تقول أن الفقهاء و"العلماء" صاروا عجبا يجهلون في اللغة والدين ما تعريف الإيمان وما تعريف الإسلام وما تعريف الرابط المتين الموجود بينهما وما تعريف الإمتحان؛ وأن هذا الجهل الدخيل أفضى بهم تباعا إلى الزيغ عن إدراك صحيح تعريف صحيح دين الإسلام وفروعه وعن الصواب تباعا في الفهم والحكم بخصوص الكثير من المسائل كما هو الحال في مسألة التكفير مثلا ومسألة الرقيات الدعائية والإستشفائية. وإن المشهر في هذا المقال لهو نموذج بياني جامع بشأن هذا الحال الدخيل العريض الغريب العجيب الذي يطرح علامة إستفهام ضخمة وذلك لأنه حتى بحضرة أحجبة الغرور الغبي الملعون تظل غرابته عظيمة. غرابة ملخصها أنهم يجهلون ما يعلمون وينطقون به ويقولون في مقابله بنقيضه !!!
تذكير بالمعلوم من باب الحجة
ملخص التذكير بمفهوم الإيمان لغويا، وفي حدود الموضوع المفتوح، أنه قناعة فكرية بوجود ما هو غيبي وذلك بسند البينات الإقناعية التي هي مرتبطة به بشكل من الأشكال وتثبت وجوده الفعلي؛ وأنه غالبا ما يحمل إملاء يهدي إلى المصلحة الذاتية الطيبة. كالإيمان مثلا بأن النار تحرق، والمكتسب على أساس التجربة أو الملاحظة، والذي يملي تباعا باتقائها.
وملخص التذكير بمفهوم الإسلام لغويا أنه الطاعة الطوعية فيما يؤمن به العقل ويملي به سبيلا لتحصيل المصلحة الذاتية. وعدم وضع اليد فوق النار مثلا هو إسلام في الإيمان العقلي الذي يملي بعدم فعل ذلك كي لا يقع الإحتراق بها.
وقد أفضي إذا هذا التذكير الثنائي إلى التذكير تباعا بالحقيقة المطلقة التي تقول أن البينات الإقناعية هي تقويم كينونة الإيمان العقلي؛ وأن الإيمان العقلي هو تقويم كينونة الإسلام.
وملخص التذكير بمفهوم الإحسان لغويا الوارد في القاموس أنه إعانة الغير بمنظور الصدقة. ومفهومه الفقهي أنه إستحسان القيام بالشيء عموما، وهو بذلك صفة من صفات الإسلام من حيث الجودة.
والإيمان في دين الإسلام هو إذا الإيمان بالله عز وجل جلاله ربا وإلاها له الأسماء الحسنى وبيده الخير كله، وأنه الحق يمتحننا في الأرض بهذا الإيمان وفي مقابله مفاتن مغريات ومطامع وإكراهات الحياة الدنيا وفتنة الغرور حاضنها، وأنه الرحمان الرحيم ينزل لنا الهدي الحاسم الذي يمكن من تحصيل شيء من الفلاح الدنيوي وضمان الفلاح في الإمتحان وولوج الجنة. والإسلام لله سبحانه هو يعني إطاعته طوعا فيما ينصح ويملي ويأمر به سبيلا لبلوغ هذه الغايات وإلا فالعصيان آفته في المقابل أن يقع الزيغ عنها نصيبا محسوما مستحقا. فتقويم كينونة هذا الإسلام هو هذا الإيمان، وتقويم كينونة الإيمان هو مجموع البينات الإقناعية الربانية بنوعيها المخلوقة في ذات ونفس الإنسان ومن حوله في الطبيعة والمحدثة الموجودة مثلا في آثار وقصص السابقين، والمنزلة في شخص القرآن وفي شخص أنبائه الغبية لما يظهر بيناها. وأما الإحسان بمفهوم إستحسان فعل الشيء فهو إذا صفة من صفات الإسلام لله سبحانه من حيث الجودة. هو إستحسان إطاعة الله عز وجل قدر الإمكان فيما ينصح ويملي ويأمر به.
خلاصة بيان المعلوم
على ضوء المعلوم المذكر به وبقضاء حكمه تقول الحقيقة إذا أنه لا يعقل بتاتا القول أن مراتب العبادات أو مراتب الجودة في العبادة "إسلام وإيمان وإحسان". وتقول تباعا أن "الحديث" المصادق عليه فقهيا والمستنتج منه هذا القول الباطل هو في الأصل "حديث" دخيل من عند الشيطان ولا علاقة له بقول النبي المصطفى ولا بوحي الله عز وجل جلاله. والتصديق بهذا "الحديث" وهذا القول هو يعني التصديق بأن النبي المصطفى الأمين الحكيم لم يكن يعلم ما الإيمان وما الإسلام لغويا وفي الدين وما الرابط الموجود بينهما وما الإمتحان، ولم يكن يعلم أن إستحسان القيام بالشيء في رحاب دين الإسلام هو صفة من صفات جودة الإسلام لدى المتعبد. والعياذ بالله.
فالحقيقة المطلقة تقول أنه لا يعقل عموما فصل الشيء عن تقويم كينونته ثم إخضاعهما للمقارنة في صفة من الصفات. فلا يعقل مثلا فصل حلوى معينة عن تقويم كينونتها ثم إخضاعهما للمقارنة من حيث جودة الطعم مثلا أو من حيث صفة أخرى؛ أي أنه لا يعقل القول أن تقويم كينونة الحلوى هو خير من الحلوى من حيث صفة من الصفات أو أن الحلوى خير من تقويم كينونتها. لا يعقل مثلا المقارنة بين زاد العقل المعرفي وبين الذكاء والبصيرة؛ أي أنه لا يعقل القول أن زاد العقل المعرفي هو خير من الذكاء والبصيرة أو العكس.
وكذلك لا يعقل فصل الإسلام عن الإيمان الذي هو تقويم كينونته ثم إخضاعهما للمقارنة وترتيبهما من حيث المقام وجودة العبادة في دين الله.
وكذلك لا يعقل فصل الشيء عن صفة من صفاته ثم إخضاعهما للمقارنة وترتيبهما. فلا يعقل مثلا المقارنة بين اللون بشمولية معناه وبين اللون الأصفر مثلا وترتيبهما والقول أن ذاك أو ذاك أفضل؛ أي لا يعقل القول أن اللون أفضل من اللون الأصفر أو أن اللون الأصفر أفضل من اللون. ولا يعقل مثلا المقارنة بين الجري وبين السرعة وترتيبهما والقول أن الجري أحسن من السرعة أو العكس.
وكذلك لا يعقل المقارنة بين الإسلام والإحسان وترتيبهما والقول أن الإحسان هو أعلى مقاما. وأدهى من هذا أن تقع المقارنة بين الإحسان وبين الإيمان اللذين لا يوجد رابط بينهما إلا من خلال الإسلام حيث الأول هو صفة من صفات جودته والثاني هو تقويم كينونته.
ويرد في ذاك "الحديث" أن مفهوم الإحسان في دين الإسلام أن يعبد العبد رب وكأنه يراه.
فما موقع هذه الخاصية إذا في تعريف الإيمان وفي تعريف الإسلام ؟؟؟
أليس الإيمان أن يؤمن العبد من الثقلين بربه وبكل صفاته الجليلة وبكل وعده ووعيده وكأنه يراه ؟؟؟
أليس الإسلام أن يطيع العبد من الثقلين ربه فيما يملي به عليه سبحانه خوفا وطمعا وكأنه يراه حاضرا أينما حل وارتحل ؟؟؟
والجواب معلوم لدى الفقهاء و"العلماء" أجمعين ولدى جل أهل القرآن كذلك. وغريب جدا أن يكونوا عالمين بتواجد هذا العنصر التعريفي كذلك في تعريف الإيمان وتعريف الإسلام وأن يصادقوا رغم ذلك على صحة ذاك "الحديث" الذي يقول باستئثار الإحسان به دونهما ويخلقوا منه عبادة ثالثة من حيث الجودة وعلى أنها هي الأعلى !!!
فباطل إذا وباليقين المطلق ذاك "الحديث" وباطل مضمون ذاك القول الفقهي وأقله على أساس البينات المتقدم بها المعلومة في الأصل لدى الكل أو الجل. وعرض الكثير الآخر من بينات صواب الطعن هو قادم في المقال التالي.
وسم ذاك "الحديث" الباطل أنه يشكل إحدى مقومات المتاهات التضليلية المعقدة التي خلقها إبليس الغرور الغبي الملعون لحجب المعلوم لغويا عن تعريف الإيمان بالله وعن تعريف الإسلام له سبحانه وعن تعريفهما في الدين وعن تعريف الإمتحان ولحجب صحيح تعريف دين الإسلام تباعا. وقد أفلح هذا الشيطان فعلا وبجودة عالية منتم وجودها في الأصل إلى عالم المستحيل وجوده.
وقد بحث الفقهاء و"العلماء" عن سند في القرآن لتثبيت مصادقتهم على صحة ذاك "الحديث" التي أوقعوها من قبل من خلال ما يسمونه "تخريج الحديث" على أساس مصداقية الرواة وتواتر مضمون ولفظ الرويات، فوجدوه في طرف من آية من سورة الحجرات. وهم في الأصل لم يجدوه لأن الفهم الذي يقولون به بشأن الذكر الكريم المستند إليه هو ليس فهمه الصحيح المقروء أصلا بذاته بالنسبة لكل متمكن من القراءة والكتابة. والذي إستندوا إليه هو قوله سبحانه "قالت الأعراب آمنا، قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا"... 14". بينما الفهم الصحيح لهذا الذكر نجده ساطعا في نفس هذه الآية وفي شخص طرفها الثاني، ونجده كذلك ساطعا كذلك في الآيات التي تليها. وفي مقالي التالي سأذكر بهذه الحقيقة طعنا بها أيضا وبالنفاذ الثاقب في ذاك القول الفقهي وفي "الحديث" المعني الذي يملي به.
كلمة ونداء ضمني
قد عرضت إذا بالحجج الربانيات الدامغة حالة أخرى من الزيغ الفقهي عن الحق والصواب تظهر بدورها مدى عظمة سمك الحجاب الذي ألقاه الشيطان الغرور الغبي الملعون بين الفقهاء و"العلماء" وبين المعلوم لغويا والمعلوم المقروء في القرآن الكريم. حالة أخرى تثبت حقيقة أن "العلم" الفقهي الموروث يحجب جل صحيح المعرفة بدين الإسلام وبهدي القرآن. هي إذا حجة أخرى تثبت بدورها عموما صحة كل ما أبلغ به قرآنا وبسند القرآن وكل ما أبشر به عظيما عظيما.
-----------------------------------
"الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب"
صدق الله العظيم
أبوخالد سليمان،
الحجيج بالقرآن والغالب المنصور بالله تباعا في رحاب المحاججة ضد كل الفقهاء و"العلماء" ومواليهم بشأن جل ما يقولون به ويبلغون به على أنه من عند الله وهو في الأصل ليس من عند الله وإنما هو من عند الشيطان يناصره مناصرة عظيمة ليس لها مثيل.
------------------------------------
أنصروا الله لصالح أنفسكم وكل الناس ولا تناصروا رزمة من الناس والشيطان ضد الله وأنفسكم وكل الناس
.المقال رقم25
إلى أهل القرآن
حدث القرن21 بامتياز
***** هام جدا وجاد جدا *****
عن عجاب قولنا الفقهي أن العبادات أو مراتب الجودة في العبادات ثلاثة "إسلام وإيمان وإحسان"
مقدمة
موجود "حديث" صادق على صحته الفقهاء و"العلماء" واستنتجوا منه وبإملائه أن مراتب العبادات أو مراتب جودة العبادة ثلاثة "إسلام وإيمان وإحسان". وهذا "الحديث" المعلوم يحكي أن الملك جبريل جاء إلى النبي المصطفى الأمين وهو في مجلسه وجلس أمامه مباشرة ووضع يديه على ركبتيه وراح يسأله ما الساعة وما الإسلام وما الإيمان وما الإحسان، والنبي صلوات الله عليه يجيب في كل مرة ويصيب ودون أن يتبع جوابه أيها تعليق من لدنه إلا القول بعد كل جواب "أصبت". ويحكي أنه بعد رحيله سأل النبي جلساءه إن هم عرفوا من هو فردوا بالنفي فأخبرهم بأنه جبريل قد جاء ليعلمهم دينهم. لكن الحقيقة الساطعة في الأصل تقول أن هذا "الحديث" غير صحيح ومن صنع الشيطان أصله، وأن مضمون ذاك القول المستنتج منه فقهيا هو باطل تباعا. وبعد هذه المقدمة سأعرض بعضا من بينات الطعن النافذ الذي لا يرد.
وإنه لمن الحقائق المرة المظهرة الحقيقة التي تقول أن الفقهاء و"العلماء" صاروا عجبا يجهلون في اللغة والدين ما تعريف الإيمان وما تعريف الإسلام وما تعريف الرابط المتين الموجود بينهما وما تعريف الإمتحان؛ وأن هذا الجهل الدخيل أفضى بهم تباعا إلى الزيغ عن إدراك صحيح تعريف صحيح دين الإسلام وفروعه وعن الصواب تباعا في الفهم والحكم بخصوص الكثير من المسائل كما هو الحال في مسألة التكفير مثلا ومسألة الرقيات الدعائية والإستشفائية. وإن المشهر في هذا المقال لهو نموذج بياني جامع بشأن هذا الحال الدخيل العريض الغريب العجيب الذي يطرح علامة إستفهام ضخمة وذلك لأنه حتى بحضرة أحجبة الغرور الغبي الملعون تظل غرابته عظيمة. غرابة ملخصها أنهم يجهلون ما يعلمون وينطقون به ويقولون في مقابله بنقيضه !!!
تذكير بالمعلوم من باب الحجة
ملخص التذكير بمفهوم الإيمان لغويا، وفي حدود الموضوع المفتوح، أنه قناعة فكرية بوجود ما هو غيبي وذلك بسند البينات الإقناعية التي هي مرتبطة به بشكل من الأشكال وتثبت وجوده الفعلي؛ وأنه غالبا ما يحمل إملاء يهدي إلى المصلحة الذاتية الطيبة. كالإيمان مثلا بأن النار تحرق، والمكتسب على أساس التجربة أو الملاحظة، والذي يملي تباعا باتقائها.
وملخص التذكير بمفهوم الإسلام لغويا أنه الطاعة الطوعية فيما يؤمن به العقل ويملي به سبيلا لتحصيل المصلحة الذاتية. وعدم وضع اليد فوق النار مثلا هو إسلام في الإيمان العقلي الذي يملي بعدم فعل ذلك كي لا يقع الإحتراق بها.
وقد أفضي إذا هذا التذكير الثنائي إلى التذكير تباعا بالحقيقة المطلقة التي تقول أن البينات الإقناعية هي تقويم كينونة الإيمان العقلي؛ وأن الإيمان العقلي هو تقويم كينونة الإسلام.
وملخص التذكير بمفهوم الإحسان لغويا الوارد في القاموس أنه إعانة الغير بمنظور الصدقة. ومفهومه الفقهي أنه إستحسان القيام بالشيء عموما، وهو بذلك صفة من صفات الإسلام من حيث الجودة.
والإيمان في دين الإسلام هو إذا الإيمان بالله عز وجل جلاله ربا وإلاها له الأسماء الحسنى وبيده الخير كله، وأنه الحق يمتحننا في الأرض بهذا الإيمان وفي مقابله مفاتن مغريات ومطامع وإكراهات الحياة الدنيا وفتنة الغرور حاضنها، وأنه الرحمان الرحيم ينزل لنا الهدي الحاسم الذي يمكن من تحصيل شيء من الفلاح الدنيوي وضمان الفلاح في الإمتحان وولوج الجنة. والإسلام لله سبحانه هو يعني إطاعته طوعا فيما ينصح ويملي ويأمر به سبيلا لبلوغ هذه الغايات وإلا فالعصيان آفته في المقابل أن يقع الزيغ عنها نصيبا محسوما مستحقا. فتقويم كينونة هذا الإسلام هو هذا الإيمان، وتقويم كينونة الإيمان هو مجموع البينات الإقناعية الربانية بنوعيها المخلوقة في ذات ونفس الإنسان ومن حوله في الطبيعة والمحدثة الموجودة مثلا في آثار وقصص السابقين، والمنزلة في شخص القرآن وفي شخص أنبائه الغبية لما يظهر بيناها. وأما الإحسان بمفهوم إستحسان فعل الشيء فهو إذا صفة من صفات الإسلام لله سبحانه من حيث الجودة. هو إستحسان إطاعة الله عز وجل قدر الإمكان فيما ينصح ويملي ويأمر به.
خلاصة بيان المعلوم
على ضوء المعلوم المذكر به وبقضاء حكمه تقول الحقيقة إذا أنه لا يعقل بتاتا القول أن مراتب العبادات أو مراتب الجودة في العبادة "إسلام وإيمان وإحسان". وتقول تباعا أن "الحديث" المصادق عليه فقهيا والمستنتج منه هذا القول الباطل هو في الأصل "حديث" دخيل من عند الشيطان ولا علاقة له بقول النبي المصطفى ولا بوحي الله عز وجل جلاله. والتصديق بهذا "الحديث" وهذا القول هو يعني التصديق بأن النبي المصطفى الأمين الحكيم لم يكن يعلم ما الإيمان وما الإسلام لغويا وفي الدين وما الرابط الموجود بينهما وما الإمتحان، ولم يكن يعلم أن إستحسان القيام بالشيء في رحاب دين الإسلام هو صفة من صفات جودة الإسلام لدى المتعبد. والعياذ بالله.
فالحقيقة المطلقة تقول أنه لا يعقل عموما فصل الشيء عن تقويم كينونته ثم إخضاعهما للمقارنة في صفة من الصفات. فلا يعقل مثلا فصل حلوى معينة عن تقويم كينونتها ثم إخضاعهما للمقارنة من حيث جودة الطعم مثلا أو من حيث صفة أخرى؛ أي أنه لا يعقل القول أن تقويم كينونة الحلوى هو خير من الحلوى من حيث صفة من الصفات أو أن الحلوى خير من تقويم كينونتها. لا يعقل مثلا المقارنة بين زاد العقل المعرفي وبين الذكاء والبصيرة؛ أي أنه لا يعقل القول أن زاد العقل المعرفي هو خير من الذكاء والبصيرة أو العكس.
وكذلك لا يعقل فصل الإسلام عن الإيمان الذي هو تقويم كينونته ثم إخضاعهما للمقارنة وترتيبهما من حيث المقام وجودة العبادة في دين الله.
وكذلك لا يعقل فصل الشيء عن صفة من صفاته ثم إخضاعهما للمقارنة وترتيبهما. فلا يعقل مثلا المقارنة بين اللون بشمولية معناه وبين اللون الأصفر مثلا وترتيبهما والقول أن ذاك أو ذاك أفضل؛ أي لا يعقل القول أن اللون أفضل من اللون الأصفر أو أن اللون الأصفر أفضل من اللون. ولا يعقل مثلا المقارنة بين الجري وبين السرعة وترتيبهما والقول أن الجري أحسن من السرعة أو العكس.
وكذلك لا يعقل المقارنة بين الإسلام والإحسان وترتيبهما والقول أن الإحسان هو أعلى مقاما. وأدهى من هذا أن تقع المقارنة بين الإحسان وبين الإيمان اللذين لا يوجد رابط بينهما إلا من خلال الإسلام حيث الأول هو صفة من صفات جودته والثاني هو تقويم كينونته.
ويرد في ذاك "الحديث" أن مفهوم الإحسان في دين الإسلام أن يعبد العبد رب وكأنه يراه.
فما موقع هذه الخاصية إذا في تعريف الإيمان وفي تعريف الإسلام ؟؟؟
أليس الإيمان أن يؤمن العبد من الثقلين بربه وبكل صفاته الجليلة وبكل وعده ووعيده وكأنه يراه ؟؟؟
أليس الإسلام أن يطيع العبد من الثقلين ربه فيما يملي به عليه سبحانه خوفا وطمعا وكأنه يراه حاضرا أينما حل وارتحل ؟؟؟
والجواب معلوم لدى الفقهاء و"العلماء" أجمعين ولدى جل أهل القرآن كذلك. وغريب جدا أن يكونوا عالمين بتواجد هذا العنصر التعريفي كذلك في تعريف الإيمان وتعريف الإسلام وأن يصادقوا رغم ذلك على صحة ذاك "الحديث" الذي يقول باستئثار الإحسان به دونهما ويخلقوا منه عبادة ثالثة من حيث الجودة وعلى أنها هي الأعلى !!!
فباطل إذا وباليقين المطلق ذاك "الحديث" وباطل مضمون ذاك القول الفقهي وأقله على أساس البينات المتقدم بها المعلومة في الأصل لدى الكل أو الجل. وعرض الكثير الآخر من بينات صواب الطعن هو قادم في المقال التالي.
وسم ذاك "الحديث" الباطل أنه يشكل إحدى مقومات المتاهات التضليلية المعقدة التي خلقها إبليس الغرور الغبي الملعون لحجب المعلوم لغويا عن تعريف الإيمان بالله وعن تعريف الإسلام له سبحانه وعن تعريفهما في الدين وعن تعريف الإمتحان ولحجب صحيح تعريف دين الإسلام تباعا. وقد أفلح هذا الشيطان فعلا وبجودة عالية منتم وجودها في الأصل إلى عالم المستحيل وجوده.
وقد بحث الفقهاء و"العلماء" عن سند في القرآن لتثبيت مصادقتهم على صحة ذاك "الحديث" التي أوقعوها من قبل من خلال ما يسمونه "تخريج الحديث" على أساس مصداقية الرواة وتواتر مضمون ولفظ الرويات، فوجدوه في طرف من آية من سورة الحجرات. وهم في الأصل لم يجدوه لأن الفهم الذي يقولون به بشأن الذكر الكريم المستند إليه هو ليس فهمه الصحيح المقروء أصلا بذاته بالنسبة لكل متمكن من القراءة والكتابة. والذي إستندوا إليه هو قوله سبحانه "قالت الأعراب آمنا، قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا"... 14". بينما الفهم الصحيح لهذا الذكر نجده ساطعا في نفس هذه الآية وفي شخص طرفها الثاني، ونجده كذلك ساطعا كذلك في الآيات التي تليها. وفي مقالي التالي سأذكر بهذه الحقيقة طعنا بها أيضا وبالنفاذ الثاقب في ذاك القول الفقهي وفي "الحديث" المعني الذي يملي به.
كلمة ونداء ضمني
قد عرضت إذا بالحجج الربانيات الدامغة حالة أخرى من الزيغ الفقهي عن الحق والصواب تظهر بدورها مدى عظمة سمك الحجاب الذي ألقاه الشيطان الغرور الغبي الملعون بين الفقهاء و"العلماء" وبين المعلوم لغويا والمعلوم المقروء في القرآن الكريم. حالة أخرى تثبت حقيقة أن "العلم" الفقهي الموروث يحجب جل صحيح المعرفة بدين الإسلام وبهدي القرآن. هي إذا حجة أخرى تثبت بدورها عموما صحة كل ما أبلغ به قرآنا وبسند القرآن وكل ما أبشر به عظيما عظيما.
-----------------------------------
"الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب"
صدق الله العظيم
أبوخالد سليمان،
الحجيج بالقرآن والغالب المنصور بالله تباعا في رحاب المحاججة ضد كل الفقهاء و"العلماء" ومواليهم بشأن جل ما يقولون به ويبلغون به على أنه من عند الله وهو في الأصل ليس من عند الله وإنما هو من عند الشيطان يناصره مناصرة عظيمة ليس لها مثيل.
------------------------------------
أنصروا الله لصالح أنفسكم وكل الناس ولا تناصروا رزمة من الناس والشيطان ضد الله وأنفسكم وكل الناس