.
ــــــــــــــ منقول من موقعي التبليغي البياني الأول ــــــــــــــــ
المقال رقم28
إلى أهل القرآن
حدث القرن 21 بامتياز
***** هام جدا وجاد جدا *****
البحر في الآية رقم40 من سورة الروم هو البحر وليس الحضر
إظهار لبحر المعارف المنيرة الهادية التي تحملها هذه الآية القصيرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ــــــــــــــــــــــــــــــــ
"ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون"
ــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــ
يا أيها الناس ويا أيها الجن، إن في هذا الذكر الكريم لوعيد رباني عظيم.
وكذلك في هذا الذكر الكريم آية إعجازية عظيمة خصنا بها سبحانه نحن العباد الثقلين المنتمون إلى الزمن الهجري الختامي وزمن العولمة التامة في المكان والزمان وزمن المصير الواحد.
هذه آية من التقويم المشهود لكينونة لب الإيمان العقلي الذي هو حق لنا عليه سبحانه الحق ولكينونة الإيمان القلبي تباعا لمن يصدق القول مع نفسه ولمن يرد أن يطيع ويفلح في حياته الدنيا وفي إمتحانها الدنيوي الرباني الحق.
وهذا وعيد من عند الله علام الغيوب لمن يخاف وعيد وفقط من أجل إيقاع هذا الإيمان القلبي وهذا الفلاح الثنائي المترابط ترابطا وثيقا لا تبديل له.
لكن الرأي الفقهاء و"العلماء" لم يبصروهما وأتوا بشرح غريب يحجبهما حجبا عظيما وغصبا !!!
فهم قد صوبوا تدخلهم الباطل الذي أوقع هذا الحجب الموالي لسعي الغرور الغبي الملعون إلى لب هذا الذكر المجيد؛ وذلك عن جهل بطبيعة الحال وليس بالعمد. قد فسروا البر في هذه الآية الكريمة على أنه الفيافي والصحاري والخلاء؛ وفسروا البحر على أنه الحضر. غريب !!!
ويطرح منطق العقل الأسئلة التالية:
لم حذفوا مفهوميهما المعلومين لغويا واستبدلوهما بهذين المفهومين الجديدين الغريبين عن قاموس اللغة العربية الفصحى ؟؟؟
ألا يخاطبنا الله بنفس اللغة التي نفهمها ؟؟؟
أيخاطبنا سبحانه بلغة يفهمها الفقهاء و"العلماء" وحدهم ؟؟؟
ومن تقويم هذا التفسير المبتدع إدعاؤهم القدرة على تأويل المتشابه من القرآن الذي قال عنه سبحانه بأنه يستحيل فهمه في غير أجله ولا يعلم تأويله إلا هو علام الغيوب. ويا للعجب !!! يقول سبحانه بالواضح المفهوم في الآية رقم7 من سورة آل عمران أن الذين في قلوبهم زيغ يتبعون ما تشابه منه إبتغاء الفتنة وابتغاء تأويله؛ ويقول الفقهاء و"العلماء" في المقابل رغم ذلك أنهم قادرون على تأويله كذلك. غريب !!! وماداموا قد خاضوا فعلا في تأويل ما يقول عنه سبحانه أن الذين يبتغون الفتنة هم الذين يخوضون فيه فقد أنتجوا فعلا ما يوالي الغرور الغبي الملعون في سعيه ضد دين الإسلام وهدي القرآن والعباد الثقلين أجمعين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه إبتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، ولا يعلم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا، وما يذكر إلا أولو الألباب" س. آل عمران.
ــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ـــــــــــــــــــ
فالفساد في البحر لم يكن في سابق زمننا الحديث والمعاصر. و"العلماء" في القرون الهجرية السالفة كانوا يعلمون بطبيعة الحال هذه الحقيقة ككل الناس. وككل الناس قد تلقوا في الواجهة تناقضا بين ما يذكره سبحانه وبين الواقع حينها ولبسا تباعا. لكنهم حسب إعتقادهم هم ليسوا ككل الناس. فهم "ورثة الأنبياء الراسخون في العلم"، ويدركون مراد الله من كتابه، وقادرون تباعا على فهم المتشابه. فتدخل المفسرون منهم التابعون لأهل القرآن الأوائل وشرحوا الفساد على أنه فساد الأخلاق وشيعة الظلم والمنكر ماداموا هم لا علم لهم بغيره؛ وشرحوا تباعا البر بالفيافي والصحاري والخلاء وشرحوا البحر بالحضر مادام معقل هذا الفساد هو الأرض حيث يستقر ويعيش الناس. وجاء التابعون من قبيلهم بعدهم ووافقوهم عليه وتبنوه كذلك ماداموا لم يشهدوا بدورهم في البحر شيئا من المعلوم عن هذا الفساد.
لكن، هم قد أغفلوا عن كلمة واحدة من عند الله ناطقة مبصرة معبرة تبطل هذا الشرح الذي أفتوا به. بل لو أدركوا مدلولها المعلوم لديهم أجمعين لما أفتوا به قط أصلا. هم قد أغفلوا عن ذكره سبحانه بشأن الفساد المقصود كلمة:
"ظهر".
فقد كان عليهم أن يتساءلوا:
هل ذاك الفساد في تلك الأماكن هو حال جديد في زمنهم ؟؟؟
والجواب هو بالنفي القاطع بطبيعة الحال. فزيادة على كونه كان موجودا في زمنهم فالله قد أخبرهم من خلال قرآنه المجيد بأنه قد ظل معمرا في كل الأزمنة السابقة لهم، ناهيك عن القصص التي تناقلتها الأجيال بهذا الخصوص وتلقوا هم كذلك أخبارها.
فهل يستحق القول إذا بشأن الموجود أصلا أنه ظهر ؟؟؟
والجواب هو بالنفي القاطع.
وهل يعقل أن يكون المقصود بالفساد الذي يقول عنه سبحانه أنه ظهر بما كسبت أيدي الناس هو أساسا فساد الأخلاق وشيعة الظلم والمنكر ؟؟؟
والجواب كذلك هو بالنفي القاطع.
فلو طرحوا إذا هذه الأسئلة المعلومة أجوبتها قبل الخوض في الإفتاء بما تجود به قرائحهم لعلموا ولاستيقنوا أن الله يقصد فسادا آخر يستحيل عليهم معرفة ماهيته، وأنه سبحانه يقصد البر والبحر بذاتهما وفقا لمفهوميهما اللغويين المعلومين والمتداولين بين كل الناس. لو فعلوا ذلك لتبينت لهم إستحالة تأويل قصده سبحانه، ولأدركوا تباعا أن بيان التأويل الصحيح هو من علم الغيب الذي يعلمه الله وحده، ولقالوا هم كذلك حينها "آمنا به (محكما ومتشابها)، كل من عند ربنا".
ولو يصدق القول بوجود بعض من العذر لدى الفقهاء و"العلماء" السابقين في الوقوع في هذا الخطإ العظيم فقبيلهم في الزمن الحديث والمعاصر لا يملكون منه شيئا بالقطع ماداموا قد شهدوا ظهور الفساد البيئي في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس فعلا ولأول مرة في تاريخ الكرة الأرضية، وشهدوا تفاقمه العظيم خلال العقود الأخيرة، وعلموا كذلك من خلال الدراسات العلمية الدقيقة مدى عظمة تفاقمه الموعود كذلك في العقود التالية ومدى تفاقم ضراوته وخطورته تباعا في لاحق الزمن.
فما الآية الإعجازية العظيمة التي يحجبها الرأي الفقهي في شخص ذاك الشرح الباطل الغريب ؟؟؟
هي تتألف من جهة من نبإ عمره الآن 14 قرنا وبضع سنين صادر من عند علام الغيوب رب العالمين خالق الكون كله يخبر بوقوع الفساد العظيم في البر والبحر في زمننا الحديث والمعاصر، ومن جهة ثانية يتألف من بيانه المشهود على أرض الواقع من لدن الكل.
هي كذلك تثبت أن القرآن ليس من أساطير الأولين وأن خطابه الرباني الجليل ليس موجها إلى السابقين فقط وإنما هو موجه إلى كل العباد الثقلين المنتمين إلى الزمن الهجري الختامي؛ وأن طرفه المتعلق بالفساد الذي تخبر به ويخبر به الكثير منه هو موجه بالذات إلينا نحن في الزمن المعاصر وليس بالقطع إلى غيرنا بدليل موضوع الفساد البيئي في البر والبحر الذي ظهر لأول مرة.
وزيادة على كونها قد نبأت بظهور ذاك الفساد هي قد نبأت كذلك بحتمية إكتمال العولمة في الزمان أيضا التي إكتملت فعلا في عصرنا المتميز بتقدمه العلمي والحضاري المبهر؛ ونبأت إذا بتحصيل كل التقويم الحضاري لكينونة هذه العولمة ؛ ونبأت كذلك بحتمية عولمة المصير في ظلها تباعا. وهي قد نبأت بذلك كله جمعا وبحكمة من خلال ذكر ظهور الفساد المعني المكتسب في البر والبحر لأول مرة. فهو دلالة ناطقة من كل جانب بشأن هذا الواقع المستجد المتميز به زمننا والزمن اللاحق عن كل الأزمنة السابقة. فالبحر كان من معسرات التواصل بين القارات والأقوام والشعوب، وقد صار في زمننا من شبكات التواصل الحيوية. وكان لا يهدده شيء من الفساد فطاله الفساد البيئي العظيم كما طال قبيله البر بما إكتسبه الناس وصارت تباعا صحية كل منهما أمرا حياتيا من هم الكل دليلا آخر على حقيقة عولمة المصير الواحد؛ وصارت مسألة الخلاص عاملا من عوامل التحفيز والإكراه الذاتي على التواصل البناء بين الكل. والتواصل من أجل هذه الغاية هو يقضي، بالضرورة وبحكم سنة الترابط، بوجوب التواصل بشأن باقي القضايا الحياتية والكمالية أيضا ذات المقياس العالمي وغيرها ذات المقاييس المحلية المرتبطة بها إرتباطا وثيقا بشكل من الأشكال؛ وحيث كل منهما هي قضايا قائمة في البر أساسا.
وكون الترابط هو وثيق من حيث الخليقة الميكانيزمية بين البر والبحر والجو كما هي الحقيقة التي أظهرها العلم بالتفصيل، فالله يخبر إذا كذلك ضمنيا بقيمة الصريح بالفساد البيئي المكتسب بأيدينا في الجو.
وملخص ما تخبر به في شخص ذاك الفساد الثنائي أو الثلاثي هو حقيقة إكتساب البشرية جاهلية أخرى ومسار الدمار الذاتي التدريجي الشامل الذي يفضي بها في ظلها إلى الفناء المحتوم في الأفق غير البعيد إن يبق الحال كما هو عليه. وهذا المسار يقر به كذلك الرأي العلمي على أساس الدراسات العلمية الدقيقة التي تظهره وتثبته. ومن بين ما يقر به الرأي العلمي كذلك هو الإستحالة الغالبة لإدراك سبيل الخلاص والاستحالة الغالبة لتحصيله تباعا.
وجوهر ما تخبر به هو يتمثل في حقيقة وقوع الحجب لجل ما أنزل الله من البينات والهدى في الكتاب الإمام الحجة المجيد إن لم أقل كله، وذلك لأنهما يمكنان وحدهما من تفادي الوقوع في هذا الفساد ويمكنان وحدهما أيضا من التخلص منه بعد إكتسابه. هي تخبر تباعا بأن المسؤولية في وقوع هذا الحجب الشيطاني تقع بالدرجة الأولى على رجال الدين من أهل القرآن وأهل التبليغ بسبب ما إقترفوه من تقصير في تدبر هذا الكتاب المجيد، ومن عصيان ضمني تباعا في الأمر الرباني بهذا التدبر وفي الكثير من تعاليمه سبحانه وتعليماته الجوهرية الحياتية الواضحة فيه صريحا أو ضمنيا بقيمة الصريح، ومن كفر كذلك ضمني بقيمة الصريح بالكثير المعلوم من الصواب والحق المذكر بهما فيه من باب التنوير والمنصوص على إتباعهما ضمن هذه التعليمات كسبيل مخلص حاسم، ومن بدع مدمرة مختلقة في المقابل على مستوى المعتقد والمقصد والنهج كبديل للمكفر به. ولب الجوهر المحجوب من نور القرآن الذي تخبر به والمحجوب بسبب مجموع المقترف المذكور أعلاه هو يتمثل في تعريف دين الإسلام المبين فيه تفصيلا والذي تم حجبه كله عن أنفسهم وعن كل العباد الثقلين تباعا.
وماذا عن الوعيد الرباني الوارد في تلك الآية الذي سعى الغرور كذلك إلى حجبه فأفلح فلاحا عظيما ؟؟؟
مضمونه واضح تمام الوضوح الآن على ضوء ما تقدمت به من تذكير وتوضيح بياني وعلى ضوء ما يذكره سبحانه في الآية مفهوما بذاته بالنسبة لكل متمكن من القراءة والكتابة وكذلك بالنسبة للأميين لما يتلقوه منقولا مسموعا.
وملخص مضمونه أنه سبحانه يذكرنا بأنه قد هدانا إلى الصراط المستقيم هديا مكتملا لما أنزل القرآن وأننا في المقابل قد فرطنا وعصينا وتمادينا في العصيان عنادا في الدين وأن كلا على شاكلته في التفريط والعصيان قد فعل؛ وأن تاج تبعات هذا الضلال غير المبرر في رحاب هديه سبحانه الجليل المنزل تمثل في إكتساب الفساد البيئي العظيم في البر والبحر والجو واكتساب مسار الدمار الذاتي التدريجي الشامل تباعا كعقاب ذاتي مختار مستحق؛ وأن المشهود اليوم من أضرار هذا الفساد المكتسب هو ليس إلا القليل من الموعود شهادته على مدى هذا المسار وأن الباقي الذي نقصده بثبات إن لا نتراجع هو الأعظم؛ وأن سبيل الخلاص الوحيد هو التراجع عن هذا التفريط وهذا العصيان وهذا الضلال والرجوع تباعا من أجل ذلك إلى إتباع هديه القرآني الكريم المخلص وحده.
وكون الموضوع الجوهري الذي تخوض فيه الآية هو موضوع البينات الربانية الإقناعية التاجية كما أسميها والتي هي مؤلفة من أنبائها القرآنية ومن بيانها المشهود أو الملموس تقويما بها للب الإيمان العقلي، وكون الكثير منها قد تلقاه العباد الثقلين في زمننا، فمجموع ما تخبر به عظيما هو يشكل بالتالي تاجها الأعظم ويشكل تباعا تاج التكملة التامة لتقويم كينونة هذا الإيمان.
ومادامت حلقة البينات قد غيبت فقهيا من كل منظومة التبليغ تغييبا شبه كلي فإنه ليس غريبا أن يغيب كذلك كليا تاجها هذا المظهر من باب التذكير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جرد ملخص لما ورد في الآية من أخبار وأنباء ونذير وانتقاد وإملاء وبشائر
تلك إذا آية موجزة من حيث الحجم الذي هو أقل من سطرين وجامعة بحكمة من حيث المضمون التي هي به مبصرة وناطقة وبيانية ومنيرة ومنذرة ومنتقدة ومبشرة كذلك.
- 1 -
فهي قد نبأت:
1 - بوقوع الفساد في البر والبحر والجو الذي نسميه إجمالا التلوث البيئي؛
2 - بحتمية إكتمال العولمة في الزمان أيضا؛
3 - بحتمية تحصيل المقومات الحضارية لكينونة هذه العولمة؛
4 - بحتمية معايشة المصير الواحد كحقبة حضارية ختامية وكمحطة تبلغها البشرية بتطورها الحضاري؛
5 - بأسباب إكتساب الفساد إياه ملخصة في الإستغناء شبه الشامل عن الأزر الرباني القرآني المخلص؛
6 - باكتساب مسار الدمار التدريجي الشامل بسبب هذا الإستغناء وهذا الفساد تباعا؛
7 - بجاهليتنا "الحضارية" التي بها قد حصلنا هذا الفساد وهذا المسار؛
8 - بتعرض رسالة القرآن في شخص المتلقى منها إلى نفس المصير الذي تعرضت له رسالة التوراة ورسالة الإنجيل وكل الذكر السابق عموما وبسبب رجال الدين أساسا أيضا، أي مصيرها المتمثل في حجب جل جوهر أنوارها وهديها المخلص واستبداله بنقيضه الشيطاني المضلل.
إذا، ثماني حجج بيانية تاجية عظيمة نافذة في العقول مقومة على مستواها لعظيم الإيمان وتكفي المتلقي العالمي كي يؤمن ويسلم لربه إسلاما بجودة فوق المتوسط بكثير مهتديا في إسلامه بهدي رسالة القرآن الختامية.
- 2 -
هي تخبر منذرة:
1 - بأن حجم الفساد المحصل ليس إلا جزءا قليلا من مجموعه المسطر تحصيله إكتسابا في مسار الدمار الذاتي التدريجي الشامل المكتسب؛
2 - بأن تحصيل هذا المسار والتحصيل من ضراواته هو مسألة حتمية بقضاء سنن الإمتحان الدنيوي الذي لا مرد له في ظل الإستغناء عن الأزر القرآني المخلص الممكن وحده من تفاديه والممكن كذلك وحده من التخلص منه لما يحصل.
- 3 -
هي تخبر أهل القرآن وأهل التبليغ وفي مقدمتهم الفقهاء و"العلماء":
1 - بمجموع الطعون الربانية القرآنية الكثيرة التي وثقتها في رسالتي التبليغية وبلغت بجزء منها عظيم على مستوى المقالات علاقة بعيوب العلم الفقهي ومناهجه ومنتجاته وعلاقة تباعا بأداء الفقهاء و"العلماء" إجمالا، ولا حاجة إلى إعادة عرض وعد ما سبق عرضه وعده خاصة وأنه جد كثير؛
2 - وتخبر كذلك بعظمة ضراوات هذه العيوب وبوقوع المسؤولية أساسا على الفقهاء و"العلماء" بشأنها إجمالا وبشأن توابعها تباعا على إختلاف أنواعها وأشكالها وألوانها التي سبق تعيينها وعدها كذلك على مستوى باقي المقالات.
- 4 -
وهي من خلال بيان أنبائها ونذيرها وأخبارها التنويرية الإنتقادية تملي على أهل القرآن وأهل التبليغ وفي مقدمتهم الفقهاء و"العلماء":
بالرجوع إلى القرآن الإمام المنير الهادي في كل شيء لتلقي صحيح المعرفة بأنوار وهدي القرآن، وصحيح المعرفة بتقويم كينونة الإيمان والجودة في الإيمان وكينونة الإسلام والجودة في الإسلام تباعا والذي هو تقويم رباني كمالي نافذ في كل العقول يقينا وبطبيعة الحال وواعد تباعا بإسلام أغلب العباد الثقلين أقله في الوهلة الأولى وبجودات إيجابية مخلصة بفاعليتها على أرض الواقع في زمن العولمة والمصير الواحد.
- 5 -
وهي تبشر المجتمع البشري اليائس من إمكانية وجود سبيل الخلاص من مسار الدمار التدريجي الشامل، واليائس كذلك من إمكانية الإستجابة المرضية على مستوى تطبيقه وتفعيله حتى ولو وجد:
1 - بيقين الوجود الفعلي لهذا الخلاص في شخص هدي رسالة القرآن شاملا كل القضايا السببية على إختلاف أنواعها ومقاييسها وبفاعلية عظيمة تصيب ولا تخيب؛
2 - بيقين وقوع الإستجابة له ذاتيا وعفويا في ظل أنواره وهديه الربانيين من لدن المجتمع البشري أفرادا ودولا وبنسبة الأغلبية أقله في الوهلة الأولى؛
3 - بتوافقه شبه الشامل مع المبادئ الحضارية المعاصرية الحقوقية والنظامية التي تتبناها الدول المتقدمة وتسعى إلى تعميم إعتمادها على مستوى كل الدول وعلى مستوى كل المجتمع البشري تباعا، وحيث هذا التوافق هو يعد به ويشهره في الواجهة الأولى ضمن بيناته الإقناعية وضمن عوامله التحفيزية على الإستجابة.
وهذه البشرى تفتح مبدئيا إذا بابا متسعا في رحاب الإعلام والحوار عالميا للإقبال على رسالة القرآن ولتدارس وعودها ومدى جدوى التوكل عليها ولتلقي هي حينها تباعا على الدارسين المزيد من بيناتها الربانية الإقناعية النافذة التي صنعها ذو الكمال رب العالمين خالق الكون كله الذي يؤمن بها اليوم عقلا جل الناس إن لم اقل كلهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلمة حق علاقة بموضوع هذه البشرى وتفاصيل مقدماتها ومقوماتها
بحكم إحاطتي علما بجوهر صحيح أنوار القرآن المحجوبة جلها عن العباد الثقلين والتي عرفت بجزء منها من خلال الكثير من مقالاتي التبليغية ، وبحكم إحاطتي علما تباعا بتقويم إستجابة المجتمع البشري إياها الموعود تحصيلها على أساس البينات الربانية التاجية الكثيرة التي عرفت كذلك بجزء منها والتي يشكل جزؤها المتبقي الجزء الأعظم بيانا وإقناعا وخاصة منه صحيح تعريف دين الإسلام، فإني مستيقن تمام اليقين من كون الباب المذكور والمفتوح أصلا بضغط الضرورة إياها لكل الخائضين في مسألة الخلاص العالمي المرغوب فيه يشكل إحدى الأبواب العظيمة المفتوحة عفويا في زمننا لتدخل منه كذلك رسالة القرآن ولتقول من خلاله كل كلماتها الربانية التامات في الناس أجمعين من منبره العالمي الذي يشخص مجلس الأمم المتحدة. وكل من يحط عالما بنفس العلم الذي أحطت به ستصيبه يقينا نفس القناعة المبينة علاقة بالموضوع المفتوح وعلاقة عموما بكل غيره المرتبط به، وسيصيبه نفس التفاؤل العظيم الذي يغمرني بفضله في رحاب عظيم الإيمان العقلي بالله ذي الكمال والجلال والإكرام الذي يوقعه. وأقصد بهذا الإخبار أن كل الفقهاء و"العلماء" الأكفاء المخلصين الذين يبلغهم هذا العلم سيهمون إلى المبادرة بطرق هذا الباب معززين مكرمين متفائلين مبتهجين . وإني لأرى عدة سيناريوهات لطرق هذا الباب وللتحاور مع بعض من أناس ذاك المجلس حوارات أولية سبيلا بها لإقناعهم وسبيلا تباعا لتوسيعه وليشمل رسميا كل أعضائه. ولعل الخبراء منا في التعامل معه هم أدرى مني بأفضلها.
ولتقريب الصورة في حالة وقوع الإستجابة الموعود تحصيلها، فإنني أذكركم أيها القراء من أهل القرآن وأهل التبليغ بأنها تصف في الأصل وضعا واقعيا فيه ربنا مشخصا في شخص رسالته القرآنية المتحدثة باسمه مباشرة وكأنه هو نفسه المتحدث حاضرا بذاته عز وجل جلاله مستضافا في رحاب مجلس عباده الإنس ومجلس عباد الجن كذلك في عالمهم الخفي ليؤمهم أجمعين تنويرا وهديا وإملاء في أم قضاياهم وفي أم الخلاص كله الذي يسألون عنه ويرغبون فيه.
والصورة من حيث إلتماس الإستجابة المطروح ومن حيث الإملاء العقلاني بضرورة وقوعها من باب المصلحة الذاتية هي كذلك تصف وضعا واقعيا فيه هو سبحانه بعزة جلاله يلتمس منا نحن عباد الثقلين إستضافته في ذاك المجلس الأممي والإستماع له بشأن ما يهمنا ونسأل عنه ونتمنى تحصيل الإستجابة فيه يائسين ولنتلقى من عنده سبحانه الإستجابة الكاملة. فتصوروه هو خالقنا وخالق الكون بعزة جلاله يلتمس وبإلحاح منا نحن أهل القرآن وأهل التبليغ، الذين شرفنا من قبل بتلقي رسالته الختامية الجليلة وبتكليف التبليغ بها وأنعم علينا بكثير من التأييد والنصر من عنده ناهيك عما أنعم به علينا من الأنعم والجمائل على غرار كل الناس وكل الجن، أن نسعى له في هذه الإستضافة فقط . تصوروا أنه العزيز خالقنا الذي يحيينا لا يلتمس منا إيقاع الإستجابة لوقوع هذه الإستضافة وإنما يلتمس منا فقط قبول السعي له فيها وترك أمر الإستجابة فيها له سبحانه الذي صنع من قبل خلقة تقويم وقوعها طوعا بضغط المصلحة الذاتية ناهيك عن الظروف المستجدة الموالية لمفعوله تباعا بقضاء نفس سيادته. تصوروا إذا مجموع جمائله علينا سبحانه التي لا تحصى وتصوروا في المقابل أنه العزيز يلتمس منا فقط هذه الخدمة وحيث الإستجابة له فيها هي في الأصل أمر نفعي من المفترض أن نقضي به نحن من ذات أنفسنا إن نحن عاقلون ومن أجل مصلحتنا وليس من أجله هو سبحانه الغني المستغني. وعلاقة باستضافته سبحانه التي يلتمسها منا نحن العباد الإنس والجن تباعا تصوروا أن غايته بها، هو الرحمان الرحيم الغفور الرءوف القاهر القهار الذي لا يكرهنا على شيء، هي فقط أن نستمع له مصدقين لدى أنفسنا بنفس مبادئ الحوار الحضارية الحقوقية النظامية التي صرنا نتبناها بقوة ونشترطها على كل محاور؛ ولنقرر نحن بذاتنا بعد ذلك ما نتبعه من قوله وهديه وإملائه عز وجل جلاله بقضاء ضغط مصلحتنا الذاتية وبوزن ما يقع من الإقتناع والإيمان. وكذلك إستجابة القلوب في شخص أغلبها أقله موعودة في الوهلة الاولى كما سبق تكرار التبشير به وذلك فقط بشرط الإستماع عقلا لكل كلمات الله التامات التي تصيب ولا تخيب بطبيعة الحال لأنها من صنعه هو ذو الكمال والجلال والإكرام. وما كان سبحانه ليعد بظهور دينه الحق على الدين كله لو لم تكن هذه هي التنيجة الموعود تحصيلها.
تصوروا إذا مدى خبث فعلتنا نحن أهل القرآن وأهل التبليغ إن نرفض الإستجابة له سبحانه في تلك الخدمة التي لا تفقرنا شيئا وفي هذا الأمر الذاتي النفعي الذي لا ينفيه إلا الجاهلون. تصوروا مدى خبث رفضنا أن نسعى بهذه الخدمة كي يؤمنا خالقنا نحن العباد الثقلين في رحاب ذاك المجلس الأممي إمامة الخلاص كله الذي نرغب فيه ونفتقده ويائسين بشأن الأمل في تحصيل شيء منه. فمادامت الإستجابة لاستضافته سبحانه مقدر لها من قبل أن تقع في الأصل بقضاء تقويم كينونتها الموجود كما سبق ذكره فلا يحول دون وقوعها إذا إلا نفس فعلتنا إن نحن نبخل في تلك الخدمة وحيث وزر الرفض والعصيان بذلك يصبح أعظم وخبث الفعلة يصبح تباعا عظيما.
فهل يعقل أن نبخل نحن أهل القرآن وأهل التبليغ على ربنا في هذه الخدمة ؟؟؟
أيعقل أن لا نستجيب لملتمسها رب العالمين الإلتماس الجليل الذي لا يوجد ما هو أجل منه ؟؟؟
أيعقل أن لا نستجيب له سبحانه في هذه الخدمة وهذا الإلتماس الجليل وحيث الإستجابة هي فقط سبيل لتحصيل أم الخلاص كله وأم مصالحنا كلها ؟؟؟
وهل ترونه سبحانه لا يفلح في إقناعنا نحن عباده الثقلين وفي جعلنا نؤمن ونتبع هديه وإملاءه النصحي ؟؟؟
هل ترونه العزيز لا يفلح لما تعط له الكلمة هو الخالق ذو الكمال والجلال والإكرام ؟؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلمة ودعوة ونداء
ما رأيكم أيها الفقهاء و"العلماء" فيما هو ملقى عليكم من الحق كذلك في هذا المقال عريضا ؟؟؟
هل ستنكرونه كذلك بصمتكم الغريب ؟؟؟
وإن الله لرقيب حسيب عالم بما في الصدور.
وإنه لسريع الحساب وسريع الإنتقام.
وإن حسابكم لهو أشد بحكم الأمانات الربانية الجليلة التي هي ملقات على عواتقكم طوعا بمحض إختياركم والتي أصحابها هم كل العباد الثقلين.
فتبينوا ولا تكونوا من الخائنين عن بينة وعلم.
أي أنني بهذا القول أترجاكم مرة أخرى وأستعطفكم بالله العلي العظيم أن تستجيبوا لي في دعوتي إياكم إلى تدبر رسالتي التبليغية الربانية القرآنية الجليلة المكتسبة ذات النفع الظرفي العابر العظيم.
المقال رقم28
إلى أهل القرآن
حدث القرن 21 بامتياز
***** هام جدا وجاد جدا *****
البحر في الآية رقم40 من سورة الروم هو البحر وليس الحضر
إظهار لبحر المعارف المنيرة الهادية التي تحملها هذه الآية القصيرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ــــــــــــــــــــــــــــــــ
"ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون"
ــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــ
يا أيها الناس ويا أيها الجن، إن في هذا الذكر الكريم لوعيد رباني عظيم.
وكذلك في هذا الذكر الكريم آية إعجازية عظيمة خصنا بها سبحانه نحن العباد الثقلين المنتمون إلى الزمن الهجري الختامي وزمن العولمة التامة في المكان والزمان وزمن المصير الواحد.
هذه آية من التقويم المشهود لكينونة لب الإيمان العقلي الذي هو حق لنا عليه سبحانه الحق ولكينونة الإيمان القلبي تباعا لمن يصدق القول مع نفسه ولمن يرد أن يطيع ويفلح في حياته الدنيا وفي إمتحانها الدنيوي الرباني الحق.
وهذا وعيد من عند الله علام الغيوب لمن يخاف وعيد وفقط من أجل إيقاع هذا الإيمان القلبي وهذا الفلاح الثنائي المترابط ترابطا وثيقا لا تبديل له.
لكن الرأي الفقهاء و"العلماء" لم يبصروهما وأتوا بشرح غريب يحجبهما حجبا عظيما وغصبا !!!
فهم قد صوبوا تدخلهم الباطل الذي أوقع هذا الحجب الموالي لسعي الغرور الغبي الملعون إلى لب هذا الذكر المجيد؛ وذلك عن جهل بطبيعة الحال وليس بالعمد. قد فسروا البر في هذه الآية الكريمة على أنه الفيافي والصحاري والخلاء؛ وفسروا البحر على أنه الحضر. غريب !!!
ويطرح منطق العقل الأسئلة التالية:
لم حذفوا مفهوميهما المعلومين لغويا واستبدلوهما بهذين المفهومين الجديدين الغريبين عن قاموس اللغة العربية الفصحى ؟؟؟
ألا يخاطبنا الله بنفس اللغة التي نفهمها ؟؟؟
أيخاطبنا سبحانه بلغة يفهمها الفقهاء و"العلماء" وحدهم ؟؟؟
ومن تقويم هذا التفسير المبتدع إدعاؤهم القدرة على تأويل المتشابه من القرآن الذي قال عنه سبحانه بأنه يستحيل فهمه في غير أجله ولا يعلم تأويله إلا هو علام الغيوب. ويا للعجب !!! يقول سبحانه بالواضح المفهوم في الآية رقم7 من سورة آل عمران أن الذين في قلوبهم زيغ يتبعون ما تشابه منه إبتغاء الفتنة وابتغاء تأويله؛ ويقول الفقهاء و"العلماء" في المقابل رغم ذلك أنهم قادرون على تأويله كذلك. غريب !!! وماداموا قد خاضوا فعلا في تأويل ما يقول عنه سبحانه أن الذين يبتغون الفتنة هم الذين يخوضون فيه فقد أنتجوا فعلا ما يوالي الغرور الغبي الملعون في سعيه ضد دين الإسلام وهدي القرآن والعباد الثقلين أجمعين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه إبتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، ولا يعلم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا، وما يذكر إلا أولو الألباب" س. آل عمران.
ــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ـــــــــــــــــــ
فالفساد في البحر لم يكن في سابق زمننا الحديث والمعاصر. و"العلماء" في القرون الهجرية السالفة كانوا يعلمون بطبيعة الحال هذه الحقيقة ككل الناس. وككل الناس قد تلقوا في الواجهة تناقضا بين ما يذكره سبحانه وبين الواقع حينها ولبسا تباعا. لكنهم حسب إعتقادهم هم ليسوا ككل الناس. فهم "ورثة الأنبياء الراسخون في العلم"، ويدركون مراد الله من كتابه، وقادرون تباعا على فهم المتشابه. فتدخل المفسرون منهم التابعون لأهل القرآن الأوائل وشرحوا الفساد على أنه فساد الأخلاق وشيعة الظلم والمنكر ماداموا هم لا علم لهم بغيره؛ وشرحوا تباعا البر بالفيافي والصحاري والخلاء وشرحوا البحر بالحضر مادام معقل هذا الفساد هو الأرض حيث يستقر ويعيش الناس. وجاء التابعون من قبيلهم بعدهم ووافقوهم عليه وتبنوه كذلك ماداموا لم يشهدوا بدورهم في البحر شيئا من المعلوم عن هذا الفساد.
لكن، هم قد أغفلوا عن كلمة واحدة من عند الله ناطقة مبصرة معبرة تبطل هذا الشرح الذي أفتوا به. بل لو أدركوا مدلولها المعلوم لديهم أجمعين لما أفتوا به قط أصلا. هم قد أغفلوا عن ذكره سبحانه بشأن الفساد المقصود كلمة:
"ظهر".
فقد كان عليهم أن يتساءلوا:
هل ذاك الفساد في تلك الأماكن هو حال جديد في زمنهم ؟؟؟
والجواب هو بالنفي القاطع بطبيعة الحال. فزيادة على كونه كان موجودا في زمنهم فالله قد أخبرهم من خلال قرآنه المجيد بأنه قد ظل معمرا في كل الأزمنة السابقة لهم، ناهيك عن القصص التي تناقلتها الأجيال بهذا الخصوص وتلقوا هم كذلك أخبارها.
فهل يستحق القول إذا بشأن الموجود أصلا أنه ظهر ؟؟؟
والجواب هو بالنفي القاطع.
وهل يعقل أن يكون المقصود بالفساد الذي يقول عنه سبحانه أنه ظهر بما كسبت أيدي الناس هو أساسا فساد الأخلاق وشيعة الظلم والمنكر ؟؟؟
والجواب كذلك هو بالنفي القاطع.
فلو طرحوا إذا هذه الأسئلة المعلومة أجوبتها قبل الخوض في الإفتاء بما تجود به قرائحهم لعلموا ولاستيقنوا أن الله يقصد فسادا آخر يستحيل عليهم معرفة ماهيته، وأنه سبحانه يقصد البر والبحر بذاتهما وفقا لمفهوميهما اللغويين المعلومين والمتداولين بين كل الناس. لو فعلوا ذلك لتبينت لهم إستحالة تأويل قصده سبحانه، ولأدركوا تباعا أن بيان التأويل الصحيح هو من علم الغيب الذي يعلمه الله وحده، ولقالوا هم كذلك حينها "آمنا به (محكما ومتشابها)، كل من عند ربنا".
ولو يصدق القول بوجود بعض من العذر لدى الفقهاء و"العلماء" السابقين في الوقوع في هذا الخطإ العظيم فقبيلهم في الزمن الحديث والمعاصر لا يملكون منه شيئا بالقطع ماداموا قد شهدوا ظهور الفساد البيئي في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس فعلا ولأول مرة في تاريخ الكرة الأرضية، وشهدوا تفاقمه العظيم خلال العقود الأخيرة، وعلموا كذلك من خلال الدراسات العلمية الدقيقة مدى عظمة تفاقمه الموعود كذلك في العقود التالية ومدى تفاقم ضراوته وخطورته تباعا في لاحق الزمن.
فما الآية الإعجازية العظيمة التي يحجبها الرأي الفقهي في شخص ذاك الشرح الباطل الغريب ؟؟؟
هي تتألف من جهة من نبإ عمره الآن 14 قرنا وبضع سنين صادر من عند علام الغيوب رب العالمين خالق الكون كله يخبر بوقوع الفساد العظيم في البر والبحر في زمننا الحديث والمعاصر، ومن جهة ثانية يتألف من بيانه المشهود على أرض الواقع من لدن الكل.
هي كذلك تثبت أن القرآن ليس من أساطير الأولين وأن خطابه الرباني الجليل ليس موجها إلى السابقين فقط وإنما هو موجه إلى كل العباد الثقلين المنتمين إلى الزمن الهجري الختامي؛ وأن طرفه المتعلق بالفساد الذي تخبر به ويخبر به الكثير منه هو موجه بالذات إلينا نحن في الزمن المعاصر وليس بالقطع إلى غيرنا بدليل موضوع الفساد البيئي في البر والبحر الذي ظهر لأول مرة.
وزيادة على كونها قد نبأت بظهور ذاك الفساد هي قد نبأت كذلك بحتمية إكتمال العولمة في الزمان أيضا التي إكتملت فعلا في عصرنا المتميز بتقدمه العلمي والحضاري المبهر؛ ونبأت إذا بتحصيل كل التقويم الحضاري لكينونة هذه العولمة ؛ ونبأت كذلك بحتمية عولمة المصير في ظلها تباعا. وهي قد نبأت بذلك كله جمعا وبحكمة من خلال ذكر ظهور الفساد المعني المكتسب في البر والبحر لأول مرة. فهو دلالة ناطقة من كل جانب بشأن هذا الواقع المستجد المتميز به زمننا والزمن اللاحق عن كل الأزمنة السابقة. فالبحر كان من معسرات التواصل بين القارات والأقوام والشعوب، وقد صار في زمننا من شبكات التواصل الحيوية. وكان لا يهدده شيء من الفساد فطاله الفساد البيئي العظيم كما طال قبيله البر بما إكتسبه الناس وصارت تباعا صحية كل منهما أمرا حياتيا من هم الكل دليلا آخر على حقيقة عولمة المصير الواحد؛ وصارت مسألة الخلاص عاملا من عوامل التحفيز والإكراه الذاتي على التواصل البناء بين الكل. والتواصل من أجل هذه الغاية هو يقضي، بالضرورة وبحكم سنة الترابط، بوجوب التواصل بشأن باقي القضايا الحياتية والكمالية أيضا ذات المقياس العالمي وغيرها ذات المقاييس المحلية المرتبطة بها إرتباطا وثيقا بشكل من الأشكال؛ وحيث كل منهما هي قضايا قائمة في البر أساسا.
وكون الترابط هو وثيق من حيث الخليقة الميكانيزمية بين البر والبحر والجو كما هي الحقيقة التي أظهرها العلم بالتفصيل، فالله يخبر إذا كذلك ضمنيا بقيمة الصريح بالفساد البيئي المكتسب بأيدينا في الجو.
وملخص ما تخبر به في شخص ذاك الفساد الثنائي أو الثلاثي هو حقيقة إكتساب البشرية جاهلية أخرى ومسار الدمار الذاتي التدريجي الشامل الذي يفضي بها في ظلها إلى الفناء المحتوم في الأفق غير البعيد إن يبق الحال كما هو عليه. وهذا المسار يقر به كذلك الرأي العلمي على أساس الدراسات العلمية الدقيقة التي تظهره وتثبته. ومن بين ما يقر به الرأي العلمي كذلك هو الإستحالة الغالبة لإدراك سبيل الخلاص والاستحالة الغالبة لتحصيله تباعا.
وجوهر ما تخبر به هو يتمثل في حقيقة وقوع الحجب لجل ما أنزل الله من البينات والهدى في الكتاب الإمام الحجة المجيد إن لم أقل كله، وذلك لأنهما يمكنان وحدهما من تفادي الوقوع في هذا الفساد ويمكنان وحدهما أيضا من التخلص منه بعد إكتسابه. هي تخبر تباعا بأن المسؤولية في وقوع هذا الحجب الشيطاني تقع بالدرجة الأولى على رجال الدين من أهل القرآن وأهل التبليغ بسبب ما إقترفوه من تقصير في تدبر هذا الكتاب المجيد، ومن عصيان ضمني تباعا في الأمر الرباني بهذا التدبر وفي الكثير من تعاليمه سبحانه وتعليماته الجوهرية الحياتية الواضحة فيه صريحا أو ضمنيا بقيمة الصريح، ومن كفر كذلك ضمني بقيمة الصريح بالكثير المعلوم من الصواب والحق المذكر بهما فيه من باب التنوير والمنصوص على إتباعهما ضمن هذه التعليمات كسبيل مخلص حاسم، ومن بدع مدمرة مختلقة في المقابل على مستوى المعتقد والمقصد والنهج كبديل للمكفر به. ولب الجوهر المحجوب من نور القرآن الذي تخبر به والمحجوب بسبب مجموع المقترف المذكور أعلاه هو يتمثل في تعريف دين الإسلام المبين فيه تفصيلا والذي تم حجبه كله عن أنفسهم وعن كل العباد الثقلين تباعا.
وماذا عن الوعيد الرباني الوارد في تلك الآية الذي سعى الغرور كذلك إلى حجبه فأفلح فلاحا عظيما ؟؟؟
مضمونه واضح تمام الوضوح الآن على ضوء ما تقدمت به من تذكير وتوضيح بياني وعلى ضوء ما يذكره سبحانه في الآية مفهوما بذاته بالنسبة لكل متمكن من القراءة والكتابة وكذلك بالنسبة للأميين لما يتلقوه منقولا مسموعا.
وملخص مضمونه أنه سبحانه يذكرنا بأنه قد هدانا إلى الصراط المستقيم هديا مكتملا لما أنزل القرآن وأننا في المقابل قد فرطنا وعصينا وتمادينا في العصيان عنادا في الدين وأن كلا على شاكلته في التفريط والعصيان قد فعل؛ وأن تاج تبعات هذا الضلال غير المبرر في رحاب هديه سبحانه الجليل المنزل تمثل في إكتساب الفساد البيئي العظيم في البر والبحر والجو واكتساب مسار الدمار الذاتي التدريجي الشامل تباعا كعقاب ذاتي مختار مستحق؛ وأن المشهود اليوم من أضرار هذا الفساد المكتسب هو ليس إلا القليل من الموعود شهادته على مدى هذا المسار وأن الباقي الذي نقصده بثبات إن لا نتراجع هو الأعظم؛ وأن سبيل الخلاص الوحيد هو التراجع عن هذا التفريط وهذا العصيان وهذا الضلال والرجوع تباعا من أجل ذلك إلى إتباع هديه القرآني الكريم المخلص وحده.
وكون الموضوع الجوهري الذي تخوض فيه الآية هو موضوع البينات الربانية الإقناعية التاجية كما أسميها والتي هي مؤلفة من أنبائها القرآنية ومن بيانها المشهود أو الملموس تقويما بها للب الإيمان العقلي، وكون الكثير منها قد تلقاه العباد الثقلين في زمننا، فمجموع ما تخبر به عظيما هو يشكل بالتالي تاجها الأعظم ويشكل تباعا تاج التكملة التامة لتقويم كينونة هذا الإيمان.
ومادامت حلقة البينات قد غيبت فقهيا من كل منظومة التبليغ تغييبا شبه كلي فإنه ليس غريبا أن يغيب كذلك كليا تاجها هذا المظهر من باب التذكير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جرد ملخص لما ورد في الآية من أخبار وأنباء ونذير وانتقاد وإملاء وبشائر
تلك إذا آية موجزة من حيث الحجم الذي هو أقل من سطرين وجامعة بحكمة من حيث المضمون التي هي به مبصرة وناطقة وبيانية ومنيرة ومنذرة ومنتقدة ومبشرة كذلك.
- 1 -
فهي قد نبأت:
1 - بوقوع الفساد في البر والبحر والجو الذي نسميه إجمالا التلوث البيئي؛
2 - بحتمية إكتمال العولمة في الزمان أيضا؛
3 - بحتمية تحصيل المقومات الحضارية لكينونة هذه العولمة؛
4 - بحتمية معايشة المصير الواحد كحقبة حضارية ختامية وكمحطة تبلغها البشرية بتطورها الحضاري؛
5 - بأسباب إكتساب الفساد إياه ملخصة في الإستغناء شبه الشامل عن الأزر الرباني القرآني المخلص؛
6 - باكتساب مسار الدمار التدريجي الشامل بسبب هذا الإستغناء وهذا الفساد تباعا؛
7 - بجاهليتنا "الحضارية" التي بها قد حصلنا هذا الفساد وهذا المسار؛
8 - بتعرض رسالة القرآن في شخص المتلقى منها إلى نفس المصير الذي تعرضت له رسالة التوراة ورسالة الإنجيل وكل الذكر السابق عموما وبسبب رجال الدين أساسا أيضا، أي مصيرها المتمثل في حجب جل جوهر أنوارها وهديها المخلص واستبداله بنقيضه الشيطاني المضلل.
إذا، ثماني حجج بيانية تاجية عظيمة نافذة في العقول مقومة على مستواها لعظيم الإيمان وتكفي المتلقي العالمي كي يؤمن ويسلم لربه إسلاما بجودة فوق المتوسط بكثير مهتديا في إسلامه بهدي رسالة القرآن الختامية.
- 2 -
هي تخبر منذرة:
1 - بأن حجم الفساد المحصل ليس إلا جزءا قليلا من مجموعه المسطر تحصيله إكتسابا في مسار الدمار الذاتي التدريجي الشامل المكتسب؛
2 - بأن تحصيل هذا المسار والتحصيل من ضراواته هو مسألة حتمية بقضاء سنن الإمتحان الدنيوي الذي لا مرد له في ظل الإستغناء عن الأزر القرآني المخلص الممكن وحده من تفاديه والممكن كذلك وحده من التخلص منه لما يحصل.
- 3 -
هي تخبر أهل القرآن وأهل التبليغ وفي مقدمتهم الفقهاء و"العلماء":
1 - بمجموع الطعون الربانية القرآنية الكثيرة التي وثقتها في رسالتي التبليغية وبلغت بجزء منها عظيم على مستوى المقالات علاقة بعيوب العلم الفقهي ومناهجه ومنتجاته وعلاقة تباعا بأداء الفقهاء و"العلماء" إجمالا، ولا حاجة إلى إعادة عرض وعد ما سبق عرضه وعده خاصة وأنه جد كثير؛
2 - وتخبر كذلك بعظمة ضراوات هذه العيوب وبوقوع المسؤولية أساسا على الفقهاء و"العلماء" بشأنها إجمالا وبشأن توابعها تباعا على إختلاف أنواعها وأشكالها وألوانها التي سبق تعيينها وعدها كذلك على مستوى باقي المقالات.
- 4 -
وهي من خلال بيان أنبائها ونذيرها وأخبارها التنويرية الإنتقادية تملي على أهل القرآن وأهل التبليغ وفي مقدمتهم الفقهاء و"العلماء":
بالرجوع إلى القرآن الإمام المنير الهادي في كل شيء لتلقي صحيح المعرفة بأنوار وهدي القرآن، وصحيح المعرفة بتقويم كينونة الإيمان والجودة في الإيمان وكينونة الإسلام والجودة في الإسلام تباعا والذي هو تقويم رباني كمالي نافذ في كل العقول يقينا وبطبيعة الحال وواعد تباعا بإسلام أغلب العباد الثقلين أقله في الوهلة الأولى وبجودات إيجابية مخلصة بفاعليتها على أرض الواقع في زمن العولمة والمصير الواحد.
- 5 -
وهي تبشر المجتمع البشري اليائس من إمكانية وجود سبيل الخلاص من مسار الدمار التدريجي الشامل، واليائس كذلك من إمكانية الإستجابة المرضية على مستوى تطبيقه وتفعيله حتى ولو وجد:
1 - بيقين الوجود الفعلي لهذا الخلاص في شخص هدي رسالة القرآن شاملا كل القضايا السببية على إختلاف أنواعها ومقاييسها وبفاعلية عظيمة تصيب ولا تخيب؛
2 - بيقين وقوع الإستجابة له ذاتيا وعفويا في ظل أنواره وهديه الربانيين من لدن المجتمع البشري أفرادا ودولا وبنسبة الأغلبية أقله في الوهلة الأولى؛
3 - بتوافقه شبه الشامل مع المبادئ الحضارية المعاصرية الحقوقية والنظامية التي تتبناها الدول المتقدمة وتسعى إلى تعميم إعتمادها على مستوى كل الدول وعلى مستوى كل المجتمع البشري تباعا، وحيث هذا التوافق هو يعد به ويشهره في الواجهة الأولى ضمن بيناته الإقناعية وضمن عوامله التحفيزية على الإستجابة.
وهذه البشرى تفتح مبدئيا إذا بابا متسعا في رحاب الإعلام والحوار عالميا للإقبال على رسالة القرآن ولتدارس وعودها ومدى جدوى التوكل عليها ولتلقي هي حينها تباعا على الدارسين المزيد من بيناتها الربانية الإقناعية النافذة التي صنعها ذو الكمال رب العالمين خالق الكون كله الذي يؤمن بها اليوم عقلا جل الناس إن لم اقل كلهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلمة حق علاقة بموضوع هذه البشرى وتفاصيل مقدماتها ومقوماتها
بحكم إحاطتي علما بجوهر صحيح أنوار القرآن المحجوبة جلها عن العباد الثقلين والتي عرفت بجزء منها من خلال الكثير من مقالاتي التبليغية ، وبحكم إحاطتي علما تباعا بتقويم إستجابة المجتمع البشري إياها الموعود تحصيلها على أساس البينات الربانية التاجية الكثيرة التي عرفت كذلك بجزء منها والتي يشكل جزؤها المتبقي الجزء الأعظم بيانا وإقناعا وخاصة منه صحيح تعريف دين الإسلام، فإني مستيقن تمام اليقين من كون الباب المذكور والمفتوح أصلا بضغط الضرورة إياها لكل الخائضين في مسألة الخلاص العالمي المرغوب فيه يشكل إحدى الأبواب العظيمة المفتوحة عفويا في زمننا لتدخل منه كذلك رسالة القرآن ولتقول من خلاله كل كلماتها الربانية التامات في الناس أجمعين من منبره العالمي الذي يشخص مجلس الأمم المتحدة. وكل من يحط عالما بنفس العلم الذي أحطت به ستصيبه يقينا نفس القناعة المبينة علاقة بالموضوع المفتوح وعلاقة عموما بكل غيره المرتبط به، وسيصيبه نفس التفاؤل العظيم الذي يغمرني بفضله في رحاب عظيم الإيمان العقلي بالله ذي الكمال والجلال والإكرام الذي يوقعه. وأقصد بهذا الإخبار أن كل الفقهاء و"العلماء" الأكفاء المخلصين الذين يبلغهم هذا العلم سيهمون إلى المبادرة بطرق هذا الباب معززين مكرمين متفائلين مبتهجين . وإني لأرى عدة سيناريوهات لطرق هذا الباب وللتحاور مع بعض من أناس ذاك المجلس حوارات أولية سبيلا بها لإقناعهم وسبيلا تباعا لتوسيعه وليشمل رسميا كل أعضائه. ولعل الخبراء منا في التعامل معه هم أدرى مني بأفضلها.
ولتقريب الصورة في حالة وقوع الإستجابة الموعود تحصيلها، فإنني أذكركم أيها القراء من أهل القرآن وأهل التبليغ بأنها تصف في الأصل وضعا واقعيا فيه ربنا مشخصا في شخص رسالته القرآنية المتحدثة باسمه مباشرة وكأنه هو نفسه المتحدث حاضرا بذاته عز وجل جلاله مستضافا في رحاب مجلس عباده الإنس ومجلس عباد الجن كذلك في عالمهم الخفي ليؤمهم أجمعين تنويرا وهديا وإملاء في أم قضاياهم وفي أم الخلاص كله الذي يسألون عنه ويرغبون فيه.
والصورة من حيث إلتماس الإستجابة المطروح ومن حيث الإملاء العقلاني بضرورة وقوعها من باب المصلحة الذاتية هي كذلك تصف وضعا واقعيا فيه هو سبحانه بعزة جلاله يلتمس منا نحن عباد الثقلين إستضافته في ذاك المجلس الأممي والإستماع له بشأن ما يهمنا ونسأل عنه ونتمنى تحصيل الإستجابة فيه يائسين ولنتلقى من عنده سبحانه الإستجابة الكاملة. فتصوروه هو خالقنا وخالق الكون بعزة جلاله يلتمس وبإلحاح منا نحن أهل القرآن وأهل التبليغ، الذين شرفنا من قبل بتلقي رسالته الختامية الجليلة وبتكليف التبليغ بها وأنعم علينا بكثير من التأييد والنصر من عنده ناهيك عما أنعم به علينا من الأنعم والجمائل على غرار كل الناس وكل الجن، أن نسعى له في هذه الإستضافة فقط . تصوروا أنه العزيز خالقنا الذي يحيينا لا يلتمس منا إيقاع الإستجابة لوقوع هذه الإستضافة وإنما يلتمس منا فقط قبول السعي له فيها وترك أمر الإستجابة فيها له سبحانه الذي صنع من قبل خلقة تقويم وقوعها طوعا بضغط المصلحة الذاتية ناهيك عن الظروف المستجدة الموالية لمفعوله تباعا بقضاء نفس سيادته. تصوروا إذا مجموع جمائله علينا سبحانه التي لا تحصى وتصوروا في المقابل أنه العزيز يلتمس منا فقط هذه الخدمة وحيث الإستجابة له فيها هي في الأصل أمر نفعي من المفترض أن نقضي به نحن من ذات أنفسنا إن نحن عاقلون ومن أجل مصلحتنا وليس من أجله هو سبحانه الغني المستغني. وعلاقة باستضافته سبحانه التي يلتمسها منا نحن العباد الإنس والجن تباعا تصوروا أن غايته بها، هو الرحمان الرحيم الغفور الرءوف القاهر القهار الذي لا يكرهنا على شيء، هي فقط أن نستمع له مصدقين لدى أنفسنا بنفس مبادئ الحوار الحضارية الحقوقية النظامية التي صرنا نتبناها بقوة ونشترطها على كل محاور؛ ولنقرر نحن بذاتنا بعد ذلك ما نتبعه من قوله وهديه وإملائه عز وجل جلاله بقضاء ضغط مصلحتنا الذاتية وبوزن ما يقع من الإقتناع والإيمان. وكذلك إستجابة القلوب في شخص أغلبها أقله موعودة في الوهلة الاولى كما سبق تكرار التبشير به وذلك فقط بشرط الإستماع عقلا لكل كلمات الله التامات التي تصيب ولا تخيب بطبيعة الحال لأنها من صنعه هو ذو الكمال والجلال والإكرام. وما كان سبحانه ليعد بظهور دينه الحق على الدين كله لو لم تكن هذه هي التنيجة الموعود تحصيلها.
تصوروا إذا مدى خبث فعلتنا نحن أهل القرآن وأهل التبليغ إن نرفض الإستجابة له سبحانه في تلك الخدمة التي لا تفقرنا شيئا وفي هذا الأمر الذاتي النفعي الذي لا ينفيه إلا الجاهلون. تصوروا مدى خبث رفضنا أن نسعى بهذه الخدمة كي يؤمنا خالقنا نحن العباد الثقلين في رحاب ذاك المجلس الأممي إمامة الخلاص كله الذي نرغب فيه ونفتقده ويائسين بشأن الأمل في تحصيل شيء منه. فمادامت الإستجابة لاستضافته سبحانه مقدر لها من قبل أن تقع في الأصل بقضاء تقويم كينونتها الموجود كما سبق ذكره فلا يحول دون وقوعها إذا إلا نفس فعلتنا إن نحن نبخل في تلك الخدمة وحيث وزر الرفض والعصيان بذلك يصبح أعظم وخبث الفعلة يصبح تباعا عظيما.
فهل يعقل أن نبخل نحن أهل القرآن وأهل التبليغ على ربنا في هذه الخدمة ؟؟؟
أيعقل أن لا نستجيب لملتمسها رب العالمين الإلتماس الجليل الذي لا يوجد ما هو أجل منه ؟؟؟
أيعقل أن لا نستجيب له سبحانه في هذه الخدمة وهذا الإلتماس الجليل وحيث الإستجابة هي فقط سبيل لتحصيل أم الخلاص كله وأم مصالحنا كلها ؟؟؟
وهل ترونه سبحانه لا يفلح في إقناعنا نحن عباده الثقلين وفي جعلنا نؤمن ونتبع هديه وإملاءه النصحي ؟؟؟
هل ترونه العزيز لا يفلح لما تعط له الكلمة هو الخالق ذو الكمال والجلال والإكرام ؟؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلمة ودعوة ونداء
ما رأيكم أيها الفقهاء و"العلماء" فيما هو ملقى عليكم من الحق كذلك في هذا المقال عريضا ؟؟؟
هل ستنكرونه كذلك بصمتكم الغريب ؟؟؟
وإن الله لرقيب حسيب عالم بما في الصدور.
وإنه لسريع الحساب وسريع الإنتقام.
وإن حسابكم لهو أشد بحكم الأمانات الربانية الجليلة التي هي ملقات على عواتقكم طوعا بمحض إختياركم والتي أصحابها هم كل العباد الثقلين.
فتبينوا ولا تكونوا من الخائنين عن بينة وعلم.
أي أنني بهذا القول أترجاكم مرة أخرى وأستعطفكم بالله العلي العظيم أن تستجيبوا لي في دعوتي إياكم إلى تدبر رسالتي التبليغية الربانية القرآنية الجليلة المكتسبة ذات النفع الظرفي العابر العظيم.
-------------------------------
"الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب"
صدق الله العظيم
أبوخالد سليمان؛
الحجيج بالقرآن والغالب المنصور بالله تباعا في رحاب المحاججة ضد كل الفقهاء و"العلماء" ومواليهم بشأن جل ما يقولون به ويبلغون به على أنه من عند الله وهو في الأصل ليس من عند الله وإنما هو من عند الشيطان يناصره مناصرة عظيمة ليس لها مثيل.
-------------------------------------
أنصروا الله لصالح أنفسكم وكل الناس ولا تناصروا رزمة من الناس والشيطان ضد الله وأنفسكم وكل الناس
"الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب"
صدق الله العظيم
أبوخالد سليمان؛
الحجيج بالقرآن والغالب المنصور بالله تباعا في رحاب المحاججة ضد كل الفقهاء و"العلماء" ومواليهم بشأن جل ما يقولون به ويبلغون به على أنه من عند الله وهو في الأصل ليس من عند الله وإنما هو من عند الشيطان يناصره مناصرة عظيمة ليس لها مثيل.
-------------------------------------
أنصروا الله لصالح أنفسكم وكل الناس ولا تناصروا رزمة من الناس والشيطان ضد الله وأنفسكم وكل الناس