.
ــــــــــــــ منقول من موقعي التبليغي البياني الأول ـــــــــــــــ
المقال رقم23
إلى أهل القرآن
حدث القرن21 بامتياز
***** هام جدا وجاد جدا *****
ما يخبر به الله في القرآن بشأن الخلافة الإسلامية العظمى الموعودة
قد ظلمنا إذا نحن أهل القرآن دين الإسلام ظلما عظيما ولم يظلمه أحد غيرنا. قد جعلنا شخصه بفعل تضليل الغرور متقمصا من طرف دين بديل فيه القليل منه الظاهري لباسا قدسيا أبقاه هذا العدو من باب النفاق والتضليل، وباطنه ظاهر منه الكثير من الدخيل والباقي القليل يستدعي بعضا من التدبر لإدراكه. وجعلنا بذلك سمعته من خلال هذا الدين البديل على شفا حفرة؛ وخلقنا بذلك هم السهر على هذه السمعة كي لا تسقط في الحفرة. وكل الخوض من أجل بلوغ هذه الغاية هو بالتالي خوض في رحاب نفس العلم الفقهي الذي خلق هذا الوضع. هو خوض من أجل محو التعارضات الكثيرة الموجودة بين الدخيل المصادق عليه فقهيا من قبل من خلال "الحديث" وعلى أنه من عند الله وبين الوارد ذكره في القرآن الكريم بينا لكل متمكن من القراءة والكتابة، وتباعا من أجل إيقاع التوافق بينهما. وكثيرا ما أوقع هذا الخوض في تحريف فهم الكثير من الذكر الكريم رغم وضوح فهمه الصحيح. وجل الخوض في زمننا هو من أجل إظهار المبادئ السمحة لدين الإسلام وإظهار غايته الجليلة شهادة بذلك ضمنية وصريحة تخبر بعدم تبينهما على أرض الواقع من طرف المتلقي العالمي عموما. والتشجيع على هذا الخوض بالجوائز على إختلاف مقاماتها قد صار ظاهرة وصارت الدول "الإسلامية" تتنافس فيها تفاخرا بين بعضها.
وكون الخوض كله بالإبداعات الفكرية لم يجد ولن يجدي أبدا وبطبيعة الحال، وكون السمعة إياها باقية على شفا حفرة، وكون جل الوعود الربانية القرآنية لم تشهد على أرض الواقع، فقد رأى الكثيرون من الفقهاء و"العلماء" وأشباههم والمتطفلون أن يقيموها غصبا بالسيف قولا بالجهاد في سبيل الله. وتقويم هذا النهج هو متوفر أيضا بجودة عالية في شخص الموروث الفقهي من خلال "الأحاديث" الدخيلة المنسوبة باطلا إلى الرسول المصطفى وإلى الله تباعا، ومن خلال آراء وخطابات الكثير من الفقهاء و"العلماء" التي تؤيد إملاءاتها وتحرض على الجهاد طاعة لله فيها.
وملخص القول كله المذكور وغيره مما لم يذكر لضيق المجال يقول أن القرآن المنير الهادي الإمام الكمالي الغني المستغني الناصر المنصور بذاته قد جرده الرأي الفقهي من جل جوهر أنواره وهديه إن لم أقل كله، وأقصى بذلك تقويم الموعود به للبشرية والجنة ضد العدو الواحد إبليس الغرور الملعون، وجرده تباعا من كل هذه الصفات الجليلة؛ وجعله بالتالي مفتقرا إلى الكمال وغير غني وغير مستغن وغير صادق جله وفي حاجة إلى البشر المفتقرين إلى الكمال كي يكملوا أنواره وهديه وينصروه بهذه التكملة ويوقعوا بذلك كله صدقه فيما يعد به وبدعم السيف كذلك وبما لا مرد له. وضع غريب بطبيعة الحال ومن صنع هذا العدو بطبيعة الحال أيضا. وعبثية هي كل تلك الإجتهادات بطبيعة الحال أيضا. ولا يجدي بطبيعة الحال كذلك إلا العودة إلى القرآن المشروح بذاته أصلا واليسير في التلقي والفهم، والإعتراف للناس بكل المخبر به فيه الذي كفرنا بجله كفرا عظيما ضمنيا أو صريحا. لا يجدي لنصر دين الإسلام إلا نور القرآن وهدي نوره. ولا يجدي لإيقاع الموعود الرباني القرآني إلا هذا النور الجليل نفسه وهديه الكريم تباعا. وكما سبق التذكير به، ما الجهاد الذي تنفرد بالدعوة إليه رسالة القرآن كما إنفردت به من قبل رسالة الإنجيل ورسالة التوراة إلا الجهاد من أجل فتح السبيل لها كي تبلغ الناس المبعوثة إليهم من لدن ربهم رب العالمين. وهذا الجهاد لم يعد له مكان بالقطع المطلق في زمننا الذي هو زمن التواصل والإتصال وزمن التوثيق والإعلام والإعلاميات وزمن العولمة التامة تباعا في المكان وفي الزمان من حيث الجوهر أقله.
وملخص القول إذا علاقة بالموضوع المفتوح يقول أن الخلافة الإسلامية العظمى الموعودة هي ستقوم يقينا لا ريب فيه، وليس بما خلقه الفقهاء و"العلماء" ونسبوه إلى الله باطلا بسند "الحديث" والموروث الفقهي ولا بالسيف؛ وإنما حصرا بفضل تقويم الإيمان العقلاني الثاقب الذي أوجده ذو الكمال سبحانه في القرآن وليس في غيره وفي شخص أنواره الجوهرية أساسا التي غيبت جلها من العلم الفقهي الموروث ومن علم العباد الثقلين أجمعين تباعا. هو بفضل هذا الإيمان العقلاني الذي إكتسابه هو حق لهم عليه سبحانه الحق. هو أساسا بفضل التقويم الرباني المنزل لهذا الإيمان والذي سيبلغهم كلهم يقينا في الأفق القريب جدا كما أبشر به وعدا من عند الله الذي لا يخلف وعده أبدا. هو تباعا بفضل هدي القرآن الذي سيتبعه أغلبهم أقله في الوهلة الأولى بجودة عالية موعود لها الرقي باستمرار في لاحق الزمن، والذي سيجعل آخرين يلتحقون بهم باسترسال كذلك طيلة الزمن الهجري المتبقي. وهذا الموعود واقع يقينا بقضاء كمال الله في صنع هديه وفي صنع خليقتي عباده الثقلين تباعا لما يلحق بهما أكثره أقله الذي فيه عظيم الكفاية ناهيك عن الزيادة منه التي تزيد في تثبيت نفاذه وفي جودة التحصيل من هذا الموعود الجليل الكريم. أي ما ملخصه أن هذه الخلافة ستقوم عفويا في ظل تمام السلم والسلام بقضاء المصلحة الذاتية للبشرية التي سيتبينها كل الناس عقلا وسيقصدها قلبا وعملا في الوهلة الأولى أغلبهم أقله؛ وأنها ستقوم أقله بفاعلية أغلب الناس ذوي الشأن والقرار والسلطة والنفوذ والفاعلية. وهذه نتيجة يقضي بها كمال الله في صنع دينه الحق الذي لا إكراه فيه بالقطع. وما كانت لتصدق هذه الحقيقة في حد ذاتها لدى المتلقين عباده أجمعين لو يحشر السيف والإكراه لإيقاعها ولو بمثقال الذرة. وهي كذلك غايته سبحانه ذي الكمال التي قومها وصقل تقويمها لتكون وهي بذلك ستكون بعدما إكتمل تقويمها في زمننا كما هي البشرى التي أزفها لأهل القرآن وللعباد الثقلين أجمعين عموما وأغيظ بها عدوي وعدوهم الواحد الثابت إبليس الغرور الملعون.
وكما سبق التذكير به، قد قال سبحانه بهذا الخصوص:
ـــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــ
"هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ، وكفى بالله شهيدا 28" س. الفتح.
"يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم، والله متم نوره ولو كره الكافرون 8 هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون 9" س. الصف.
"يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون32 هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون33" س. التوبة.
"إذا جاء نصر الله والفتح 1 ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا 2 فسبح بحمد ربك واستغفره، إنه كان توابا 3" س. النصر.
ـــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــ
بحكم وفرة البينات القرآنية وغيرها من أرض الواقع المشهودة الموصولة بها وصلا وثيقا بينا والتي إعتمدتها لإصدار الطعون بشأن العلم الفقهي ومناهجه ومنتجاته ولإظهار العلم القرآني المغيب منه وإظهار تقويم الوعود الربانية التي أبشر بحلول أجل شهادتها على أرض الواقع والمعتمدة تباعا لتأكيد صحة كل الأخبار المتقدم بها، فالبينات الموجودة في الآيات الجليلة المذكورة أعلاه أسميها شخصيا "البينات التاجية" لأنها شاملة جامعة بأنوارها كمرجع على مستوى هذين الشقين ولأنها ثقيلة في الميزان على هذا المستوى بحججها الدامغة وبيانها المتسع الثاقب. فالحقيقة الجوهرية التي تخبر بها وتثبت صحتها هذه البينات هي الحقيقة التي تقول أن جوهر نور الله القرآني هو مغيب فعلا جله من العلم الفقهي؛ وهي بذلك تثبت تباعا صواب كل الطعون المتقدم بها بشأنهما وتثبت صحة البشائر كلها المبشر بحلول أجل شهادتها على أرض الواقع. وإن المعرفة التي تحملها وتخبر بها لهي جد كثيرة ولا يسعني المجال هنا لعرضها كلها؛ ولذلك سأكتفي في التالي بذكر جوهرها ملخصا بإيجاز في حدود الموضوع المفتوح.
فعن الحقيقة الجوهرية المذكورة أعلاه يبشر سبحانه مخبرا بأنه سيتم نوره ولو كره الكافرون، بما يعني إذا أن نوره القرآني غير بالغ منه عباده الثقلين إلا القليل وأنه موعود بلوغه كله إليهم. وأقول بأن القليل منه هو الظاهر حصرا لأن الكثير منه هو كاف لإيقاع غايته سبحانه كما سبق ذكره وكاف تباعا لفتح الباب على مصراعيه لنفاذ الباقي منه إليهم بسير عظيم. أي أنه لو كان النافذ منه أكثر من القليل لما كان الحال مرا سواء على الصعيد المحلي أو الصعيد العالمي. ويبشر سبحانه بظهور دينه الحق على الدين كله بتقويم ظهور هذا النور لهم في شخص لب جوهره أقله، بما يعني أن هذا الدين العظيم لم يظهر قط على الدين كله في سابق الزمن وإلى حد الآن وأن هذا الظهور موعود إذا في لاحق الزمن.
ومادام ظهور هذا النور قد وقع فعلا وسينشر قريبا جدا أنواره في كل أرجاء الأرض كما أبشر به من خلال الدور الظرفي العابر لرسالتي التبليغية فدين الإسلام الحق سيظهر على الدين كله فعلا وبنفس القوة العظيمة الموصوفة بإيجاز وحكمة من لدنه سبحانه في تلك الآيات الكريمة. بل هي موصوفة كفاية في قوله سبحانه "ليظهره على الدين كله" ومفصل وصفها بإيجاز وحكمة كذلك في سورة النصر.
وقد فصلت التعريف في مقال سابق بصحيح وبعد ما يعينه ظهور دين الإسلام الحق على الدين كله. هو يعني تذكيرا إذا بما سبق ذركه أنه سيغلب الأديان كلها الموجودة من حيث إقناع المتلقي العالمي بأنه الدين الحق الوحيد الذي يستحق الإيمان به واتباع هديه؛ وأنه بعد هذه المواجهة الثنائية بينهما في رحاب الحق البين والبينات الدامغة ومنطق العقل والمصلحة الذاتية للمتلقين أفرادا ومجتمعات التي سيتبينون بأنه هو السبيل الوحيد إليها وإلى أقومها ستزول هذه الأديان من ذاتها بحضرته ولن تقوم بعد ذلك أبدا. هو يعني أن الذين سيعتنقون هداية القرآن هم ليسوا فقط أفرادا أو حشودا من الأفراد وإنما هم دول وحشود من الدول كذلك. وما ذكر سبحانه قط أن سيوف المجاهدين سيرجع لها شيء من الفضل في وقوع شيء من هذا كله، وإنما ذكر سبحانه فقط فضل نوره الكريم.
وأظهرت كذلك التفصيل الرباني الموجز الحكيم الوارد في سورة النصر التي لا تفوق ثلاثة أسطر. وملخصه أنه سبحانه بعد الإخبار بيقين وقوع حدث النصر الأعظم والفتح الأعظم في أجله الموعود يخبر الحكيم بخاطبه يومها الموجه إلى فئة من الناس الشهود ومن الجن تباعا حيث يقول عز وجل جلاله: "ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا 1 فسبح بحمد ربك واستغفره 2 إنه كان توابا 3". فدخول الناس أفواجا في دين الله الحق يصور عظمة الحدث الموعود ويخبر ضمنيا بأن نسبة الأغلبية منهم من سيفعلون ذلك. والخطاب إياه هو موجه إلى غيرهم الذين سيشهدون هذا الحدث العظيم الذي يشكل لديهم تقويما تحفيزيا مضافا من شأنه أن يوقع إستجابتهم لدعوة الإسلام على غرارهم ، والذين قد يظنون أنهم قد أسرفوا على أنفسهم وأن باب التوبة قد أقفل في وجههم، والذين سيجدون في مقابل ظنهم ربهم مرحبا بهم غافرا لهم أجمعين مهما كانت سوابقهم حافلة بالكفر والمعاصي والخطايا والذنوب. أي أنه سبحانه يخبر بدخول الناس أفواجا في دينه الحق كحدث واقع لا ريب فيه في الوهلة الأولى بعد إنتشار نوره القرآني في أرجاء الأرض، ويخبر تباعا بأن آخرين سيلتحقون بهم باسترسال بفضل نفس هذا النور وأيضا بفضل العبرة التي ستكون لهم فيمن سبقوهم وبفضل همتهم كذلك في التبليغ به لديهم عن قرب وفي الإشهاد لديهم بأنه سبحانه هو الرب الحق الواحد لا شريك له في الملك وأن دين الإسلام هو الدين الحق.
والذي سيشهده العباد الثقلين ولم يشهده قبيلهم قط في سابق الزمن كله هو إذا يوم النصر الأعظم ويوم الفتح الأعظم ويوم التوبة الأعظم ويوم الصف الأعظم. هو يوم النصر الأعظم نصرا ضد عدوهم الواحد إبليس الغرور الغبي الملعون وليس نصرا بالذات لطرف ضد طرف آخر منهم. وهو يوم الفتح الأعظم فتحا لسبيل نور القرآن إلى كل العقول ضدا في أحجبة هذا العدو الملعون وليس فتحا لديار طرف معين بالجيوش. وهو يوم التوبة الأعظم باعتبار حشد التائبين الذي سيكون فريدا من نوعه على مدى التاريخ كله وباعتبار إسترسال رقي عددهم على مدى الزمان. وهو يوم الصف الأعظم باعتبار صف التائبين الذي سيكون تباعا فريدا من نوعه من حيث حشد التائبين الذين سيشكلونه ومن حيث طوله في المكان والزمان.
هذا إذا عن وصف عظمة نفاذ نور القرآن في كل عقول العباد الثقلين تقويما به لوقوع الموعود الرباني كله المبين في القرآن الكريم الذي قال عنه سبحانه بأنه قد بين وفصل فيه تبيان كل شيء وضمنه من كل شيء مثلا. وإنه لوصف كاف لإيقاع الإيمان لدى المتلقي بجودة عالية سواء بشأن ما يعنيه كمال الله في صنعه عموما، أو بشأن ما يعنيه كماله سبحانه في صنع قرآنه المجيد، أو بشأن ما يعنيه كمال صنعه عز وجل في خليقتي عباده الثقلين وهما ملحقتان بتكملتهما الحاسمة المتمثلة في هذا النور وهديه، أو بشأن تقويم غايته سبحانه تباعا التي أرادها أن تكون بفاعليتهم في الحياة الدنيا ضد عدوهم الواحد إبليس الغرور الغبي الملعون. واستنادا كذلك إلى التعريف القرآني الصحيح لدين الإسلام الذي أعلمه وحدي إلى حد الآن والذي هو لب نور القرآن ولب بيناته كلها الدامغة، فإني أشبه إقبال العباد الثقلين حينها على هداية الإسلام القرآنية بالقيمة الموصوفة فيما سبق ذكره بإقبالهم على شرب الماء كمورد حياتي حيوي لا مناص من شربه. فكما نشرب الماء بعفوية وبضغط الحاجة إليه فطرة سيقع الإقبال عليها بعفوية أيضا وبضغط الفطرة على الإسلام التي قضت به من قبل.
فالسيناريو الوحيد الذي ستقوم من خلاله الخلافة الإسلامية العظمى الموعودة هو إذا هذا السيناريو الذي يذكره سبحانه في قرآنه المجيد وليس غيره بالقطع النطلق. هو السيناريو الذي يخبر بأن دولا أخرى كثيرة ستعتنق هداية القرآن يقينا في شخص أغلبية ساكنتها أقله في الوهلة الأولى. هو السيناريو الذي لا يستثني أحدا ولا دولة من الإنضمام إلى أمة أهل القرآن. هو السيناريو الذي لا يستثني أن تصبح دولا من المجتمع الغربي طرفا من هذه الأمة بما فيها دولة إسرائيل الدخيلة. هو السيناريو الذي لا يستثني بالقطع أن يكون من هذه الدول دولة أميركا العظمى المهيمنة حضاريا واقتصاديا وسياسيا وعسكريا. هو السيناريو الذي لا يستثني أن تصبح هذه الدولة هي نفسها الأمة الإسلامية الموعودة لتدبير شؤون المجتمع البشري كله بجودة عالية من حيث العدل والقسط والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، خاصة وأنها الآن هي المتفوقة بفارق عظيم عن كل باقي الدول من حيث حجم المقومات الحضارية والإقتصادية والسياسية والعسكرية التي تملكها وتؤهلها للقيام بهذه المهمة الجليلة دون غيرها. وشخصيا وبسند تفاصيل أخرى لا يسع المجال لذكرها أجزم جزما يكاد يكون مطلقا أن هذه الدولة العظمى هي الأمة الموعودة بهذا المقام الجليل.
فمن عيب الفقهاء و"العلماء" أساسا أنهم أغفلوا عن تدبر القرآن تدبره العقلاني الحق والتسلح بأنواره قبل غيره؛ وأنهم لم يتدبروه إلا من خلال ما يقول به "الحديث" قولا بأنه يشرحه. فزاغوا تباعا وبما لا مرد له عن جوهر أنواره وجوهر المعرفة بصحيح تعريف دين الإسلام، وزاغوا تباعا عن جوهر المعرفة بمواضيعه الفرعية والجزئية التي لا يمكن إدراكها بدونهما. ومن تبعات هذا العيب علاقة بالموضوع المفتوح أنهم لا يرون قيام الأمة الباسطة سيادتها على كل المجتمع الدولي والآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر إلا في شخص أمة أهل القرآن في حدود دولها الحالية ذات العمر العريق الذي يعد بالقرون شهادة أخرى على صواب الطعون المتقدم بها. أي أنهم أقصوا تمام الإقصاء إحتمال إنضمام دول أخرى إلى هذه الأمة وكأن الأمر بشأن حدودها الجغرافية قد قضي وحسم ولا تبديل له. ولئن ثبت الغرور الغبي الملعون هذا الإعتقاد بهذه القوة فهم الآن على ضوء ما ذكر به مدعوون إلى تصور مدى إتساع الباب لتغيير هذا الحال بجودة عالية لا حدود لرقيها كذلك في رحاب قضاء كمال الله في صنعه وفي رحاب ما يعد به هو وحده ناهيك عن تبيانه المفصل في القرآن المجيد. فلئن أوقع القليل من نور القرآن إيماننا حشودا وخلق هذه الأمة في حدودها الجغرافية المعلومة فليتصوروا الآن ما يعد به الكثير منه وما يعد به كله.
ومن إملاء الحقائق الربانية القرآنية العظيمة المظهرة في هذا المقال أن يؤمن بها "المجاهدون" تمام الإيمان، وأن يضعوا تباعا أسلحتهم القتالية ويغيروها بسلاح صحيح أنوار القرآن ويجاهدوا به أولا ضد معتقداتهم "الدينية" الباطلة الكثيرة، وأن يجاهدوا به تباعا في ديارهم بين ذويهم ثم في ديار الغير بعد ذلك. وهذا الإملاء الرباني له صفة الأمر ويلزمهم الطاعة فيه إن هم فعلا صادقون فيما يدعونه من إخلاص وراغبون في إرضائه سبحانه وفي نيل رضاه. وهذا الإيمان مدعو إليه كذلك في الواجهة الأولى كل الفقهاء و"العلماء" وخاصة منهم من يعتقدون بوجوب ذاك "الجهاد" ويحرضون عليه كسبيل لخلق الخلافة الإسلامية العظمى الموعودة؛ ويعتقدون تباعا بوجوبه لإكراه أهل القرآن على الإتيان بالجودة في إسلامهم وإكراه أنظمتهم على تطبيق كل شرع الله ؛ ويعتقدون بوجوبه كذلك بشأن باقي المجتمعات لإكراههم على الإسلام وتطبيق شرع الله. والذي لا يطيع ربه في هذا الإملاء الجليل فهو ليس إلا كافرا يبتغي بنهجه التضليلي وبأفعاله الكفرية مناصرة الغرور الغبي الملعون ضد ربه سبحانه ودينه الحق ورسوله المصطفى وأهل القرآن وضد المجتمع البشري كله وضد البشرية جمعاء. والله عز وجل جلاله يقول بشأنه مثلا وليس حصرا:
ـــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــ
"إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون58" س. البقرة.
" ... ، فمن أظلم ممن إفترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم، إن الله لا يهدي القوم الظالمين 145" س. الأنعام.
ـــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــ
-----------------------------------
"الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب"
صدق الله العظيم
أبوخالد سليمان،
الحجيج بالقرآن والغالب المنصور بالله تباعا في رحاب المحاججة ضد كل الفقهاء و"العلماء" ومواليهم بشأن جل ما يقولون به ويبلغون به على أنه من عند الله وهو في الأصل ليس من عند الله وإنما هو من عند الشيطان يناصره مناصرة عظيمة ليس لها مثيل.
------------------------------------
أنصروا الله لصالح أنفسكم وكل الناس ولا تناصروا رزمة من الناس والشيطان ضد الله وأنفسكم وكل الناس
المقال رقم23
إلى أهل القرآن
حدث القرن21 بامتياز
***** هام جدا وجاد جدا *****
ما يخبر به الله في القرآن بشأن الخلافة الإسلامية العظمى الموعودة
قد ظلمنا إذا نحن أهل القرآن دين الإسلام ظلما عظيما ولم يظلمه أحد غيرنا. قد جعلنا شخصه بفعل تضليل الغرور متقمصا من طرف دين بديل فيه القليل منه الظاهري لباسا قدسيا أبقاه هذا العدو من باب النفاق والتضليل، وباطنه ظاهر منه الكثير من الدخيل والباقي القليل يستدعي بعضا من التدبر لإدراكه. وجعلنا بذلك سمعته من خلال هذا الدين البديل على شفا حفرة؛ وخلقنا بذلك هم السهر على هذه السمعة كي لا تسقط في الحفرة. وكل الخوض من أجل بلوغ هذه الغاية هو بالتالي خوض في رحاب نفس العلم الفقهي الذي خلق هذا الوضع. هو خوض من أجل محو التعارضات الكثيرة الموجودة بين الدخيل المصادق عليه فقهيا من قبل من خلال "الحديث" وعلى أنه من عند الله وبين الوارد ذكره في القرآن الكريم بينا لكل متمكن من القراءة والكتابة، وتباعا من أجل إيقاع التوافق بينهما. وكثيرا ما أوقع هذا الخوض في تحريف فهم الكثير من الذكر الكريم رغم وضوح فهمه الصحيح. وجل الخوض في زمننا هو من أجل إظهار المبادئ السمحة لدين الإسلام وإظهار غايته الجليلة شهادة بذلك ضمنية وصريحة تخبر بعدم تبينهما على أرض الواقع من طرف المتلقي العالمي عموما. والتشجيع على هذا الخوض بالجوائز على إختلاف مقاماتها قد صار ظاهرة وصارت الدول "الإسلامية" تتنافس فيها تفاخرا بين بعضها.
وكون الخوض كله بالإبداعات الفكرية لم يجد ولن يجدي أبدا وبطبيعة الحال، وكون السمعة إياها باقية على شفا حفرة، وكون جل الوعود الربانية القرآنية لم تشهد على أرض الواقع، فقد رأى الكثيرون من الفقهاء و"العلماء" وأشباههم والمتطفلون أن يقيموها غصبا بالسيف قولا بالجهاد في سبيل الله. وتقويم هذا النهج هو متوفر أيضا بجودة عالية في شخص الموروث الفقهي من خلال "الأحاديث" الدخيلة المنسوبة باطلا إلى الرسول المصطفى وإلى الله تباعا، ومن خلال آراء وخطابات الكثير من الفقهاء و"العلماء" التي تؤيد إملاءاتها وتحرض على الجهاد طاعة لله فيها.
وملخص القول كله المذكور وغيره مما لم يذكر لضيق المجال يقول أن القرآن المنير الهادي الإمام الكمالي الغني المستغني الناصر المنصور بذاته قد جرده الرأي الفقهي من جل جوهر أنواره وهديه إن لم أقل كله، وأقصى بذلك تقويم الموعود به للبشرية والجنة ضد العدو الواحد إبليس الغرور الملعون، وجرده تباعا من كل هذه الصفات الجليلة؛ وجعله بالتالي مفتقرا إلى الكمال وغير غني وغير مستغن وغير صادق جله وفي حاجة إلى البشر المفتقرين إلى الكمال كي يكملوا أنواره وهديه وينصروه بهذه التكملة ويوقعوا بذلك كله صدقه فيما يعد به وبدعم السيف كذلك وبما لا مرد له. وضع غريب بطبيعة الحال ومن صنع هذا العدو بطبيعة الحال أيضا. وعبثية هي كل تلك الإجتهادات بطبيعة الحال أيضا. ولا يجدي بطبيعة الحال كذلك إلا العودة إلى القرآن المشروح بذاته أصلا واليسير في التلقي والفهم، والإعتراف للناس بكل المخبر به فيه الذي كفرنا بجله كفرا عظيما ضمنيا أو صريحا. لا يجدي لنصر دين الإسلام إلا نور القرآن وهدي نوره. ولا يجدي لإيقاع الموعود الرباني القرآني إلا هذا النور الجليل نفسه وهديه الكريم تباعا. وكما سبق التذكير به، ما الجهاد الذي تنفرد بالدعوة إليه رسالة القرآن كما إنفردت به من قبل رسالة الإنجيل ورسالة التوراة إلا الجهاد من أجل فتح السبيل لها كي تبلغ الناس المبعوثة إليهم من لدن ربهم رب العالمين. وهذا الجهاد لم يعد له مكان بالقطع المطلق في زمننا الذي هو زمن التواصل والإتصال وزمن التوثيق والإعلام والإعلاميات وزمن العولمة التامة تباعا في المكان وفي الزمان من حيث الجوهر أقله.
وملخص القول إذا علاقة بالموضوع المفتوح يقول أن الخلافة الإسلامية العظمى الموعودة هي ستقوم يقينا لا ريب فيه، وليس بما خلقه الفقهاء و"العلماء" ونسبوه إلى الله باطلا بسند "الحديث" والموروث الفقهي ولا بالسيف؛ وإنما حصرا بفضل تقويم الإيمان العقلاني الثاقب الذي أوجده ذو الكمال سبحانه في القرآن وليس في غيره وفي شخص أنواره الجوهرية أساسا التي غيبت جلها من العلم الفقهي الموروث ومن علم العباد الثقلين أجمعين تباعا. هو بفضل هذا الإيمان العقلاني الذي إكتسابه هو حق لهم عليه سبحانه الحق. هو أساسا بفضل التقويم الرباني المنزل لهذا الإيمان والذي سيبلغهم كلهم يقينا في الأفق القريب جدا كما أبشر به وعدا من عند الله الذي لا يخلف وعده أبدا. هو تباعا بفضل هدي القرآن الذي سيتبعه أغلبهم أقله في الوهلة الأولى بجودة عالية موعود لها الرقي باستمرار في لاحق الزمن، والذي سيجعل آخرين يلتحقون بهم باسترسال كذلك طيلة الزمن الهجري المتبقي. وهذا الموعود واقع يقينا بقضاء كمال الله في صنع هديه وفي صنع خليقتي عباده الثقلين تباعا لما يلحق بهما أكثره أقله الذي فيه عظيم الكفاية ناهيك عن الزيادة منه التي تزيد في تثبيت نفاذه وفي جودة التحصيل من هذا الموعود الجليل الكريم. أي ما ملخصه أن هذه الخلافة ستقوم عفويا في ظل تمام السلم والسلام بقضاء المصلحة الذاتية للبشرية التي سيتبينها كل الناس عقلا وسيقصدها قلبا وعملا في الوهلة الأولى أغلبهم أقله؛ وأنها ستقوم أقله بفاعلية أغلب الناس ذوي الشأن والقرار والسلطة والنفوذ والفاعلية. وهذه نتيجة يقضي بها كمال الله في صنع دينه الحق الذي لا إكراه فيه بالقطع. وما كانت لتصدق هذه الحقيقة في حد ذاتها لدى المتلقين عباده أجمعين لو يحشر السيف والإكراه لإيقاعها ولو بمثقال الذرة. وهي كذلك غايته سبحانه ذي الكمال التي قومها وصقل تقويمها لتكون وهي بذلك ستكون بعدما إكتمل تقويمها في زمننا كما هي البشرى التي أزفها لأهل القرآن وللعباد الثقلين أجمعين عموما وأغيظ بها عدوي وعدوهم الواحد الثابت إبليس الغرور الملعون.
وكما سبق التذكير به، قد قال سبحانه بهذا الخصوص:
ـــــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــ
"هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ، وكفى بالله شهيدا 28" س. الفتح.
"يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم، والله متم نوره ولو كره الكافرون 8 هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون 9" س. الصف.
"يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون32 هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون33" س. التوبة.
"إذا جاء نصر الله والفتح 1 ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا 2 فسبح بحمد ربك واستغفره، إنه كان توابا 3" س. النصر.
ـــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــ
بحكم وفرة البينات القرآنية وغيرها من أرض الواقع المشهودة الموصولة بها وصلا وثيقا بينا والتي إعتمدتها لإصدار الطعون بشأن العلم الفقهي ومناهجه ومنتجاته ولإظهار العلم القرآني المغيب منه وإظهار تقويم الوعود الربانية التي أبشر بحلول أجل شهادتها على أرض الواقع والمعتمدة تباعا لتأكيد صحة كل الأخبار المتقدم بها، فالبينات الموجودة في الآيات الجليلة المذكورة أعلاه أسميها شخصيا "البينات التاجية" لأنها شاملة جامعة بأنوارها كمرجع على مستوى هذين الشقين ولأنها ثقيلة في الميزان على هذا المستوى بحججها الدامغة وبيانها المتسع الثاقب. فالحقيقة الجوهرية التي تخبر بها وتثبت صحتها هذه البينات هي الحقيقة التي تقول أن جوهر نور الله القرآني هو مغيب فعلا جله من العلم الفقهي؛ وهي بذلك تثبت تباعا صواب كل الطعون المتقدم بها بشأنهما وتثبت صحة البشائر كلها المبشر بحلول أجل شهادتها على أرض الواقع. وإن المعرفة التي تحملها وتخبر بها لهي جد كثيرة ولا يسعني المجال هنا لعرضها كلها؛ ولذلك سأكتفي في التالي بذكر جوهرها ملخصا بإيجاز في حدود الموضوع المفتوح.
فعن الحقيقة الجوهرية المذكورة أعلاه يبشر سبحانه مخبرا بأنه سيتم نوره ولو كره الكافرون، بما يعني إذا أن نوره القرآني غير بالغ منه عباده الثقلين إلا القليل وأنه موعود بلوغه كله إليهم. وأقول بأن القليل منه هو الظاهر حصرا لأن الكثير منه هو كاف لإيقاع غايته سبحانه كما سبق ذكره وكاف تباعا لفتح الباب على مصراعيه لنفاذ الباقي منه إليهم بسير عظيم. أي أنه لو كان النافذ منه أكثر من القليل لما كان الحال مرا سواء على الصعيد المحلي أو الصعيد العالمي. ويبشر سبحانه بظهور دينه الحق على الدين كله بتقويم ظهور هذا النور لهم في شخص لب جوهره أقله، بما يعني أن هذا الدين العظيم لم يظهر قط على الدين كله في سابق الزمن وإلى حد الآن وأن هذا الظهور موعود إذا في لاحق الزمن.
ومادام ظهور هذا النور قد وقع فعلا وسينشر قريبا جدا أنواره في كل أرجاء الأرض كما أبشر به من خلال الدور الظرفي العابر لرسالتي التبليغية فدين الإسلام الحق سيظهر على الدين كله فعلا وبنفس القوة العظيمة الموصوفة بإيجاز وحكمة من لدنه سبحانه في تلك الآيات الكريمة. بل هي موصوفة كفاية في قوله سبحانه "ليظهره على الدين كله" ومفصل وصفها بإيجاز وحكمة كذلك في سورة النصر.
وقد فصلت التعريف في مقال سابق بصحيح وبعد ما يعينه ظهور دين الإسلام الحق على الدين كله. هو يعني تذكيرا إذا بما سبق ذركه أنه سيغلب الأديان كلها الموجودة من حيث إقناع المتلقي العالمي بأنه الدين الحق الوحيد الذي يستحق الإيمان به واتباع هديه؛ وأنه بعد هذه المواجهة الثنائية بينهما في رحاب الحق البين والبينات الدامغة ومنطق العقل والمصلحة الذاتية للمتلقين أفرادا ومجتمعات التي سيتبينون بأنه هو السبيل الوحيد إليها وإلى أقومها ستزول هذه الأديان من ذاتها بحضرته ولن تقوم بعد ذلك أبدا. هو يعني أن الذين سيعتنقون هداية القرآن هم ليسوا فقط أفرادا أو حشودا من الأفراد وإنما هم دول وحشود من الدول كذلك. وما ذكر سبحانه قط أن سيوف المجاهدين سيرجع لها شيء من الفضل في وقوع شيء من هذا كله، وإنما ذكر سبحانه فقط فضل نوره الكريم.
وأظهرت كذلك التفصيل الرباني الموجز الحكيم الوارد في سورة النصر التي لا تفوق ثلاثة أسطر. وملخصه أنه سبحانه بعد الإخبار بيقين وقوع حدث النصر الأعظم والفتح الأعظم في أجله الموعود يخبر الحكيم بخاطبه يومها الموجه إلى فئة من الناس الشهود ومن الجن تباعا حيث يقول عز وجل جلاله: "ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا 1 فسبح بحمد ربك واستغفره 2 إنه كان توابا 3". فدخول الناس أفواجا في دين الله الحق يصور عظمة الحدث الموعود ويخبر ضمنيا بأن نسبة الأغلبية منهم من سيفعلون ذلك. والخطاب إياه هو موجه إلى غيرهم الذين سيشهدون هذا الحدث العظيم الذي يشكل لديهم تقويما تحفيزيا مضافا من شأنه أن يوقع إستجابتهم لدعوة الإسلام على غرارهم ، والذين قد يظنون أنهم قد أسرفوا على أنفسهم وأن باب التوبة قد أقفل في وجههم، والذين سيجدون في مقابل ظنهم ربهم مرحبا بهم غافرا لهم أجمعين مهما كانت سوابقهم حافلة بالكفر والمعاصي والخطايا والذنوب. أي أنه سبحانه يخبر بدخول الناس أفواجا في دينه الحق كحدث واقع لا ريب فيه في الوهلة الأولى بعد إنتشار نوره القرآني في أرجاء الأرض، ويخبر تباعا بأن آخرين سيلتحقون بهم باسترسال بفضل نفس هذا النور وأيضا بفضل العبرة التي ستكون لهم فيمن سبقوهم وبفضل همتهم كذلك في التبليغ به لديهم عن قرب وفي الإشهاد لديهم بأنه سبحانه هو الرب الحق الواحد لا شريك له في الملك وأن دين الإسلام هو الدين الحق.
والذي سيشهده العباد الثقلين ولم يشهده قبيلهم قط في سابق الزمن كله هو إذا يوم النصر الأعظم ويوم الفتح الأعظم ويوم التوبة الأعظم ويوم الصف الأعظم. هو يوم النصر الأعظم نصرا ضد عدوهم الواحد إبليس الغرور الغبي الملعون وليس نصرا بالذات لطرف ضد طرف آخر منهم. وهو يوم الفتح الأعظم فتحا لسبيل نور القرآن إلى كل العقول ضدا في أحجبة هذا العدو الملعون وليس فتحا لديار طرف معين بالجيوش. وهو يوم التوبة الأعظم باعتبار حشد التائبين الذي سيكون فريدا من نوعه على مدى التاريخ كله وباعتبار إسترسال رقي عددهم على مدى الزمان. وهو يوم الصف الأعظم باعتبار صف التائبين الذي سيكون تباعا فريدا من نوعه من حيث حشد التائبين الذين سيشكلونه ومن حيث طوله في المكان والزمان.
هذا إذا عن وصف عظمة نفاذ نور القرآن في كل عقول العباد الثقلين تقويما به لوقوع الموعود الرباني كله المبين في القرآن الكريم الذي قال عنه سبحانه بأنه قد بين وفصل فيه تبيان كل شيء وضمنه من كل شيء مثلا. وإنه لوصف كاف لإيقاع الإيمان لدى المتلقي بجودة عالية سواء بشأن ما يعنيه كمال الله في صنعه عموما، أو بشأن ما يعنيه كماله سبحانه في صنع قرآنه المجيد، أو بشأن ما يعنيه كمال صنعه عز وجل في خليقتي عباده الثقلين وهما ملحقتان بتكملتهما الحاسمة المتمثلة في هذا النور وهديه، أو بشأن تقويم غايته سبحانه تباعا التي أرادها أن تكون بفاعليتهم في الحياة الدنيا ضد عدوهم الواحد إبليس الغرور الغبي الملعون. واستنادا كذلك إلى التعريف القرآني الصحيح لدين الإسلام الذي أعلمه وحدي إلى حد الآن والذي هو لب نور القرآن ولب بيناته كلها الدامغة، فإني أشبه إقبال العباد الثقلين حينها على هداية الإسلام القرآنية بالقيمة الموصوفة فيما سبق ذكره بإقبالهم على شرب الماء كمورد حياتي حيوي لا مناص من شربه. فكما نشرب الماء بعفوية وبضغط الحاجة إليه فطرة سيقع الإقبال عليها بعفوية أيضا وبضغط الفطرة على الإسلام التي قضت به من قبل.
فالسيناريو الوحيد الذي ستقوم من خلاله الخلافة الإسلامية العظمى الموعودة هو إذا هذا السيناريو الذي يذكره سبحانه في قرآنه المجيد وليس غيره بالقطع النطلق. هو السيناريو الذي يخبر بأن دولا أخرى كثيرة ستعتنق هداية القرآن يقينا في شخص أغلبية ساكنتها أقله في الوهلة الأولى. هو السيناريو الذي لا يستثني أحدا ولا دولة من الإنضمام إلى أمة أهل القرآن. هو السيناريو الذي لا يستثني أن تصبح دولا من المجتمع الغربي طرفا من هذه الأمة بما فيها دولة إسرائيل الدخيلة. هو السيناريو الذي لا يستثني بالقطع أن يكون من هذه الدول دولة أميركا العظمى المهيمنة حضاريا واقتصاديا وسياسيا وعسكريا. هو السيناريو الذي لا يستثني أن تصبح هذه الدولة هي نفسها الأمة الإسلامية الموعودة لتدبير شؤون المجتمع البشري كله بجودة عالية من حيث العدل والقسط والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، خاصة وأنها الآن هي المتفوقة بفارق عظيم عن كل باقي الدول من حيث حجم المقومات الحضارية والإقتصادية والسياسية والعسكرية التي تملكها وتؤهلها للقيام بهذه المهمة الجليلة دون غيرها. وشخصيا وبسند تفاصيل أخرى لا يسع المجال لذكرها أجزم جزما يكاد يكون مطلقا أن هذه الدولة العظمى هي الأمة الموعودة بهذا المقام الجليل.
فمن عيب الفقهاء و"العلماء" أساسا أنهم أغفلوا عن تدبر القرآن تدبره العقلاني الحق والتسلح بأنواره قبل غيره؛ وأنهم لم يتدبروه إلا من خلال ما يقول به "الحديث" قولا بأنه يشرحه. فزاغوا تباعا وبما لا مرد له عن جوهر أنواره وجوهر المعرفة بصحيح تعريف دين الإسلام، وزاغوا تباعا عن جوهر المعرفة بمواضيعه الفرعية والجزئية التي لا يمكن إدراكها بدونهما. ومن تبعات هذا العيب علاقة بالموضوع المفتوح أنهم لا يرون قيام الأمة الباسطة سيادتها على كل المجتمع الدولي والآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر إلا في شخص أمة أهل القرآن في حدود دولها الحالية ذات العمر العريق الذي يعد بالقرون شهادة أخرى على صواب الطعون المتقدم بها. أي أنهم أقصوا تمام الإقصاء إحتمال إنضمام دول أخرى إلى هذه الأمة وكأن الأمر بشأن حدودها الجغرافية قد قضي وحسم ولا تبديل له. ولئن ثبت الغرور الغبي الملعون هذا الإعتقاد بهذه القوة فهم الآن على ضوء ما ذكر به مدعوون إلى تصور مدى إتساع الباب لتغيير هذا الحال بجودة عالية لا حدود لرقيها كذلك في رحاب قضاء كمال الله في صنعه وفي رحاب ما يعد به هو وحده ناهيك عن تبيانه المفصل في القرآن المجيد. فلئن أوقع القليل من نور القرآن إيماننا حشودا وخلق هذه الأمة في حدودها الجغرافية المعلومة فليتصوروا الآن ما يعد به الكثير منه وما يعد به كله.
ومن إملاء الحقائق الربانية القرآنية العظيمة المظهرة في هذا المقال أن يؤمن بها "المجاهدون" تمام الإيمان، وأن يضعوا تباعا أسلحتهم القتالية ويغيروها بسلاح صحيح أنوار القرآن ويجاهدوا به أولا ضد معتقداتهم "الدينية" الباطلة الكثيرة، وأن يجاهدوا به تباعا في ديارهم بين ذويهم ثم في ديار الغير بعد ذلك. وهذا الإملاء الرباني له صفة الأمر ويلزمهم الطاعة فيه إن هم فعلا صادقون فيما يدعونه من إخلاص وراغبون في إرضائه سبحانه وفي نيل رضاه. وهذا الإيمان مدعو إليه كذلك في الواجهة الأولى كل الفقهاء و"العلماء" وخاصة منهم من يعتقدون بوجوب ذاك "الجهاد" ويحرضون عليه كسبيل لخلق الخلافة الإسلامية العظمى الموعودة؛ ويعتقدون تباعا بوجوبه لإكراه أهل القرآن على الإتيان بالجودة في إسلامهم وإكراه أنظمتهم على تطبيق كل شرع الله ؛ ويعتقدون بوجوبه كذلك بشأن باقي المجتمعات لإكراههم على الإسلام وتطبيق شرع الله. والذي لا يطيع ربه في هذا الإملاء الجليل فهو ليس إلا كافرا يبتغي بنهجه التضليلي وبأفعاله الكفرية مناصرة الغرور الغبي الملعون ضد ربه سبحانه ودينه الحق ورسوله المصطفى وأهل القرآن وضد المجتمع البشري كله وضد البشرية جمعاء. والله عز وجل جلاله يقول بشأنه مثلا وليس حصرا:
ـــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــ
"إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون58" س. البقرة.
" ... ، فمن أظلم ممن إفترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم، إن الله لا يهدي القوم الظالمين 145" س. الأنعام.
ـــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــ
-----------------------------------
"الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب"
صدق الله العظيم
أبوخالد سليمان،
الحجيج بالقرآن والغالب المنصور بالله تباعا في رحاب المحاججة ضد كل الفقهاء و"العلماء" ومواليهم بشأن جل ما يقولون به ويبلغون به على أنه من عند الله وهو في الأصل ليس من عند الله وإنما هو من عند الشيطان يناصره مناصرة عظيمة ليس لها مثيل.
------------------------------------
أنصروا الله لصالح أنفسكم وكل الناس ولا تناصروا رزمة من الناس والشيطان ضد الله وأنفسكم وكل الناس
عدل سابقا من قبل أبوخالد سليمان في الإثنين سبتمبر 10, 2012 11:40 pm عدل 5 مرات